<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
رأي اليوم = عبد الباري عطوان
هل كان ابو بكر البغدادي هو الهدف من عملية “الكوماندوز″ الامريكية في دير الزور؟ وهل ستنقل هذه العملية الحرب ضد امريكا خارج العراق وسورية؟ ولماذا نسقت امريكا مع السلطات العراقية وليس مع السورية قبل التنفيذ؟ ولماذا تمت بتصريح من اوباما؟
ما زال المتحدثون باسم “الدولة الاسلامية” يلتزمون الصمت تجاه عملية الانزال التي قامت بها فرقة “دلتا”،احدى وحدات قوات النخبة الامريكية الخاصة المتمركزة في العراق، وادت الى مقتل ابو سياف “التونسي” (وزير النفط) المسؤول عن عمليات التهريب وجمع الاموال لخزينة “الدولة”، الامر الذي يزيد من حالة “الغموض” التي تلف هذه العملية، وتلقي الكثير من ظلال الشك حول دقة الرواية الامريكية.
المتحدثة باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض برناديت ميهان قالت ان فرقة “الكوماندوز″ المذكورة وصلت الى المجمع النفطي في حقل “العمر” الذي يعتبر واحد من اضخم آبار النفط السورية في محافظة دير الزور، وتسيطر عليه قوات الدولة الاسلامية، بعد عملية انزال تمت بالتنسيق مع السلطات العراقية،واشتبكت مع قوات “الدولة” وقتلت 12 شخصا بينهم ابو سياف التونسي.
***
هناك عدة ملاحظات اساسية يمكن التوقف عندها، استنادا الى دراستنا لملف الجماعات “الجهادية” لاكثر من عقدين، يمكن ان تفيد في معرفة واستقراء بعض التفاصيل التي ربما تغيب عن القاريء العادي غير المتخصص:
اولا:لا تتردد الجماعات“السلفية الجهادية” في الاعلان عن قتلاها، او بالاحرى “شهدائها”، حسب ادبياتها، وانطلاقا من الالتزام باحكام الشريعة التي تحتم هذا الاعلان لامور تتعلق بالارث وتوزيعه، وزوجات “المرحوم” وحقهن في الزواج بعد انتهاء العدة، اذا رغبن في ذلك، وهذا ما حدث بعد نجاح فرقة “سيل” او “العجول” الامريكية في اغتيال الشيخ اسامة بن لادن زعيم تنظيم “القاعدة” في منزله في ابوت اباد آيار (مايو) عام 2011، وجميع قادة وافراد تنظيم “القاعدة”.
ثانيا: لا نعتقد ان الهدف الاساسي من عملية الانزال هذه هو “ابو سياف التونسي” وقتله، لعدة اسباب، اولها انها تمت بإذن شخصي من الرئيس الامريكي باراك اوباما، مما يدفعنا الى الاعتقاد بأن مثل هذا الامر، وصدوره من قبل اعلى رتبة عسكرية وسياسية امريكية(اوباما القائد الاعلى للجيوش الامريكية)، لا يمكن ان يصدر الا لاغتيال شخص في حجم السيد ابو بكر البغدادي زعيم “الدولة الاسلامية”، على غرار ما حدث في عملية اغتيال الشيخ بن لادن.
ثالثا: فشل فرقة “الكوماندوز″ في اعتقال ابو سياف التونسي حيا، يعني انه ورفاقه حاربوا حتى الموت، ورفضوا الاستسلام، وكل ما استطاعت هذه الفرقة اسرهم احياء هي زوجته التي اعتقلوها ونقلوها الى بغداد، وقالوا انها عضو بارز في تنظيم “الدولة” لتبرير اعتقالها، وربما تعذيبها لاحقا، مضافا الى ذلك فتاة ازيدية كانت في المنزل، وقالوا انها “مستعبدة”، وجرى تحريرها الامر الذي يزيد حالة الغموض تجاه العملية والرواية الامريكية بشأنها، فمن المؤكد ان اسر ابو سياف واكبر عدد من رفاقه احياء هو اكبر الاهداف للحصول على اهم المعلومات عن الدولة وتمويلها وبنائها التنظيمي، ومكان اختفاء قائدها واركانه العسكرية.
