http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

المساء = عبد الله الدامون

شعبان عبد الرحيم وشعبان عبد الرحمان.. ما الفرق؟

مايو 19، 2015، العدد: 2685

من الذي لا يعرف شعْبولا.. واسمه الكامل شعبان عبد الرحيم؟ إنه ذلك المغني المصري العجيب الذي ظهر كما تظهر فقاعة عنيدة، فغنى عن أشياء كثيرة، بدءا بأغنية «أنا بكْره إسرائيل».. وانتهاء بأغاني تمجيد الانقلاب العسكري الذي نفذه جنرالات مصر وقاده السيسي، ولو أن سكان المريخ غزوا الأرض غدا فسيغني لهم شعْبولا أيضا.
شعبان عبد الرحيم خصوصية مصرية، فقد ظهر عندما انتهى كل شيء. ماتت أم كلثوم
ورحل عبد الحليم وغاب فريد الأطرش وانتهى سيد درويش وآخرون كثيرون، فكان لا بد أن يظهر شيء ما لتعويض كل هذا الفراغ، لذلك فإن ظهور شعبان عبد الرحيم شيء طبيعي جدا.
الغناء يشبه السياسة.غاب جمال عبد الناصر ومصريون كثيرون آخرون لم يكونوا
يفرقون بين مصر وفلسطين،وفي النهاية جاء عسكري اسمه السيسي وحكم بالإعدام على مصريين بتهمة التعاون مع المقاومة الفلسطينية.
علماء البيولوجيا يقولون إن الطبيعة تكره الفراغ، لأن الفراغ يمكن أن يمنح
الحياة لكل شيء،للحشرات والطحالب والميكروبات، وغالبا ما يأتي الفراغ بعد مرحلة يانعة ومزدهرة، فالمكان الذي يكون ممتلئا أزهارا ثم تختفي الأزهار، من الطبيعي أن نعود يوما ونجد فيه «بعْرة» كبيرة.. كبيرة جدا.
اُنظروا اليوم إلى العالم العربي في مجال الغناء وستفهمون ما يجري في باقي
الميادين. في المغرب، مثلا، انتهى عبد الهادي بلخياط وبهيجة إدريس وعبد الوهاب الدكالي وجيل جيلالة والغيوان،فظهر أصحاب «اعْطيني صاكي باغا نْماكي» أو «انت باغْية واحد»، وكلما امتد الفراغ في الزمن سنرى ما هو أكثر رعبا بكثير من هذه الميكروبات الفنية.
في السياسة، من المحيط إلى الخليج، كلما انتزع الموت رجلا لا نجد من يعوضه،
وكلما انتهى حزب ممانع لا نجد مكانه غير الإمّعات، وكلما رحل فنان جميل يتربع جرذ مكانه.
بما أن مصر أم الدنيا، فإنها أحق باتخاذها نموذجا في هذا المجال. على كل
حال، لسنا نحن من وصفها بكونها كذلك، قالوا لنا هذا فصدقناهم، فليتحملوا، إذن، تبعات وصفهم الأحمق هذا.
في مصر اليوم، لا يوجد شعبان عبد الرحيم واحد. والغريب أنك إذا فتحت
«اليوتوب» ووضعت هذا الاسم قد يقفز في وجهك رجل وقور يقال إنه القاضي الأول في مصر، واسمه الكامل شعبان عبد الرحمن محمد الشامي، واختصارا يسمى شعبان عبد الرحمان، لكن عسكر مصر خافوا على سمعة خادمهم هذا فسموه شعبان الشامي، حتى لا يصبح، رسميا، الوجه الآخر لشعبان عبد الرحيم.
عندما تم وأد الانتفاضة المصرية لـ25 يناير من طرف ثورة الحرافيش لـ30
يونيو، وجد العسكري عبد الفتاح السيسي في خدمته «شعبانان»، الشعبان الأول هو المغني المعروف، الذي يركب على نفس لحنه الذي يشبه بغْلة هرمة، وغنى للسيسي يقول «كلنا بنْحبّ السيسي.. أكثر من مرّة نزلنا.. وعملْنا لك تفويض».
لكن شعبان عبد الرحيم لوحده لا يكفي، لذلك بحث جنرالات الانقلاب عن شعبان
آخر فوجدوه بسرعة، والعجيب أن اسمه شبه مطابق لشعبولا، إنه شعبان عبد الرحمان، القاضي الأول في مصر.. ويا لمكر الصدف.. ويا لسخرية الأقدار !!
شعبان عبد الرحمن هو الآن القاضي النجم في المحروسة مصر.. التي لا يحرسها
أحد. هكذا أصبح لأم الدنيا «شعْبولتان».. الأول يغني والثاني يصدر أحكام الإعدام؛ الأول يرقص على خشبة المسرح، والثاني يرقص على خشبات المحاكم؛ الأول يقتل الناس ضحكا، والثاني يقتل الناس فعلا.
المغني شعبان عبد الرحيم غنى للثورة ثم غنى للانقلاب، ويمكنه أن يغني اليوم لفلسطين وغدا لإسرائيل، بشرط أن تكون صرّة الدراهم ثقيلة
.
شعْبانان لا فرق بينهما، وكلاهما سطع نجمه قبل رمضان، الأول أطلق آخر
أغانيه بتمجيد السيسي رغم أنه رئيس انقلابي، والثاني أطلق آخر أحكامه بإعدام مرسي، رغم أنه رئيس منتخب.
قبل أزيد من عشرة قرون، عاش شاعر فذ اسمه أبو الطيب المتنبي. لقد حمل الرجل
لقب «المتنبئ» لأنه ادعى النبوة، وآخرون قالوا إن الشاعر لم يفعل أكثر من أنه تنبأ بالكثير من الوقائع والأحداث. كيفما كانت الأحوال، فإن المتنبي كان متنبئا بالفعل حين قال يوما عن مصر:
وكم ذا بمصر من المُضْحكات… ولكنّه ضحك كالبُكا

إنه فعلا ضحك كالبكاء في أم الدنيا، فقبل أيام أصدر قاضي الانقلابيين،
شعبان عبد الرحيم، عفوا.. عبد الرحمان، حكما بالإعدام على أول رئيس منتخب، ومن بين التهم الموجهة إليه تهمة التخابر مع الفلسطينيين؛ ومن بين المحكوم عليهم بالإعدام فلسطينيون استشهدوا منذ مدة بعد أن قتلتهم إسرائيل في غاراتها الوحشية على غزة.
لو عاد المتنبي إلى الحياة، أليس من حقه أن يقول إنه نبيّ فعلا؟
!..

المصدر: المساء = عبد الله الدامون
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 20 مشاهدة
نشرت فى 20 مايو 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,364