<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
رأي اليوم = عبد الباري عطوان
هل تمهد امريكا للاعتراف بـ “الدولة الاسلامية” والتفاوض معها مثلما تتفاوض حاليا مع “الحوثيين”؟ وهل تنجح حملة “لبيك يا عراق.. الحسين سابقا” في استعادة الرمادي؟ وما هي المدينة العراقية او السورية الجديدة التي ستستولي عليها “الدولة” بمناسبة شهر رمضان؟
الحالة المزرية التي اتسم بها اجتماع ما يسمى بالائتلاف الدولي ضد “الجهاديين” الذي انعقد في باريس الثلاثاء، بحضور وزراء خارجية 26 دولة، يجسد التعبير الاصدق للاسباب التي تفسر “تمدد” قوات “الدولة الاسلامية” في العراق وسورية معا، وسيطرتها على نصف الاولى، وثلثي الثانية، بعد اقل من عام من خطبة زعيمها ابو بكر البغدادي في المسجد النوري الكبير في الموصل، بعد الاستيلاء عليها “دون مقاومة” في شهر رمضان الماضي.
الاجتماع اصدر قرارين مهمين يكشفان مدى تخبطه وضعفه، وغياب استراتيجية واضحة لدى الدول الاعضاء فيه حول كيفية مواجهة “الدولة الاسلامية”:
الاول: دعم الخطة العسكرية والسياسية للحكومة العراقية لاستعادة المناطق التي تحتلها قوات “الدولة” واولها مدينة الرمادي، وهذا يعني دعم حملة “لبيك يا حسين” التي تحولت الى “لبيك يا عراق” بعد انتقادات عديدة لتسميتها ذات الطابع الطائفي، ابرزها من السيد مقتدى الصدر.
الثاني: اطلاق عملية سياسية سريعا في سورية تحت اشراف الامم المتحدة للتوصل الى تسوية تحقن الدماء وتحافظ على وحدة التراب السوري.
***
السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق، الذي يشارك في اجتماع باريس، اتهم الائتلاف الدولي بالفشل في التصدي للتوسع السريع لـ”الدولة الاسلامية”، ولكنه لم يعترف بأي تقصير او لوم لنفسه وقواته التي لم توقف الولايات المتحدة تدريبها منذ عشر سنوات، وجرى انفاق 25 مليار دولار على تسليحها، جرى اقتطاعها من قوت الشعب العراقي، وقامت طائراتها بأكثر من ثلاثة آلاف غارة حتى الآن لاضعاف، ومن ثم، القضاء على هذه “الدولة”.
القصف الجوي الامريكي الذي بات على وشك دخوله عامه الثاني لم يوقف الشاحنات المتفجرة، والتدريب المكثف للجيش العراقي على يد خمسة آلاف خبير عسكري امريكي، لم يحل دون فرار عناصره حتى قبل ان تبدأ المواجهات العسكرية.
السيد العبادي يريد ان تقوم الولايات المتحدة الامريكية بكل شيء لحكومته بما في ذلك “تحرير” المدن التي لم يدافع عنها جيشه، مثل الرمادي والموصل والفلوجة، ولم لا، اليست هي التي احتلت العراق، واطاحت بنظام الرئيس العراقي صدام حسين، واسست “العراق الجديد” على انقاض حكمه؟ ووعدت العراقيين ببلد ديمقراطي نموذجي يعمه الرخاء والاستقرار، وتتمنى مثله دول الجوار وما بعدها؟
خطة السيد العبادي العسكرية والسياسية التي دعمها اجتماع باريس تقوم على اساس الاستعانة بقوات الحشد الشعبي المكونة من ميليشيات شيعية، وبعض قوى العشائر السنية، اي بقايا “قوات الصحوات” التي اسسها الجنرال ديفيد بترايوس عندما كان قائدا للقوات الامريكية في العراق في الفترة الحرجة بين عامي 2006 و2008 التي شهدت صعودا لتنظيم “القاعدة” وسياراته المفخخة.
المشكلة تكمن في كون بعض هذه الميليشيات ليست خاضعة للحكومة العراقية، ولا تأتمر بأمرها، بينما من الصعب الثقة بقوات “الصحوات” السنية التي من الممكن ان تغير ولاءها في اي لحظة.
الجنرال بترايوس نفسه شكك في حديث ادلى به الى قناة تلفزيونية امريكية قبل يومين في نجاح خطة مواجهة “الدولة الاسلامية” هذه، وقال انها “عدو قوي” من الصعب هزيمته، لانه يزداد قوة وتوسعا، وهناك كثيرون يتفقون معه في هذه النتيجة.
