http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

اليمن في عين العاصفة (2)

26 حزيران ,2015  05:16  صباحا

عربي برس _ صحف - السفير - فواز طرابلسي

لم تقتصر أغراض الحرب التي شنّها التحالف بواسطة القيادة السعودية الجديدة على استعادة اليمن الى ما تعتبره الحظيرة السعودية. كانت الحرب احتجاجا بقعقعة السلاح على انقلاب إقليمي استراتيجي محتمل يتمثل في المترتبات الاقليمية للاتفاق النووي الايراني، وما يلوح وراءه من تغيير جذري في تحالفات الولايات المتحدة في المنطقة. ازداد الامر خطورة، وقد أفادت الجمهورية الإسلامية من الوقت الضائع في المفاوضات النووية مع القوى الغربية لتحسين وتحصين مناطق نفوذها في لبنان وسوريا والعراق وإحداث الاختراق الذي أمّنه الانقلاب الحوثي في اليمن. وقد تم كل ذلك في مناخ من التساهل حتى لا نقول التواطؤ الاميركي مع تنامي النفوذ الايراني في تلك البلدان. هكذا بدت الحرب السعودية ضد اليمن بما هي تصعيد في الهجوم المضاد الذي يشنّه تحالف تركي سعودي خليجي وقد ظهرت معالمه المبكرة في العراق وسوريا.

هكذا صار اليمن في عين العاصفة الاقليمية من خلال حرب جوية مضاعفة بحرب أهلية. وبعد ثلاثة أشهر وأزود من الحرب، لا تزال «عاصفة الحزم» عاجزة عن فرض الانكفاء أو الهزيمة على تحالف «أنصار الله» وعلى علي عبدالله صالح. ففي ظل ضربات جوية عنيفة لم تعف البنية التحتية ولا المدنيين، ظلّت قوات تحالف الحوثيين - علي صالح تتقدم في المحافظات الوسطى والجنوبية وتسيطر على معظم مواقعها، بما فيها تعز وعدن. أما اذا كان ما أعلنه الناطق باسم «عاصفة الحزم» عن تدمير الصواريخ البالستية «الايرانية» الموجهة للعربية السعودية ودول «مجلس التعاون الخليجي» هو هدف الحرب، فدليل فاضح على الثمن الذي جرى تدفيعه للشعب اليمني قتلا ودمارا وتهجيرا وتجويعا في سبيل هذا» الإنجاز الجيوستراتيجي! «

حقق الرئيس أوباما ما أراده من القمة الخليجية في كامب ديفيد. حصل على دعم الزعماء الخليجيين للاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية و«باعهم من كيسهم» كما يقال، الحماية الامنية والعسكرية المدفوعة بالمليارات من البترو دولارات. فقد وعد أوباما بفتح مخازن السلاح الاميركية وتسريع عمليات تسليم السلاح والذخيرة لتعزيز الترسانة العسكرية لدول «مجلس التعاون الخليجي». فلا عجب أن تصف مجلة «فورين بوليسي» الاميركية (14 أيار 2014) قمة كامب ديفيد بأنها معرض لبيع الأسلحة الاميركية أكثر منها ندوة ديبلوماسية. وللتذكير، فخلال السنوات الخمس الاخيرة من ولاية أوباما، باعت المصانع الحربية الاميركية الى دول «مجلس التعاون الخليجي» أسلحة وخدمات عسكرية وأمنية بقيمة 64 مليار دولار، دفعت العربية السعودية ثلاثة أرباعها، لتتحول الى أول مستورد للسلاح الاميركي في العالم. ومن المترتبات المباشرة لـ «عاصفة الحزم» عقدٌ وقعته قطر لشراء 24 طائرة رافال فرنسية بقيمة 6.3 مليارات دولار؛ وإعلان من دولة الكويت عن قرب توقيع عقد بشراء 28 مقاتلة «إف 18- سوبر هورنيت» من مجموعة بوينغ الاميركية.

سوف تنعقد مفاوضات الاتفاق النووي النهائي بين ايران ومجموعة الدول الغربية الست، في نهاية تموز 2015، في مناخ جيوستراتيجي مختلف نسبياً عن المناخ الذي ساد منذ الإعلان عن الاتفاق، خصوصا بالنظر الى التطورات الإقليمية في العراق واليمن وسوريا. ومع أنه من المبكر التكهّن بماهية تلك التطورات وطبيعة انعكاسها على حصيلة المفاوضات، فلا بد من تسجيل هذه الملاحظات.

