<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
المساء = مصطفى بوزيدي
طوموبيلات التساطيح..
مايو 24، 2015، العدد: 2689
أحتار كل نهاية أسبوع..
أحتار كلما حلت العطلة..
أحتار في أوقات الفراغ..
أحتار كلما جاء ابني الصغير يسألني فين غادي تخرجنا اليوم..
أتردد في الإجابة، وأنسى السؤال/الحيرة..
أبحث في ذاكرتي عن مناطق ترفيهية في مدينة كالبيضاء.. أبحث وأعرف أنني كمن يبحث عن جوا منجل.. أعرف أننا في مدينة أغلقت كل مرافقها الترفيهية، قضت على كل المساحات الخضراء واهتمت بزحف العمران فيها.. وكل واحد يلعب قدام باب دارو..
في مدينة كالبيضاء، لم يعد يحق للأطفال الاستمتاع بحدائق عمومية، لم يعد بإمكانهم قضاء نهاية الأسبوع في فضاءات للألعاب الترفيهية، واللي بغاها يسافر ليها خارج المدينة.. وحتى الكبار أصبحوا مضطرين للعب كرة القدم فالشانطي.. الأقرب إليهم من ملاعب القرب.. فقد أصبح أمر العثور على حديقة عمومية أشبه بأي حلم مستحيل.. أما حدائق الألعاب فقد انقرضت من مدننا المغربية.. حديقة الألعاب ياسمينة أغلقت أبوابها مند زمن بعيد من أجل الإصلاح ولم تفتحها بعد.. حديقة سندباد، تآكلت ألعابها وأغرت كل المشردين بزيارتها من حين لآخر.. وحده تمثال سندباد يقاوم في صمت.. واللي كانوا كيعرفوها كبرو.. قبل أن تعود الحياة لحديقة طال أمد إصلاحها.. ولم تسلم حديقة الحيوانات بعين السبع من الإغلاق، بعد أن شاخ أسودها، وهرمت قرودها، وكثر عدد الدجاج والقطط فيها،تحولت إلى حديقة حيوانات أليفة.فكان الإغلاق نهاية لحديقة شكلت يوما متنفسا لكل البيضاويين..
الأمر فعلا، يدعو لأكثر من استفسار عن هذا الغياب الغريب لفضاءات الترفيه، علله بعض المختصين بخصوصية القطاع الذي يظل غير متاح للجميع ويحتاج إلى استثمارات مالية ضخمة وإلمام بالمجال..
فبعد أسبوع عمل شاق، لم يعد بإمكان الكثير من البيضاويين ومعهم العديد من المغاربة العثور على أماكن للاستجمام، فيصبح اللعب فالزنقة هو الحل البديل لأطفالنا، بعد أن تم القضاء على كل المساحات الخضراء للبحث عن وعاء عقاري، الأمر الذي تضطر معه بعض الأسر إلى الذهاب إلى غابة بوسكورة حينا حتى وإن تآكل عشبها، وهرب الظل عن أغصان أشجارها.. وللشلالات حتى وإن جف ماؤها.. وحتى عندما ظهر فضاء ترفيهي بمواصفات عالمية بضواحي البيضاء، عجزت الأسر البسيطة عن الاستجابة لمطالب أطفالها بزيارة الفضاء بحكم غلاء تذاكره..
في مدن أجنبية، قد تحتار في إحصاء فضاءات الترفيه المجانية، غير اللي ما بغاش يلعب.. وحتى في القرى الصغيرة تنتشر الملاعب الرياضية والمساحات الخضراء.. وفضاءات أخرى خاصة بالحيوانات.. وهنا إذا اشتد الحر بساكنة البوادي، فالحل هو السباحة في “الساريج والمطفية”.. بحكم غياب مسابح بلدية، بعد أن أسقطت العديد من جماعاتنا المحلية من ميزانيتها خلق فضاءات خاصة بالأطفال.. ياله كيريبو قنطرة ويعاودوها.. وفي المدن الداخلية تفي النافورات العمومية بالغرض..فمتى يكون لمدننا فضاءاتها الترفيهية؟
التساؤل لا يعدو أن يكون رغبة ملحة تسكننا جميعا في أن يكون لمدننا أماكن جميلة للترفيه، وألا ننتظر حتى يكون شي موسم ونذهب بأطفالنا للتفرج على حائط الموت، ونركبوهم فطوموبيلات التساطيح..ونبحث أمام ابواب المدارس الشعبية عن الزعلولة.
ساحة النقاش