من غير المستبعد ان تنجح القوات العراقية المدعومة بالحشد الشعبي، وقوات صحوات عشائرية في استعادة مدينة الرمادي، فالحرب كرّ وفرّ، ولكن ماذا لو لم تنجح في هذه المهمة، الم تتعرض قوات “الدولة” لهزيمة كبرى في مدينة “عين العرب” او “كوباني” السورية الكردية؟ ماذا فعلت بعد ذلك؟ الم تستولي على مدينتي الرمادي وتدمر بعد اقل من شهرين من هذه الهزيمة؟ وتحكم سيطرتها على “معبر التنف” على الحدود العراقية السورية، وتتقدم حاليا نحو مدينة اعزاز في الشمال الغربي لسورية القريبة من احد اهم المعابر السورية مع تركيا، وتنجح في اقامة شريط يمتد من الموصل في الشرق حتى حلب في الغرب؟
تنظيم “الدولة الاسلامية” بات يسيطر حاليا على كل المعابر السورية مع العراق، وتتقدم حاليا نحو السويداء في الجنوب للسيطرة على معبر آخر مع الاردن، ومن غير المفاجيء ان يشن التنظيم حملة عسكرية اخرى باتجاه معبر طريبيل، او معبر رفحا الحدودي العراقي السعودي.
الدعم السعودي القطري التركي لجيش “الفتح” الذي تشكل جبهتا “النصرة” و”احرار الشام” المبايعتين لتنظيم “القاعدة” عموده الفقري، ربما يؤدي الى اقدام تنظيم “الدولة الاسلامية” على عمليات انتقامية ضد هذا الجيش، وضد تركيا نفسها الداعمة له، حيث تؤكد بعض الدراسات وجود ما يقرب من ثلاثة آلاف عنصر تابع لـ”الدولة” في العمق التركي، يشكلون خلايا نائمة يمكن تفعيلها في اي لحظة، تماما مثلما يحدث حاليا من تحريك وتفعيل لخلايا مماثلة في المنطقة الشرقية ذات الكثافة الشيعية في المملكة العربية السعودية.
تنظيم “الدولة الاسلامية” لا يتقدم في سورية والعراق فقط، وانما في ليبيا، حيث اضاف مدينة “سرت” مسقط رأس العقيد معمر القذافي الى امبراطوريته، بعد مبايعة اقليم درنة في الشرق له، ويتقدم حاليا نحو الجفرة وسبها في الجنوب الليبي، ويستعد لمحاربة قوات “فجر ليبيا” التي تسيطر على العاصمة طرابلس، وتمثل رأس الحربة لدولة “مصراته”.
ما حدث في ليبيا هو تكرار للسيناريو العراقي،فالموالين للنظام الليبي السابق الذين عانوا من التهميش والاقصاء من قبل الثوار باتوا ينضمون لصفوف “الدولة الاسلامية” ويقدمون لزعيمها “البيعة”، وبات الكثير من الليبيين الذين عانوا ويعانون من فوضى الميليشيات ودمويتها وفسادها يفضلون دعم هذه “الدولة” على امل تخليصهم من معاناتهم هذه تماما مثلما رحب الافغان بميليشيات طالبان، واهل الموصل، او معظمهم بـ”الدولة الاسلامية”، سعيا للامان والاستقرار، وايمانا بالمقولة التي تقول “ان آخرالعلاج الكي”.
***
اجتماع باريس كان اجتماعا لدول مفلسة، وبعضها عربية، لا تملك استراتيجية واضحة لمحاربة “الدولة الاسلامية” التي هيأت لها الحاضنة اساسا باحتلالها العراق،او دعمه مثلما تدعم مخطط تفتيت سورية والمنطقة العربية بأسرها،وباتت عملية السيطرة على هذا “التنين الاسطوري” صعبة للغاية، ان لم تكن مستحيلة.
المطالبة بعملية سياسية سريعة تحت اشراف الامم المتحدة لايجاد حل سياسي للازمة السياسية في سورية هو اعتراف صريح بهذا الفشل والافلاس، ولكن حتى هذا الحل بات ابعد مما يتصوره هؤلاء، لانه جاء متأخرا جدا، وربما تعني هذه المطالبة بالتخلي عن المشروع التركي الرامي الى اقامة دولة، ومنطقة عازلة في حلب.
السؤال هو حول المدينة الجديدة، في العراق، او سورية التي ستستولي عليها “الدولة الاسلامية” بمناسبة مقدم شهر رمضان الكريم، هل هي بغداد، ام حلب، ام ادلب، ام كربلاء؟ نترك الاجابة للايام المقبلة.
