http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

المساء = عبد الله الدامون

الإمبراطورية العثمانية والأرمن.. وهذا النفاق المقزّز!

أبريل 29، 2015، العدد 2669

أوربا عادت هذه الأيام لكي تنبش في ملف اسمه «إبادة الأرمن من طرف الإمبراطورية العثمانية». إنه ملف قديم، لكنه يخرج من قمقمه بين الفينة والأخرى، تماما مثل ذلك الجني الأزرق الساكن في المصباح السحري لعلي بابا. يتم حك المصباح فيخرج الجني بسرعة ويملأ العالم ضجيجا.
البرلمان الأوربي اعتبر، مؤخرا، أن تركيا مسؤولة تاريخيا عن المجازر التي
ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية في حق الأرمن منذ حوالي 150 سنة، وأن مليونا ونصف المليون من الأرمن قضوا في مجازر جماعية على عهد الإمبراطورية العثمانية، كما تمت ملاحقتهم وطردهم من تركيا.
لا أحد يمكنه أن يناقش بشاعة إبادة جماعية مهما كانت دوافعها ومسبباتها،
لكن حكاية الأرمن هذه فيها الكثير مما يقال، ليس لأن الأتراك يقولون إنها كذبة تاريخية مبالغ فيها، بل لأن الضمير الأوربي يشبه الإنارة العمومية في حي عشوائي، مصابيح مشتعلة هناك وأخرى منطفئة هنا، مصباح يشتعل اليوم وينطفئ غدا، مصباح لا يشتعل أبدا وآخر لا ينطفئ ليل نهار.. إنه ضمير مزاجي بامتياز.
مثلا، قضية «الهولوكوست» ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية تشبه ذلك
المصباح الذي يظل مشتعلا ليل نهار، والعالم كله يبكي بدون انقطاع ضحايا «الهولوكوست»، وكأنهم قتلوا قبل يومين، بينما لا أحد يبكي آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين يتم تفتيتهم أشلاء على الهواء مباشرة وكأنهم مجرد شخصيات تلفزيونية من الرسوم المتحركة.
الولايات المتحدة الأمريكية تبيد الأفغان والعراقيين وتقصف مواكب الأعراس
والجنائز وسيارات الإسعاف وقطعان الأبقار، وهي التي قصفت أطفال العراق صباح العيد بقنابل ضخمة كتبت عليها عبارات «عيدكم سعيد يا أطفال العراق»، ومع ذلك فلا أحد يعتبر أمريكا دولة تمارس الإبادة.
هناك إبادة رسمية أخرى ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد ملايين
الأفارقة إبان مرحلة الاستعباد القسري. لقد تم شحن ملايين الأفارقة في مراكب العبودية التي عبرت المحيط الأطلسي، وخلال تلك الرحلات الرهيبة مات أكثر من نصف المسترقـّين مرضا وجوعا وألما وحزنا،وهؤلاء كان يتم رميهم مباشرة في البحر، لكن لا أحد يطالب بمحاسبة أمريكا على تلك الإبادة الرهيبة والموثقة في كل كتب التاريخ.
البرلمان الأوربي، الذي يمسك في يده ورقة إبادة الأرمن من طرف الإمبراطورية
العثمانية، يبدو أنه الوحيد الذي لم يسمع بإبادة الهنود الحمر من طرف الإمبراطورية الأمريكية..ملايين الهنود الحمر تمت إبادتهم عن بكرة أبيهم وأزيلوا من الوجود نهائيا،لكن لا أحد يطالب بمحاسبة أمريكا على ذلك.
لا أحد يحاسب أمريكا، أيضا، على قصفها اليابان بقنبلتين ذريتين في وقت كانت فيه البلاد قد استسلمت تماما
.
في أستراليا ونيوزلندا وجنوب إفريقيا، قام الإنجليز والألمان والهولنديون
بإبادة ممنهجة وقاسية ضد السكان الأصليين. والغريب أن تلك الإبادة لاتزال مستمرة حتى اليوم عبر الإغراق في المخدرات والنبيذ،لكن البرلمان الأوربي لا يستطيع أن يدين ثلاثة بلدان أعضاء فيه بتهمة إبادة ملايين السكان الأصليين.
فرنسا هي، أيضا، عضو في البرلمان الأوربي، وهذه البلاد ارتكبت، قبل بضعة
عقود، مذبحة ذهب ضحيتها نفس عدد الأرمن الذين يقول الأوربيون إن الأتراك أبادوهم. لقد قتلت فرنسا مليونا ونصف المليون جزائري، فكيف يعقل أن يدين البرلمان الأوربي مذبحة هناك ولا يعترف بمذبحة هنا؟! إنه تناقض لا يختلف عن الحمق.
البرلمان الأوربي الذي عاد في ملف الأرمن قرابة قرن إلى الوراء، كان
بإمكانه أن يمارس مجهودا إضافيا بسيطا ويعود إلى الوراء قليلا ليكتشف أبشع وأخطر إبادة حدثت في قلب أوربا، إبادة شعب بكامله ومحو دولته وقتل وإحراق وتشريد شعبه حتى لم يبق منهم واحدا على أرضه.. إنها إبادة الشعب الأندلسي.
لو عاد البرلمان الأوربي إلى التاريخ لوجد أكثر الإبادات همجية في تاريخ
البشرية.. وهذه الإبادة لم تحدث في «الثلث الخالي»، بل حدثت في قلب أوربا، والمسؤول عنها ليس الأنظمة الدكتاتورية والإمبراطوريات المتجبرة، بل كل بلدان أوربا، وعلى رأسهم الفاتيكان وباباواته المتطرفون.
الأندلس لم تكن بلدا عربيا في أوربا، كما يروّج لذلك أغبياء التاريخ، بل
كانت بلدا أوربيا يعتنق الإسلام ويتحدث العربية، وهذه الدولة استمرت ثمانية قرون، ثم أزيلت من الوجود تماما، وتم تعويض الشعب الأندلسي بكامله بشعب آخر قادم من كل أصقاع أوربا.
الأندلس لم تنهر بالأغاني والسهرات والجواري، كما يزعم حمقى التاريخ
ومجانين الأطروحات الغبية، بل انهارت لأنها تعرضت، على مدى قرون، لحصار رهيب من جانب بلدان أوربا يقودها الفاتيكان، في حرب صليبية شرسة استمرت ليل نهار.
إبادة الأندلسيين تمت بطرق أقل ما يقال عنها أنها رهيبة، بدءا بإبادة الدين
والثقافة واللغة، ومرورا بالعادات والتقاليد واللباس، وانتهاء بإبادة لم تأخذ في الاعتبار حتى تنصّرهم ودخولهم الكنائس مثل باقي المسيحيين.. لقد كان الهدف هو إبادة شعب بكامله عبر القتل والتعذيب والإحراق والتجويع والتشريد، وفي النهاية تم محو ملايين الأندلسيين من الوجود، والناجون منهم تشردوا في أصقاع الأرض في «هولوكوست» حقيقي لا يريد العالم أن يراه حتى اليوم.
الضمير الغربي مريض وعنصري وحاقد.. إنه ليس ضميرا أصلا، لأن أوربا، والغرب
عموما، ارتكب 99 في المائة من المجازر في التاريخ، ومع ذلك يريد محاسبة الآخرين على نسبة 1 في المائة مشكوك في صحتها!

 

المصدر: المساء = عبد الله الدامون
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 30 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,886