<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
مفاعلات آل سعود النووية في مواجهة إيران
30 حزيران ,2015 02:32 صباحا
عربي بريس: علي مراد
ما إن أعلنت قناة «العربية» التابعة لنظام آل سعود أن العنوان الرئيسي والأبرز للقاء الذي جمع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو كشف السعودية، عبر مصادر خاصة لها، أن الاخيرة تعتزم بناء 16 مفاعلاً نووياً للأغراض السلمية ومصادر الطاقة والمياه، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات السعوديين الذين أعربوا عن سعادتهم واعتزازهم بهذا الإنجاز، فهللوا وكبّروا وحمدوا الله على «نعمة» وجود «سلمان الحزم» وابنه، حتى أن الحميّة أخذت البعض منهم في اعتبار هذا الاعلان صفعة قوية لأوباما «الشيعي»، وأن زمن الارتهان للأميركي قد انتهى الى غير رجعة.
الخبر لافت لا شك، ولكن أن تكتفي وكالة الأنباء السعودية والصحف الرسمية بالإشارة إلى توقيع اتفاقات في مجال الطاقة والمياه والتعاون العسكري خلال زيارة بن سلمان إلى موسكو فقط من دون ذكر أي تفاصيل، فإن ذلك يوحي بغموض حول دقة المعلومة. هل تم الاتفاق على أن تبني موسكو المفاعلات الـ 16 منفردة، أم أنها ستتعاون اضافة الى دول نووية أخرى في بنائها؟
الثابت حتى الآن أن آل سعود اتخذوا قرار إنشاء برنامج نووي للأغراض السلمية «كما يدعون»، لكن هناك علامات استفهام تحوم حول الخطوة السعودية، خصوصاً إن إعلانها جاء على مسافة عشرة أيام فقط من انتهاء المهلة المحددة لإنجاز اتفاق نهائي بين الدول الست وايران حول ملفها النووي.
لماذا استقر الإعلان السعودي على 16 مفاعلاً وليس 8 أو 10 مثلاً؟ هل للأمر علاقة بالمفاعلات النووية الايرانية التي يبلغ عدد المنتجة منها لليورانيوم المخصب 4 على أن ينضم إليها بوشهر قريباً؟ هل لقصة العدد خلفيات كيدية بدوية كأن يضربوا عدد المفاعلات النووية الايرانية بأربعة للإيحاء بالتفوق على الايرانيين؟
أسئلة كثيرة وكبيرة بحاجة الى توضيح تتعلق بقدرة السعوديين على تدشين برنامج نووي، فإسلام أباد أعلنت الشهر الماضي صراحة رفضها القاطع لبيع اي قطعة من ترسانتها النووية لأي دولة كانت، او حتى نقل التقنية إلى أي طرف آخر التزاماً منها بمعاهدة الحد من الانتشار النووي.
ثم لماذا اللجوء إلى روسيا لإنجاز برنامج كهذا في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا لم يذهبوا إلى حليفتهم واشنطن لتنجز لهم ما يطمحون إليه؟ وهل الأمر لا يعدوا كونه مجرد «فشة خلق» في وجه أوباما الذي أدار لهم ظهره بإصراره على انجاز الاتفاق مع ايران من دون أخذ مخاوفهم بعين الاعتبار؟
أما السؤال الأكبر فهو: هل سترضى«إسرائيل» بوجود برنامج نووي عربي في المنطقة؟ أم أن الجنرال الصغير ابن سلمان ضمن موافقة الصهاينة على برنامجه المزعوم، في ظل تقاطع المصالح بين مملكة أجداده و«إسرائيل» في الآونة الأخيرة على خلفية تكريس ايران كقوة نووية في منطقة الشرق الأوسط باعتراف غربي بذلك؟
ويبقى هناك تساؤل مشروع يتعلق بقدرة آل سعود على حماية برنامجهم النووي إن قُدِّر له أن يرى النور، فنظامهم يحوي أكبر قاعدة مؤيدة لفكر «داعش» وممارساته ويفرّخ عناصر وقيادات تدعو للإطاحة بنظام آل سعود. هل يضمنون لحلفائهم الغربيين أن المفاعلات لن تقع بأيدي «داعش»، او على الأقل ضمان حمايتها من هجمات داعشية؟
أما بالنسبة إلى الروس، فإنّ بوتين يعلم جيداً أن السعودي إنما أتى إليه على قدميه. المؤكد أن سعي موسكو لتعزيز وجودها في المياه الدافئة يتكرس كل يوم، فمن سوريا وتفكيك أذرع ضربها من قبل الغرب قبل عامين الى مصر وصفقات التسلح التي تم توقيعها مع السيسي وصولاً إلى اتفاق نووي مع السعودية حتى وإن تبين لاحقاً أنه مجرد فقاعة إعلامية في وجه أوباما، يعلن بوتين للأميركيين أنه يستحوذ على أوراق نفوذهم في منطقة الشرق الأوسط ويواجههم في شرق أوروبا، ولا يمكن إغفال الحاجة الروسية للمال السعودي في هذه المرحلة، والغرب يفرض عليه العقوبات ويحاصره اقتصادياً. لكن لا يميلنّ أحد إلى الاعتقاد بأن التقرّب السعودي من بوتين سوف يكون على حساب موقفه من سوريا، فبندر ابن عم ابن سلمان يمتلك حنكة في السياسة أكثر من الامير الصغير حديث العهد، ولن يفلح في انجاز ما أخفق ابن عمه قبله في تحقيقه ولو دفع عشرات مليارات الدولارات.
ساحة النقاش