ختاما نقول، هل سنفاجأ في القريب العاجل بمفاوضات بين امريكا وتنظيم “الدولة الاسلامية” في مسقط او اي عاصمة عربية اخرى تمهد لاعتراف متبادل؟ ولم لا الم تتفاوض امريكا، وما زالت مع “الحوثيين” في العاصمة العمانية التي وضعتهم على قائمة الارهاب؟ الم تتفاوض مع ايران التي اعتبرتها الاخطر على مصالحها في المنطقة، وفرضت عليها حصارا استمر ثلاثين عاما؟ الم تتفاوض مع الطالبان وتفتح لها سفارة في الدوحة؟
فكروا بهذه الفقرة جيدا وبهدوء بعد ان تلتقطوا انفاسكم، وحكموا العقل على العاطفة، واعيدوا دراسة التجارب الامريكية السابقة لاستخلاص العبر.
Les Commentaires
mehdi
فيما يخص اعتراف امريكا بالدولة الاسلامية.!!
1- الدولة الاسلامية لاتعترف اصلا بامريكا ولا بالعالم وحتى ان ارادت امريكا الاعتراف بها فالدولة الاسلامية لن تقبل لان عقيدتها تحرم عليها ذالك ولانها تريد ان تثار للمسلمين الذين قضوا نحهم جراء العدوان الامركي.
قارئ
كنت أظن أنك تعرف عقيدة الدولة الإسلامية ولكنك فاجأتني!!! الدولة الإسلامية لا تنتظر اعترافا من أحد ..وهذه ليست عنترية.. بل الغرب أصلا لا ينتظر منها ذلك، الدولة تصرح مرارا وتكرارا أن حربها لا نهاية لها حتى يبلغ الدين مشارق الأرض ومغاربها
احمد القيسي
لا اتوقع ان الدوله الاسلاميه تعترف بأمريكا ولا بالأمم المتحدة ة ولا حتى بدول الجوار. ولا أصلا الدولة الاسلامية مستميتة بالاعتراف بها لان لا يهمها احد. لا ننسى ان امريكا قالت ان هذي الحرب ستستمر 30 سنه.. هل هذا مخطط له مسبقا ؟
محمد احمد
الدولة الاسلامية هي الدولة الخلافة الاسلامية أخبرنا رسول الله(ص ) ثم تكون الخلافة على منهاج النبوة بعد الحكم الجبروي ولكن اكثر المسلمين لا يعرفون . امريكا والغرب سوف يركعون الى الدولة الاسلامية . والتحالف الدولي سوف تنهار وأيام المقبلة ستبدأ رمضان مبارك سوف نرى مفاجئة كبرى هي دخول كربلا والبغداد .
عراقي شامي
لا يا عبدالباري الوضع مختلف والمقارنات غير مطابقة،أيران عداؤها لأمريكا تمثيل وغير صحيح،والحوثيون نفس الشئ (الموت لأمريكا) صارت مفضوحة كما تعلم،أما الدولة فهي لا تعرف النفاق ويستحيل جلوسها مع أمريكا لمناقشة أي موضوع
نعم قد تقرر أمريكا الانسحاب من المشهد لأسباب متعدددة منها الاقتصادي والهزيمة النفسية وغير ذلك،ولكن ستظل تنظر للدولة عدوا حقيقيا لا يعرف التلون والنفاق
مراقب..رأي اليوم
اعتقادي يا استاذ عطوان ان افضل حل للعرب -بعيدا عن العنف هوفكر الصوفية–بسبب السلمية وعدم التكفير—كما اود هنا ان اعطي مثال حي–انه العارف با لله صالح أبو خليل- من مصر الكنانة– ولي الله–.-لانه سليل بيت النبوة الحسن والحسين بصراحة لما تسمعه يهتز الوجدان تتأثر وكانه مغناطيس -شيء لا يصدق—–نشكر رأي اليوم للتعبير
شكري
إنّ أمريكا هي السبب الرئيسي لهذ ه الفوضى التي ألمت بالوطن العربي و هي التي حرصت على خلقها وإشعالها منذ تولي بوش الأب مقاليد السلطة. فالشرق الأوسط الجديد الذي بشر به سابقا صارت ملامحه تتحقق شيئا فشيئا بتفتيت الدول العربية المفتتة أصلا إلى دولات ذات طابع طائفي وعقائدي . فالدولة ” الإسلامية’ وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية سيكون لها نصيب إن شاء الله في هذا التقسيم .إنّ ما يقع من كوارث في الوطن العربي الرابح الكبير والمستفيد الوحيد هو إسرائيل التي ستعيش المائات السنين في أمان لأنّ هذه التنظيمات الإرهابية وأشباه الدويليات لن تجد الوقت في التفكير في القضية الفلسطينية بل ستتناحر وتتقاتل إلى نهاية العالم ولن تجد مخرجا لها. و الدول الغربية سوف تسعى بكل ما في وسعها أن لا يتغلب فصيل على الآخر
صادق
هذه الفقرة الأخيرة من أجمل ماكتبت سيد عبد الباري علي الإطلاق واتفق معك لأن المتغطي بأمريكا عريان.
