http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

المساء = عبد الله الدامون

العفاريت والتماسيح.. والهاوية!

مارس 17، 2015العدد: 2632

من بين أحسن الأدعية وأكثرها رومانسية عبارة «الله يعطيك ما فـْنيّتك». إنه دعاء يتداوله المغاربة كثيرا، أحيانا يصل إلى السماء، وفي أحيان كثيرة أخرى لا يصل حتى إلى أنف من أطلقه.

ويبدو أن الذين دعوا له عبد الإله بنكيران بهذا الدعاء، وصل دعاؤهم إلى عنان السماء، وما كان مخبأ في نية بنكيران ظهر بشكل لم يتوقعه أحد، بل ظهر بأكثر الطرق غرابة.

بنكيران، ومنذ جاء إلى الحكومة، لم يتوقف عن إطلاق عبارة «التماسيح والعفاريت». كان الرجل يريد من وراء هاتين العبارتين أن يكسب تعاطف الناس ويوصل إليهم معلومة ملتبسة تقول إنه يريد أن يشتغل لكن آخرين لا يتركونه. وبما أنه لا يملك الجرأة ولا الشجاعة لكي يسمي أولئك الآخرين بأسمائهم، فإنه اخترع تعبير التماسيح والعفاريت، أولا لأن ذلك يُضحك الناس، وبنكيران رجل فرجة؛ وثانيا لكي يظهر بمظهر الرجل المظلوم والمغلوب على أمره.

لكن، لا أحد توقع أن تظهر التماسيح فعلا لأول مرة في تاريخ المغرب، حيث رأى الناس تمساحا على ضفاف نهر أبي رقراق، بين الرباط وسلا؛ والغريب أن هذا المكان هو نفسه الذي يزعم بنكيران أن التماسيح توجد فيه، لأنه لا يعقل أن تكون التماسيح، التي تهدد بنكيران وتمنعه من العمل، موجودة في وجدة أو أكادير أو الرشيدية، بل يجب أن تكون في العاصمة.

من الناحية العلمية والواقعية، فإن ظهور تمساح في نهر أبي رقراق له تفسير واحد، وهو أن مغربيا ما، من أولئك المغاربة المهووسين بالغرائب، اشترى تمساحا صغيرا ليلهو به في حوض صغير بالمنزل، وعندما بدأ ذلك الوحش الصغير يكبر ويكشر عن أنيابه، قرر صاحبه التخلص منه بطريقة حضارية، فحمله في سيارته حتى وصل إلى قنطرة موجودة فوق النهر، ثم رماه خلسة وعاد من حيث أتى.

هذه هي القصة المنطقية للتمساح، لكن إذا كان هناك مغاربة آخرون مارسوا الشيء نفسه مع تماسيحهم، فسنرى قريبا نهر أبي رقراق يتحول إلى ما يشبه نهر المسيسيبي أو أعالي النيل.

بعد أن تحققت نية بنكيران في التماسيح، كان من المستبعد أن نرى نبوءته الثانية تتحقق، وهي النبوءة المتعلقة بالعفاريت، والسبب بسيط وهو أن الناس، رغم أنهم يؤمنون بالعفاريت فإنهم لا يرونها، لكن يبدو أن بنكيران رآها ويراها، ليس لأنها تعرقل عمله في الحكومة وتمنعه من محاربة الفساد، بل ظهرت في حادث مأساوي غامض، حادث موت، أو مقتل الرجل الثاني في الحكومة، عبد الله باها، رحمه الله ورحمنا، وغفر له ولنا.

منذ أن رحل باها بتلك الطريقة الغريبة، صار الناس يؤمنون بأن القدر له أوجه مختلفة، ومن بين وجوهه تلك أن تتدخل العفاريت في صنع مصير البشر، وهذا ما فهمه الناس مباشرة من كلام بنكيران حين عاد مؤخرا لكي يُخرج لغز موت باها من صندوقه الأسود ويتحدث بنوع من اليقين.. كون الرجل مات بطريقة غامضة، وعلى الأرجح مات مقتولا.

وكما لم يسمّ بنكيران التماسيح التي تريد افتراسه، فإنه لم يمتلك الشجاعة، مرة أخرى، لكي يفصح عن العفاريت التي قتلت، أو يمكن أن تكون قتلت عبد الله باها.

عبد الإله بنكيران، الذي بلع لسانه لشهور بعد وفاة باها والذي لم ينبس ببنت شفة بعد الإغلاق الرسمي للملف وإدراج الحادث في إطار «كم حاجة قضيناها بتركها»، يعود اليوم لكي يحاول إقناعنا بأن موت باها ليس عاديا، وأن العفاريت تقف خلفه.

بنكيران لم يكتف بذلك، بل هدد بكشف المستور، وترك المغاربة فاغرين أفواههم لا يفهمون ما يجري في هذه البلاد التي مات فيها الرجل الثاني في الحكومة، فظل الرجل الأول في الحكومة يهدد بكشف الأسرار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ما قيل لنا بعد موت باها هو أن المرحوم أراد زيارة نفس المكان الذي غرق فيه المرحوم أحمد الزيدي، وأن باها حاول عبور السكة عندما رأى القطار قادما، غير أن القطار داهمه.. صدقنا تلك الحكاية رغم أن فيها من الثغرات ما لا يمكن أن يصدقه عقل، وتم إقفال الملف، ومع إقفاله حاولنا أن نقفل عقولنا.. وانتهت الحكاية، إلى أن عاد بنكيران لكي يذكرنا مرة أخرى بأن موت باها لايزال مفتوحا، وأن موته لم يكن أبدا بتلك الطريقة التي صدقناها وقبلناها على مضض.

هذا هو المغرب الذي قـُدّر علينا أن نكون من أبنائه، مغرب العفاريت والتماسيح، مغرب الغموض والألغاز؛ وهؤلاء هم مسؤولونا الذين يجب علينا أن نفهمهم ونتفهمهم ونصمت على حماقاتهم، مسؤولون لا يفرقون بين الحقيقة والخيال، يقولون لنا اليوم شيئا وفي الغد نقيضه؛ وهذا هو الشعب الذي لم يعد يفهم لا نفسه ولا غيره، شعب يسمح بأن يقوده الآخرون كيفما شاؤوا، حتى لو قادوه رأسا نحو الهاوية.

 

المصدر: المساء = عبد الله الدامون
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 25 مارس 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,183