رابعا: الرواية الرسمية قالت ان عدد قتلى “الدولة الاسلامية” يبلغ 12 شخصا، لكن بيان المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراسه السيد رامي عبد الرحن قال ان العدد الحقيقي للقتلى هو 32 قتيلا، وان من بين القتلى اربعة من قادة الدولة احدهم عمر الشيشاني “وزير دفاع″ الدولة، وهذا يعني ان هناك فارقا في عدد القتلى بين الرواية الامريكية وبيان المرصد يقدر بحوالي 20 قتيلا،فمن هم هؤلاء القتلى، وهل هم من المدنيين، وهذا شبه مؤكد، ثم ماذا عن خسائر الجانب الامريكي، وهل يعقل انه لم يسقط اي قتيل او جريح امريكي في عملية انزال بهذه الضخامة، والاشتباكات التي اندلعت خلالها مع مقاتلي “الدولة الاسلامية”؟
***
عملية التسلل الامريكية هذه تشكل نقطة تحول رئيسية في الحرب ضد تنظيم“الدولة الاسلامية”لانها المرة الثانية التي تلجأ اليها القيادة العسكرية الامريكية بعد عملية الانزال الاولى الفاشلة التي حاولت انقاذ الصحافي الامريكي جيمس فولي الذي كان اسيرا لدى قوات هذه الدولة، وجرى اعدامه لاحقا، فهل تعني هذه العملية ان القيادة العسكرية الامريكية بدأت تدرك عدم جدوى القصف الجوي وحده في اضعاف قدرات “الدولة الاسلامية” بعد 3700 غارة، واكثر من 11 شهرا من بدئه، خاصة ان قوات هذه الدولة استولت على مدينة الرمادي كبرى مدن اقليم الانبار قبل يومين، ومعظم مدينة الفلوجة، وتتقدم بقوة في محافظة تدمر، وتستعد لمهاجمة العاصمة بغداد؟ اي ان الغارات لم تضعفها بل زادتها قوة وتمددا.
مسألة اخرى يمكن استنتاجها من المعلومات المتوفرة حتى الآن حول هذه العملية، وهي انها تعكس توجها امريكيا بالتركيز على اغتيال قادة “الدولة الاسلامية”، او الصف الاول من القيادة اولا، ولانه من غير الممكن ان تكون عملية الانزال هذه قد تمت دون “اختراق امني”، وبناء على معلومات مؤكدة من وجهة نظر القيادة الامريكية حول وجود “هدف كبير” في المجمع النفطي في وزن السيد البغدادي، تماما مثلما حصل قبل اغتيال زعيم تنظيم القاعدة، فاذا كان الهدف فعلا هو السيد البغدادي، فهذا يؤكد ان هذا الاختراق لم يكن دقيقا، وربما كان خدعة ومصيدة.
لا نستبعد ان يكون السيد البغدادي هو“الحوت” الكبير الذي ارادت هذه العملية اصطياده، لانها جاءت بعد “حرب نفسية” مكثفة، اوحت بأن الرجل اصيب اصابة قاتلة، لدفعه الى اثبات عكس ذلك من خلال خروجه الى السطح من خلال شريط مصور، لاجراء التحليلات الاستخبارية اللازمة لتحديد مكانه وصحته لوضع خطط لاعتقاله، وهو ما لم يحدث، وجرى اصدار شريط فعلا لكنه كان صوتيا، مما يثبت ان هناك من يفهم قواعد الحرب النفسية الامريكية ومراميها.
الامر المحير ان الرئيس اوباما شكر الحكومة العراقية لتعاونها في هذه الغارة الارضية، ولكنه، او المتحدثة باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض، نفت نفيا قاطعا التنسيق مع الدولة التي وقعت فيها عملية الانزال، وهي سورية، فهل هذا يعني ان البيت الابيض يعترف بشكل “غير مباشر” بسيادة “الدولة الاسلامية” وحدودها على جانبي الحدود السورية العراقية، الامر الذي لا يطالبه قانونيا بالتنسيق مع الدولة السورية؟ ام ان الارض السورية كلها اصبحت ارضا مشاعا لامريكا وحلفاءها في الوقت الراهن تخترق سيادتها كما تشاء؟
***
ختاما يمكننا القول ان الجانب الاخطر في عملية “الكوماندوز″ هذه يكمن في كونها تشكل تصعيدا في هذه الحرب يمكن ان يؤدي الى اعمال انتقامية خارج حدودها الحالية، اي في سورية والعراق، سواء من قبل “الدولة الاسلامية” نفسها، او فروعها التي بايعت زعيمها وانضوت تحت لوائها في اماكن عديدة من العالم الاسلامي، وخلايا اخرى في اوروبا وامريكا ايضا.
انها حرب دموية شرسة نعرف كيف بدأت واين، ولا نعرف كيف، ومتى سوف واين ستنتهي.