mo
ها هي حركة المقاومة الاسلامية حماس تبدا بقتل الدواعش بعدما بدؤوا باستهدافها وهذا اول الغيث وليعلم الذين انقلبوا ضد حزب الله ان السيد نصرالله لا يقدم على خطوة الا وفيها حق وجبت نصرته داعش صنيعة اسرائيلية امريكية برايي.
محمد سوريا
مشكور على عذا التحليل المختصر لكن لا أظن ان هنالك قدرة لدى الغرب وخاصة الولايات المتحدة للتفاوض مع الدولة الاسلامية رغم الامثلة التي ذكرتها واعتقد انهم بانتظار اي تقدم تحققه القوات العراقية او السوريه لاعادة صياغة خططهم تجاه الارهاب وما انتظارهم الا مسألة مكاسب وورقة ضغط،على العديد من الدول العربيه والايام قادمة لتظهر نواياهم الحقيقية
عربي
عندما نعلم ان اسرائيل تداوي جرحى داعش يزول العجب في مسالة تحاور امريكا مع هؤلاء وفرضية الاعتراف بها واردة تماما مقابل الاعتراف بدولة يهودية بها ابناء عمومة داعش ..
محمد من افغانستان
والله یا استاد عبدالباری لم یرحب الافغان بالطالبان و لم یکن هئولاء الهمجیون قریبا من قلوبهم ابدا انما اتوا بالدعم العربی و المبارکه الغربیه و التخطیط الباکستانی الآثم. انا عشت ذاک الواقع و رایت ما یجری بام عینی.
استاذ احمد/professor Ahmed
عاصمة ليبيا طرابلس على وشك السقوط بيد داعش بعد هزيمة مليشيات فجر ليبيا, ماذا سننتظر بعد؟ وين اللي خربوا ليبيا وحولوها الي دولة فاشلة حتي صارت حاضنة لدواعش؟ انا اعتقد ان المدينة الجديدة التي ستستولي عليها “الدواعش” بمناسبة مقدم شهر رمضان الكريم هي عاصمة ليبيا طرابلس.
ابو ليث
داعش صناعة امريكية صهيونية بتمويل خليجي وفكر وهابي ارهابي، لا اعلم عن اي تاريخ تتكلم فعندما قررت امريكا احتلال العراق انطلقت من دول الخليج واردن النشامى وهي الان تعتمد على الميليشيات السنية للاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد عقابا له على دعم حزب الله وحماس وفي لبنان يعتمدون على الحريري والسنيورة لطعن حزب الله من الخلف لانه وقف وقفة رجال امام الصهاينة الذين يعالجون اسود السنَة في مستشفياتهم.تحية للاخ عبد الباري ولكل شرفاء العرب.
العتيبي محمد،
كلمة واحدة ..ليس هناك مفاجات…تنظيم الدولة وفر غطاء للهزيمة اﻻمريكية فى العراق ووفر لها انسحاب هادئ وﻻ احد سمع بهزيمتها فى العراق..،، واﻻن اﻻمريكان يردون لهم الجميل…الم يرد اﻻنجليز الجميل للحركة الوهابية التى ساعدتهم فى القضاء على الدولة العثمانية؟؟؟؟؟
ابو همام
من يتهم الدولة الاسلامية بانها مخطط امريكي او صهيوني اقول لهم ان ههنا الاسلام وهذا الدين انزله الله والله ينصر دينه بعباد منبوذين منسيين ويجعلهم اسياد العالم فمن يعبد امريكا اقول لهم الله هو الذي يدمر القوى ويصنع قوى جديدة وليس امريكا….. كفرنا بامريكا وبالعربان عبدة امريكا.
عربي حر
بالله عليكم اذا كان الرغبة سليمة في القضاء على داعش لماذا نستنسخه في ليبيا؟
ساحة النقاش