<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الباب ألحْباب..
المساء = مصطفى بوزيدي
مايو 31، 2015، العدد: 2695
لماذا يغيب البعض عن العمل دون تبرير يذكر؟
لماذا تعتمد الكثير من المؤسسات “البادج والبصمة” كي تضبط عملية حضور العمال؟
لماذا يغيب الطبيب ومعه الممرض عن المستشفى العمومي دون مراعاة لشعور المرضى؟
لماذا يغيب النائب البرلماني عن كل الجلسات ولا يحضر إلا في “النهار لكبير” ويحول قبة البرلمان إلى مزار من نوع خاص جدا..وهل فعلا أصبح الغياب عادة في جماعاتنا المحلية لا ينافسنا عليها أحد..
لماذا يعشق البعض منا “التمناك”..وهل نحن في حاجة إلى ورقة الحضور، إلى آلة مراقبة.. كي نبرر حضورنا للعمل؟؟؟
البعض يهمه أن يشتغل نصف ساعة.. أن “يسلت” من العمل كلما سنحت الفرصة بذلك، ما كيحللش رزقو.. والبعض الآخر يهمه أن يتلذذ بساعات مسروقة من العمل.. وتنتهي الحكاية حينا باقتطاع من الأجور وبخصم ساعات الغياب من أيام “الكونجي”..
يوما، حين كان الوفا وزيرا للتربية الوطنية، وضع خطا أخضر رهن إشارة المواطنين للتبليغ عن المعلمين الذين لا يحضرون إلى المدارس، أراد الرجل أن يقطع الطريق أمام كل معلم يتغيب دون عذر مقبول.. قبل أن يضع لجنة مراقبة لفحص المعلمين والتحقق من الشواهد الطبية التي يبرر بها المعلمون غيابهم.. والذين ألف البعض منهم الغياب دون مبررات تذكر، فيقضون جزءا من الموسم الدراسي في الإضرابات والجزء الثاني في الغيابات والجزء الثالث في العطلة.. ياله كيقراو التلاميذ شي يامات وصافي.. النتيجة أن المعلمين أنفسهم وضعوا له خطا أحمر على الفايسبوك للتعبير عن معاناة العمل اليومية..
أتذكر أننا حين كنا صغارا، كنا ننتظر قدوم المعلم في الساحة لوقت طويل، كان يتغيب وقتما رشقات ليه.. قبل أن يعمد المدير إلى توزيعنا على الأقسام الأخرى لإكمال الحصة الدراسية، قسم يتحول مع كثرة التلاميذ إلى أشبه ما يكون بعلبة سردين.. وبرغم ذلك كنا نردد مع أحمد شوقي بفرح : “قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا”..
في مؤسسات عديدة، تتضاعف المعاناة مع موظفين أشباح، تم طرد البعض منهم واتخذت إجراءت أخرى صارمة لردع آخرين.. اللي مابغاش يخدم الباب وسع من كتافو..
الطالبي العلمي ومعه الشيخ بيد الله يعانيان كثيرا داخل قبة البرلمان، يحاوران الكراسي الفارغة، ويضطران للغة التهديد لردع البرلمانيين عن غيابهم، تهديد بالاقتطاع من أجورهم، واخا ما عمرهم ما داروها.. نواب يكلفون الخزينة أموالا كثيرة من أجل ضمان نوم مريح في قبة البرلمان وغياب طويل، طويل..
لقد أصبحت ظاهرة الغياب المتكرر عن مراكز العمل هي الطابع الرئيسي الذي تعاني منه كل المؤسسات العمومية والخاصة، كل واحد كيجي يخدم غير الوقت اللي ترشق ليه.. في ظل غياب قرارات صارمة لردع الموظفين الذين اعتادوا في العديد من إداراتنا العمومية أن يشتغلوا كأشباح، يحضرون بالاسم فقط، وتصلهم أجرتهم الشهرية دون عناء.. في وقت يقف فيه المئات من حاملي الشهادات العليا أمام قبة البرلمان بحثا عن عمل دون جدوى..
هكذا تتنوع حالات الغياب، ولامتصاص الغضب الساكن فينا نكتفي بالقول.. الغايب حجتو معاه، في وقت اتخذ فيه البعض إجراءات اخرى أكثر صرامة، اللي ما بغاش يخدم الباب ألحباب.
ساحة النقاش