Les Commentaires
ابراهيم اسماعيل
نعم هي حرب دموية شرسة… والتكفيريون (وليس الجهاديون كما يحلو لك تسميتهم!) هم من يزيد من اوارها ويفتك بالحرث والنسل، بطريقة بشعة مؤلمة لم تشهد المنطقة مثيلا لها عبر التاريخ!من يتعاطف معهم ويتفهم افعالهم التي يندى لها الجبين هو شريك لهم في هذا الجرم العظيم.
نصرالحق الشمري
الدولة الاسلامية تتناما وتكبر ولا اهمية للاشخاص القياديين يقتل واحد وياتي بدالا منه عشرة..بدليل انهم قتلوا راس القاعدة بن لادن..وطلع منهم اشد باسا من بن لادن.وبدل القاعدة الواحدة اصبحت قواعد كثيرة.داعش والنصرة وغيرها من اسماء عديدة. وطالما ان الاستبداد والقهر وهذه الانظمة قائمة والعنف مستمر في الوطن العربي والاسلامي..كما تلاحظون بعد الثورة المضادة للربيع العربي تكاثرة هذه الجماعات وبسرعة فائقة..كما ان امريكا ليست مهتمة بالقضاء عليها بل وتريد استمرار وجودها لعدة اسباب اقتصادية سياسية ابتزازية لخ .. لكن دون ان تكون هذه الجماعات تهدد مصالحها
احمد القيسي
كيف تمت عملية الاختراق الأمني؟ وكيف طارت الهليكوبتر من العراق الى سوريا من غير إعطاء معلومات بوجود هذي الطائرة في السماء مع العلم ان الهليكبتر لا تطير عالي
جميل
مضيعة للوقت، لا نهاية لداعش دون التحالف مع الجيش السوري على الارض، اثبتوا إنهم فعلا الوحيدين الذين يقفون أمامهم بكل قوة وصبر ..
مهند الناصر
ﻻ عادي ما احنا تعودنا على الأفلام اﻻمريكية. محترفين كذب وأفلام بلا منازع.
tooma
أسباب منطقية ذكرتها سيد عبد الباري تشكك بشكل كبير بالرواية الأمريكية..إنها حقا”تبدو كأحد أفلام الحركة الهوليودية ذات الخيال الواسع…تحليل رائع
تحليل الأخ عبد الباري لهذه العمليه تحليل دقيق بارك الله فيه، وأنا متأكد أن الدوله الإسلامية استفادة من هذا الهجوم استفاده كبيره، ولا تحسبوه شرا ولكنه خير ، والإيام سوف تثبت ذالك ،وكله لصالح الإسلام والله المستعان
عبد العزيز الدريدي
مما لا شكى فيه ان الدولة الاسلامية تقوم بمراوغات تكتيكية على اعلى مستوى .. خاصة ان لها خبرة في التعامل مع الاجهزة الاستخباراتية… و كل هذه الجهود التي يقوم بها التحالف للحد من تمددها بائت بالفشل رغم توحد الجهود و الخبرات و هذا كله يدل على ان الدولة الاسلامية تمتلك قوة هائلة لم يسبق للعالم ان واجهها .. فهل ستجبر بامكانيتها فرض اعتراف الدول المعادية لها به؟؟
جلال العربي
ماتقوم بيه امريكا من السنوات في حربها مع القاعدة وبعده تنظيم الدولة الإسلامية يطلق متل مطاردة الساحرات ومحاربة طواحين الهواء يعني قتلوا أبو سياف أو حتى البغدادي نفسه هل هذا يعني أن تنظيم الدولة سوف ينتهي بمقتل زعيمه أو قادته قتلوا اسامة بن لادن وأيمن العولقي، قتلوا اأبو مصعب الزرقاوي آب الروحي ومؤسس للدولة الإسلامية وأستاذ البغدادي، وهو أخطر منه، هل أضعف التنظيم؟، بل العكس الذي حصل التنظيم ازداد القوة وشراشة كانت القاعدة موجودة في مكان واحد بعيد هو أفغانستان تقوم بالهجمات هنا وهناك تستهدف المصالح الأميركية، هل التنظيم كبر وأصبح دولة يسيطر على نصف مساحة العراق وثلت مساحة سوريا ومازال يتمدد،التنظيم موجود في سيناء،ليبيا، مالي، نيجيريا بوكو الحرام، الصومال، اليمن، موجود حتى في بلاد الحجاز، ونجد، موجود في إيران الشيعية، هناك أيضا أنصار للدولة الإسلامية بالإضافة للخلايا النائمة في اوروبا وأمريكا، وما