<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
لماذا استدعت مخابرات آل سعود «زهران علوش» إلى الأردن.. وهل حضر الموساد..؟
08 حزيران ,2015 03:45 صباحا
عربي برس - محمود عبداللطيف
سرب المغرد السعودي على موقع تويتر المعروف باسم «مجتهد» معلومات إستخبارية سعودية تفيد أن الإرهابي «زهران علوش» متزعم ميليشيا جيش الإسلام في الغوطة الشرقية «أمضى الأسبوع الماضي باجتماعات مع المخابرات السعودية والأمريكية والاردنية في فنادق عمان لتنسيق الوضع ضد الدولة (داعش) والنصرة ومهمات أخرى»، وبغض النظر عن صحة الأنباء التي تؤكد انقلاب الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام على علوش، إلا أن السعوديين على ما يبدو ما زالوا يعولون عليه كشخصية تمتلك نفوذا بين الميليشيات في محيط دمشق، وإذا ما كانت الاجتماعات التي مثل المخابرات السعودية شخص يكنى بـ «أبو بدر» وهو مقرب من محمد بن نايف، من أجل التحضير لحرب بين الميليشيات في الجنوب للقضاء على وجود النصرة (كما تشير تسريبات مجتهد) ، فإن ذلك يدلل على إن السعوديين قرروا إنهاء دور الجبهة بعد أن ظهر ولاء النصرة لقطر وتركيا بشكل علني في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يقصي بطبيعة الحال السعوديين من المشهد الميداني، وهذا يعكس التسابق ما بين المحور القطري التركي من جهة والمملكة السعودية من جهة أخرى، على تصنيع الميليشيات المعتدلة وفق المفهوم الأمريكي، وفي مثل هذا المشهد لابد للسعوديين من التنسيق مع الجانب الإسرائيلي حتماً.
في تفكير زهران علوش أن يكون الحاضر باسم المعارضات المدعومة من قبل أمريكا وغيرها والتي تختبأ وراء علم الانتداب الفرنسي بوصفه "راية الثورة"، إذ أن علوش طرح على السعوديين استبدال رايته الحالية ذات الطابع الإسلامي براية الائتلاف،وفي الأمر رغبة منه للتنصل من الفكر المتشدد ظاهرياً على الأقل، ليكون البيدق الأمريكي الأكثر ملائمة لتحويله إلى "الوزير" في لعبة شطرنج محمومة ما بين المحاور على الأراضي السورية، في حين إن السعوديين طلبوا من علوش التنسيق مع ميليشيات الجبهة الجنوبية وتحديداً بقايا فلول "جمال معروف" الذي كان يقود ميليشيا "جبهة ثوار سوريا"، إضافة إلى بقية الميليشيات المتحاربة مع النصرة وداعش، وتم جمع علوش مع أبو أسامة الجولاني وهو من قيادات الميليشيات في الجنوب، وبرغم إن الاجتماعات ركزت على محاربة النصرة وداعش، إلا أن زهران طلب بأن تبقى جبهة دمشق بيده، كما طلب دعما أكبر لمحاربة النصرة بكونها مقبولة من قبل الميليشيات أكثر من داعش، الأمر الذي سيزيد من صعوبة مهمته في إقناع الميليشيات في محاربة النصرة، فهي تميل إلى استقطاب هذه الميليشيات بالمال أو بالنار.
الواضح من التسريبات التي أكدت وجود المخابرات الأردنية في الاجتماعات، وسؤال ممثل السعوديين عن قوة الإخوان وانتشارهم دون الكشف عن الغرض من السؤال، وبربط ذلك بما نشر عن تنسيق سعودي إسرائيلي مباشر، يفضي إلى أن السعوديين لا يرغبون بالخروج من المشهد الميداني مطلقاً، ولديهم رغبة جامحة في أن ينهوا وجود تنظيمي داعش والنصرة برغم صعوبة المهمة، وذلك في ميل منهم لكسب القدرة على طرح شروطهم لحل الأزمة السورية في أي نقاش دولي حولها، ومن خلال هذا المنطلق يمكن فهم أن الإستراتيجية التي تبني الرياض عليها مصالحها في المرحلة الراهنة تقوم على عمق العلاقة مع تل أبيب، فما تشير إليه الطلبات السعودية من زهران إن يكون ثمة تنسيق لتشكيل حدث ميداني يشابه في طبعه الحدث في الشمال،على أن يكسب قائد ميليشيا جيش الإسلام صفة "معتدل" من قبل الأمريكيين الأمر الذي يرشحه ليكون مصبا لسيول التمويل التي ترسل إلى سوريا، وفي هذه النقطة يحضر اللقاء الذي أجرته صحيفة «ماكلاتشي» الأمريكية التي روجت لاعتداله.
التحالف الصهيوسعودي ضد الدولة السورية لم يكن خفياً في لحظة ما منذ بداية الأزمة السورية، فما يجهد إليه آل سعود ويبذلون من أجل تحقيقه مليارات الدولارات، تحلم بتحقيقه القيادة الإسرائيلية منذ عقود، والحشد لمعركة ميليشياوية في الجنوب لتوحيد المرتزقة على الأرض السورية في الجبهة الجنوبية التي تعد واحدة من أعقد الجبهات جغرافيا وعسكرياً تؤكد إن الضربة التي تلقاها الاحتلال الإسرائيلي من خلال انهيار مسلحي النصرة في القلمون موجعة، وتبين له إن التنظيم في صورته الحالية غير قادرة على أن يكون الجدار البشري الفاصل بين منطقي الجولان السوري المحرر والمحتل، وبالتالي لابد من إعادة هيكلة الميليشيات في الجنوب لصناعة عملية عسكرية قادرة على خلق التحول في موازين القوى جنوب سوريا، ليصار إلى طرح مشروع المنطقة العازلة في تلك الخاصرة، وهذا يجزم حضور ممثلين عن المخابرات الإسرائيلية «الموساد» في اجتماعات آل سعود مع علوش.
الردود السورية واضحة ولا تحتاج إلى تفسير، فبمجرد أن يذكر كلام المسؤولين السوريين وكلام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن سقوط قواعد الاشتباك منذ حماقة الكيان التي اغتالت كوادر المقاومة في مزرعة الأمل في القنيطرة السورية، وتوحيد الجبهة من السواحل اللبنانية إلى آخر نقطة في شريط الفصل في الأراضي السورية، يكون لزاما على الكيان أن يعيد حسابات التورط في أي حماقة مباشرة ضد الدولة السورية أو حزب الله، هذا من جهة.
من جهة أخرى، تشكل الخاصرة الجنوبية لسوريا الثقل الإستراتيجية الأكثر ضرورة للتأمين، وإذا ما كانت عمليات الجنوب أقل تكثيفا من الوقت السابق، ذلك بكون الإستراتيجية العسكرية في ترتيب أولويات المعارك الكبرى اقتضت بتطهير القلمون أولاً، وكل من يراقب الحدث السوري اليوم يعرف أن ثمة جبهتين لن تكونان أقل سخونة من بعضهما خلال المرحلة القادمة، ففي الشمال والجنوب تحضر النصرة، بدعم مختلف في كل من الجبهتين، وإن كانت عمليات سلاح الجو السوري تستهدف مقرات وطرق إمداد الميليشيات على مدار الـ 24 لإضعاف قدراتها قبيل إطلاق العمل البرّي بشكل واسع في كل الجبهتين، فإن هذا العمل سيكون ناجزاً كما حدث في القلمون.
ساحة النقاش