<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
صياد النعام يلقاها.. يلقاها..
المساء = مصطفى بوزيدي
يونيو 07، 2015، العدد: 2701
في زيوريخ، تلبدت سماء الفيفا بغيوم الفساد.. اتهامات وتوقيفات وملايير السنتيمات حولت يوما لحساب جاك وارنر من تحت الدف..
قبل أيام نزل خبر فساد الفيفا كقطعة ثلج باردة فوق الرؤوس.. وكبر السؤال عن حجم الفساد بالجامعة الدولية لكرة القدم.. تزامن ذلك مع انتخابات أخرى جديدة لاختيار رئيس جديد..النتيجة غير المنتظرة أن بلاتير فاز من جديد.فاز بعد انسحاب منافسه الوحيد وفي حلق المهتمين بشأن الكرة غصة..
كيف يسير بلاتير جهازا أثبتت الأبحاث أنه غرق في الفساد من رأسه حتى قدميه؟
وهل بلاتير فعلا هو رجل المرحلة؟
لقد ظل الرجل طيلة أعوام، بعد أن تسلم مفاتيح الفيفا من البرازيلي جواو هافيلانج، يحول أعضاء مكتبه إلى أقراص دومينو.. ويوزع تطميناته على الجميع بابتسامة صفراء.. وكيدير غير اللي فراسو.. ولكن هذا العجوز، أحس أخيرا أنه شخص غير مرغوب فيه، فأعلن استقالته.. وكفى كل الأطراف شر النزاع… وجرنا حديث الرشاوي إلى طلب تنظيم المغرب للمونديال.. وكيف كان يخرج في الأخير بخسارة وبعض كبرياء..
يوما، حين حقق المنتخب المغربي إنجازه الرائع وعبر إلى الدور الثاني في مونديال المكسيك، كان الفرح كبيرا، وجاء البعض يبحث في الخريطة عن هذا البلد الذي جاء من إفريقيا ليتصدر مجموعته ويقزم الكبار.. ولم يكن الحديث حينها إلا عن المنتخب المغربي الذي أسعد المغاربة والعرب على حد سواء وفتح الباب على مصراعيه أمام منتخبات أخرى إفريقية لتحقق نفس الإنجاز وتعبر لدور الربع.. وامام إنجاز غير مسبوق قرر المغرب تنظيم مونديال 94، كان الأمر أشبه بأي حلم مستحيل.. ولكن الطموح كان أكبر من كل الصعوبات.. وضعنا ملفنا على طاولة الترشيح، وهيأنا ملاعب كبيرة وشبكة طرق وفنادق لتكون بحجم الحدث ولكن على الورق.. حملنا الفيفا إلى كل الخلاء الذي نملك وقدمنا لها منشآت رياضية على الماكيت.. كان البعض منا يدرك أننا دخلنا رهانا خاسرا.. وأن تنظيم المونديال ليس بالتيمم.. النتيجة أننا خرجنا من المولد بلاحمص.. ولكننا كسبنا على الأقل نوعية جديدة من التحدي…
بعدها، دخلنا السباق من جديد، هذه المرة بطموح أكبر ولكن بنفس الماكيت مع بعض التعديل.. وكان علينا أن ننتظر معجزة من السماء لنفوز بشرف تنظيم مونديال 1998 ، وفازت فرنسا بتنظيم الدورة وفازت بالكأس أيضا.. وجاء البعض بعدها يلوك السؤال: واش بقا لينا غير تنظيم المونديال؟
لم يفقد المغرب إصراره، وقرر أن تكون الثالثة ثابتة، فتقدم بترشيحه ليستضيف مونديال 2006 ، هذه المرة لم يكن البلد الإفريقي الوحيد الذي قدم ترشيحه، كانت هناك أيضا جنوب إفريقيا، وكان التنافس شديدا من المتنافسين، فازت المانيا، وجاء بلاتير ليطمئن جنوب إفريقيا ويعدها بتنظيم المونديال في إفريقيا، كان الرجل يقصد جنوب إفريقيا طبعا.. وفي طلبات الترشيح الثلاث، كنا نكسب دائما أصوات الكونكاكاف الثلاثة، كان جاك وارنر سخيا معنا إلى أبعد الحدود، ولكن السخاء كان حتما متبادلا، فلا يمكن لهذا الرجل ان يعطيك شيئا بدون مقابل، ربما أخذ الرجل نصيبه من “”حلاوة” المساندة.. فقد كشفت وثائق أمريكية أن المغرب دفع رشوة لعضو في الفيفا لضمان صوته في هذا السباق..
كان المغرب، وهو يضع ترشيحه لكسب رهان مونديال 2010، يدرك جيدا أنها المناسبة الأمثل لنحقق حلما ظل يراودنا لسنين عديدة، هذه المرة هيأنا ملفا جيدا، كانت الأشغال قد ابتدأت في ملاعب كبيرة، وكان الدعم كبيرا، فلا يعقل أن يعاكسنا الحظ من جديد.. ولكن الذي عاكسنا حينها هو جاك وارنر، الرجل اللي بدا كيبيع ويشري فالأصوات بالعلالي.. كانت المطالب كبيرة، وكنا نعول يوما على تنظيم بات في الجيب، لكن الخيبة كانت أكبر بفارق صوت وحيد، فقد سحب منا وارنر أصواته الثلاثة وباعها لجنوب إفريقيا بملايير السنتيمات.. فقد اعترف مسؤولون بقطاع الرياضة في جنوب أفريقيا بالموافقة على دفع عشرة ملايين دولار لجاك وارنر، الرئيس السابق لمنطقة الكاريبي وأمريكا الشمالية والوسطى في الاتحاد، لكنهم قالوا إن المبلغ كان تبرعا لمشاريع تنموية وليس رشوة..
النتيجة، اعتقالات في صفوف مسؤلين بالفيفا، واستقالة بلاتير.. وشوهة بجلاجل.. وقد تطيح الأبحاث برؤوس أخرى جديدة.. وصياد النعام يلقاها.. يلقاها.
ساحة النقاش