حصل في فرنسا، الهجوم على شارل ايبدوا خير دليل على ذلك، الدولة الإسلامية عندما يقتل لها القيادي لديها عشرات بل مئات القياديين الذين يحلون مكانه، الشباب المسلم محبط من الدكتاتوريات ولطواغيت العرب هم الذين يعطون قبلة حياة للتنظيم، وهذا ما فهمه أوباما والاميركيين الاخيرا عندما طلب من حكام الخليج منح شعوبهم حريتهم وحقوقهم المشروعة في الإصلاح والديمقراطية وتقاسم العادل للثروات حتى لا يضطر شباب هذه الدول للإنظمام إلى الدولة الإسلامية، وآخر الهديا التي تلقاها التنظيم كان من فرعون مصر وحكم الساسي على رئيس محمد مرسي بالإعدام، هل يعرف أوباما وأمريكا والغرب الخطر الذي يتهددهم بصمتهم على تصرفات الانقلابين الخرقاء في مصر يقوضون الاعتدال والحركات االإسلامية المعتدلة ويقومون بتقوية التنظيمات وجماعة التطرف
الحقيقة اين ؟
استاذ عبد الباري ذكرتم في التقرير ان ……ان القيادة العسكرية الامريكية بدأت تدرك عدم جدوى القصف الجوي وحده في اضعاف قدرات “الدولة الاسلامية” بعد 3700 غارة، واكثر من 11 شهرا من بدئه، خاصة ان قوات هذه الدولة استولت على مدينة الرمادي كبرى مدن اقليم الانبار قبل يومين، ومعظم مدينة الفلوجة، وتتقدم بقوة في محافظة تدمر، وتستعد لمهاجمة العاصمة بغداد؟ اي ان الغارات لم تضعفها بل زادتها قوة وتمددا ! >>> الى هنا جيد ولاكنكم تجاهلتم في التقرير ولم تذكرون ان امريكا وقواة التحالف الدولي وهم اكثر من 50 دولة عظمى هم من يلقون على داعش من الجو كل ما يحتاجه داعش من احدث الاسلحة الفتاكة من الجو و بالطائراة الحربية الامريكية وهناك دلائل مصورة في هذه الخيانة واللعبة القذرة لكي تستمر امريكا بنشر سيطرتها على المنطقة وقادة المنطقة ايضا !اللعبة بدائة واضح بوضوح الشمس في عز النهار ولا نحتاج الى تفسير او مفسر احلال !!! …والا هل من المعقول قواة داعش تقاوم وبهذه الشراسة 50 دولة وحلف الناتو وامريكا التي لوحدها قادرة على ان تحارب اكثر من 10 دول في زمن واحد على عدة جبهات !!!! ……………….
salfi
ان الشرق الاوسط اصبح فخا كبيرا لمن سولت له نفسه اقحام انفه في مشاكله.وقد احتار الجميع في فك كل هذه العقد المتشابكة. إن المحاولة الامريكية مجرد دعاية سينمائية إذ ان البيت الابيض يعلم جيدا ان اغتيال قإئد داعش لن ينهي هذا التنظيم لان رؤوسه كثيرة.الانظمة المستبدة هي سبب وجود مثل هذه الجماعات و قد فشلت امريكا فشلا ذريعا في تصدير ديمقراطيتها المزعومة .
عبدالله الناصر / حائل
المهمه مجرد تمرين عبثي للقوات الأمريكيه دخلت سوريا ونفذت مهمه خاطفه وكان ضحيتها وزير البترول الداعشي وعادت الى قواعدها سالمة، انذار صريح وواضح لجزب الله وبشار بأنه بالآمكان الأجتياح والخطف والقتل في اي مكان وزمان وهذا ماحصل مجرد تمرين ترفيهي
salah hedi
اليست امريكا من صنعت بلادن…و هي من اغتالته …واخوات القاعده كلها من نفس الصانع، والانكى ان تكون بتمويل عربي. فامريكا اشغلت العالم والعرب ب”الارهاب” لتستبيح اوطاننها وممتلكاتنا واعراضنا … فهى تستبيح الاراضي السوريه اليوم لا بموافقة مجلس الامن ولا بتحالف دولي وانما فقط بامر من اوباما .. و هدا هو الاهم في المسالة …فالغطرسة الامريكيه اصبحت لا تحتاج لاي قناع….
رياح الشرق
لو لا العمالة التي تقوم بها الصحوات في سورية وعلى رئسهم علوش وزمرته ما استطاعت امريكا ان تصل لأحد في المنطقة
ساحة النقاش