لقد امتنعت ايران الممانِعة عن إدراج الثلاثمئة رأس نووي اسرائيلي على طاولة المفاوضات مع الدول الغربية الست، مثلما امتنعت عن اقتراح مقايضة التخلي عن السلاح النووي الايراني في مقابل نزع السلاح النووي الاسرائيلي ولو من قبيل تحسين شروط التفاوض الايراني ذاته، أو من أجل الاستمرار في تسجيل رفض شعوب المنطقة للأمر الواقع النووي الاسرائيلي المفروض عليها. وغني عن القول ان لا بحث جادا في سلام في المنطقة إلا بتفكيك الترسانة النووية الاسرائيلية وقيام «شرق أوسط خال من الاسلحة النووية». سعت ايران وتسعى الى مقايضة النووي الايراني لا بالنووي الاسرائيلي، ولكن بالنفوذ الاقليمي، وبرجاء ما تسميه «الشراكة الجيوستراتيجية» مع الولايات المتحدة الاميركية. هكذا تبقي اسرائيل في عشّها العنكبوتي ذي الشبكة النووية.

ومن يرد تذكّر ما يحمله النووي الاسرائيلي من خطر على شعوب المنطقة، بما فيها الشعب الايراني، فما عليه إلا ان يتابع ما أعلنه وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون بهذا الصدد مؤخرا (5 أيار 2015) إذ لم يستبعد اللجوء الى السلاح النووي الاسرائيلي ضد ايران. وقد استشهد بإلقاء الولايات المتحدة القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين، خلال الحرب العالمية الثانية، بما هي النموذج الذي يجب أن تقتدي به إسرائيل في التعامل مع ايران وذلك قطعا للطريق على حرب كلاسيكية طويلة المدى تماماً مثلما اختار الرئيس الاميركي قتل 200 الف ياباني بديلا من خوض مثل تلك الحرب. وخلص يعالون الى ما خلص اليه ايزنهاور حينها، من أن مثل هذا القرار إنما هو «قرار أخلاقي».

من جهة ثانية، كان اقتراب موعد توقيع الاتفاق النهائي على الاتفاق النووي، مناسبة لإجراء تعديلات جذرية في خطوط معسكر الممانعة وتوجهاته. ترافق الإفصاح عن الشهوات الامبراطورية التوسعية الايرانية، السافرة النزعة المذهبية، مع التحييد المتزايد للولايات المتحدة الاميركية عن صف معسكر الأعداء. تحدث علي يونسي، مستشار الرئيس حسن روحاني للشؤون الدينية والاقليات (آذار 2015) عن استعادة ايران دورها «الى وضع الامبراطورية كما كانت طيلة حياتها» حيث العراق «عاصمة تلك الامبراطورية التي تدافع عن شعوب المنطقة ضد التطرّف الإسلامي والإلحاد والعثمانية الجديدة». هكذا اختفى «الشيطان الاكبر» كليا من صف الشياطين. أضف الى ذلك تأكيد محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري بأن تدخلات ايران في اليمن وسوريا تأتي في إطار توسع خريطة ما أسماه هو نفسه «الهلال الشيعي» في المنطقة، وقد لاحظ جعفري ان «نظام الهيمنة العربي» هو أبرز المتخوفين من «توسع الهلال الشيعي» (9 أيار 2015).

في عودة لليمن، لم يبشّر مؤتمر الرياض برغبة في التسوية لدى الائتلاف وحكومة خالد البحاح والمندوبين الى المؤتمر. ذلك ان المطالب السياسية المرفوعة للمشاركة في مؤتمر جنيف المقرر عقده في آخر أيار 2015. ففي الوقت الذي وافقت فيه الحركة الحوثية على حضور مؤتمر جنيف من دون شروط، تتكاثر شروط الطرف الآخر، من دون أن تدعمها إنجازات عسكرية فعلية، وتتضمن الاعتراض على دعوة ايران أصلا أو المطالبة بوقف الحوثيين القتال وما شابه.

في مثل هذا الجو الصاخب الجعجعة هل مَن يسمع صوتا يصرخ مطالبا بوقف القتل والتدمير في اليمن وترك اليمنيين يقررون مصيرهم ومصير بلدهم بأنفسهم؟

المصدر: عربي برس _ صحف - السفير - فواز طرابلسي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 31 مشاهدة
نشرت فى 26 يونيو 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,382