http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

هكذا ترسم أموال النفط مستقبل العرب والمسلمين

المساء = عبد الله الدامون

يوليو 02، 2015، العدد: 2723

نسمع الأخبار المقززة تأتي من بعيد، من تونس والكويت وليبيا واليمن وسوريا ومن مناطق أخرى حول وضع عربي عبثي ومريض لا أحد يدرك أفقه، وضع سيقودنا إلى الهاوية، إن لم نكن قد سقطنا في الهاوية من زمان.
أن يتم تفجير مسجد في الكويت فهذه ليست سوى نتيجة حتمية لكل ذلك التجييش
الطائفي والمذهبي الذي بدأ منذ سنوات، والذي لم يكن الهدف منه سوى إغراق المسلمين في متاهة بلا مخرج، ينشغلون فيها بقتل بعضهم البعض فترتاح أمريكا وإسرائيل إلى الأبد.
لقد عادوا مئات السنين إلى الوراء ونبشوا القبور وأخرجوا منها أشباح الماضي
وزرعوا الروح في كل الفتن النائمة وزرعوها بين الناس لكي يتقاتل المسلمون لألف سنة أخرى، وربما لن يتوقفوا أبدا عن قتل بعضهم البعض حتى تقوم الساعة.
وقبل أيام قليلة كان هناك تصريح بالغ الأهمية لرئيس الوزراء الصهيوني
بنيامين نتنياهو،وقليلون جدا انتبهوا إليه،وهو تصريح يعكس عمق ما يجري بل ويعرّي أولئك الذين يزرعون الفتن في بلدان عربية كان من الممكن أن تسير بها ثرواتها نحو المستقبل بأمان، إلا أن تلك الثورات صارت وبالا على شعوبها.
نتنياهو، وبعد أن تمت قرصنة إحدى سفن أسطول الحرية من أجل فك الحصار على
غزة، قال إن حملة فك الحصار مجرد نفاق صارخ، وأن الذين يقودون هذه الحملة كان عليهم أن ينشغلوا بأشياء أكثر أهمية وأن ينقذوا شعوب سوريا وليبيا والعراق واليمن وغيرها.
هكذا صارت فلسطين مجرد شيء ثانوي أمام هول ما يجري في بلدان عربية كثيرة،
ورئيس الوزراء الصهيوني يعرف جيدا لماذا تتم تغذية الحروب والفتن في تلك البلدان، فالهدف واضح وهو أن تبقى إسرائيل في سلام وتصبح فلسطين مجرد قضية صغيرة ومنسية في محيط من الفتن المتلاطمة، فالشعوب العربية التي جعلت من القضية الفلسطينية قضيتها المحورية، صارت اليوم تطلب فقط النجاة من هذه الصاعقة التي تهدد وجودها بالأساس.
الذين يتساءلون عمن أنشأ «داعش»، يمكنهم أن يعرفوا ذلك بسهولة عندما يسمعون
تصريح نتنياهو، ففي علم الجريمة هناك نظرية واضحة تقول: «ابحث عن المستفيد»، لأن كل جريمة وراءها مستفيد، وإحلال هذا الدمار وراءه، ليس مستفيد واحد، بل مستفيدون كثيرون، أولهم أمريكا وإسرائيل، وآخرهم أولئك العرب البدو الذين خصصوا أموال البترول الهائلة من أجل تمويل القتل وزرع الفتن وتحويل بلدان عربية كثيرة إلى ركام من الإسمنت والدماء والجوع والجهل. إنه شيء لا تستطيع أن تفعله أمريكا وإسرائيل لوحدهما، لذلك كان للبدو العرب دور رئيسي في ذلك.
الذين أنشؤوا «داعش» هم الذين يتحالفون مع إسرائيل، سرا وعلانية، عندما
تبدأ في قصف الفلسطينيين وتحول أجساد الأطفال إلى أكوام لحم متناثرة، لكنهم لا يتحالفون مع إسرائيل فقط من أجل القتل المباشر للأبرياء، بل يتحالفون معها أيضا من أجل القضاء على المستقبل بكامله، مستقبل عربي كان من الممكن أن يكون منيرا ويانعا بعد إسقاط عدد من الجبابرة، لكن الناس صاروا يحنون اليوم إلى جبابرتهم.
عندما نجحت الانتفاضة في مصر وسارت البلاد نحو تأسيس نظام ديمقراطي وأجريت
انتخابات حرة ونزيهة لأول مرة في تاريخ البلاد، ظهر شيطان النفط في أجلى صوره، وتحولت مصر من نموذج رائع للمستقبل إلى مجرد سجن كبير غارق في البكاء والدماء، ودفع عرب النفط أموالا هائلة لطغمة من الانقلابيين لإغراق مصر في الوحل إلى الأبد. هكذا تحولت مصر من نموذج للمستقبل إلى فزاعة تخيف الشعوب من خطر الثورات.
وفي ليبيا تخلص الليبيون من طاغية مجنون ترك بلادهم الغنية عبارة عن حصى
وغبار وجهل لعقود طويلة، فجاء ما هو أشنع وهو حرب لا تبقي ولا تذر، ولو أن الليبيين لم يروا جثة القذافي تتعفن أمامهم لتمنوا أن يعود إليهم يوما لأنهم يرونه أفضل بكثير من عربان النفط الذين يمولون الخراب في بلادهم.
في اليمن لم يكن يجب أن يختلف الوضع، فاليمنيون يجب أن يستمروا في مضغ
القات والقبول بكونهم مجرد شعب بدائي في الحديقة الخلفية لعرب النفط »المتحضرين جدا جدا«.
في سوريا من الصعب أن نفهم كيف تصنع ثورة شعبا من المتسولين. المتسولون
الكبار ينهبون أموال النفط باسم الثورة، والشعب السوري المسكين تشتت في أصقاع يتسول أو يغرق في البحر خلال محاولات الهجرة اليائسة.
وفي تونس، عندما تم ارتكاب مذبحة «سوسة»، فإن ذلك لم يكن سوى عقاب
للتونسيين الذين رفضوا الانجرار وراء حرب أهلية تريد بلدان النفط إشعالها من زمان، كما فعلت في ليبيا واليمن وسوريا، لذلك يتم ضرب تونس بهذه الطريقة الفجة. ويبدو أن الذين وظفوا مجنون «سوسة» في تلك الجريمة المقززة أرادوا ضرب التونسيين في بطنهم. لقد فشلوا في قطع الأعناق في تونس فبدؤوا في قطع الأرزاق.

المصدر: المساء = عبد الله الدامون
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 28 مشاهدة
نشرت فى 2 يوليو 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,338