<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
فلاش بريس= رشيد نيني
السي مصطفى كلير
في ظرف أسبوعين جلب وزيران في الحكومة «الشوهة» من باريس بسبب لسانهما وولعهما بإعطاء التصريحات.
الأول، وهو وزير التربية والتعليم «يا حسرة»، والثاني وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة.
الأول رفض الاستجابة لدعوة صحافية تشتغل بقناة «فرانس 24» عندما طلبت منه أن يترجم تصريحه إلى اللغة العربية لكي يتم بثه في نشرة الأخبار التي تقدمها القناة باللغة العربية، بذريعة أن سعادته يجهل الحديث بهذه اللغة. والثاني قبل دعوة صحافي فرنسي للحديث بالفرنسية على الهواء مباشرة «فطبز لها العين».
وفي حكومة تحترم نفسها فما قاله الوزير حول جهله الحديث باللغة الرسمية للبلد الذي ينتمي إليه ويشغل فيه منصب وزير للتربية والتعليم يستوجب إقالته مباشرة من منصبه.
أما ما اقترفه الخلفي وراء ميكروفون «أوروب 1» فيستحق عليه «تجباد الودنين»، طالما أن رئيس الحكومة لا يستطيع إقالته لأنه «مقطر ليه من العينين».
والأكيد أن الوزير بلمختار لن يغضب بسبب هذه الإقالة، بل سيجدها من الجنة والناس، إذ سيتفرغ أخيرا لحصص علاجه التي تتطلب السفر دوريا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن بلمختار متعود على الإقالة المفاجئة، ولعله يتذكر عندما كان في مكتبه الدافئ بجامعة «الأخوين»، فجاءه من يخبره أنه أقيل من منصبه، وكان «الزغبي» آخر من يعلم بالأمر، فجمع حقيبته وأوراقه وغادر المنصب.
وقد كان سبب إقالة بلمختار عدم تشاوره، أي أنه اتخذ قرارا أحاديا دون أن يراجع أحدا فيه عندما قرر إسكان أطر جامعة «الأخوين» في مستشفى بمكناس كان مخصصا لكي يدشنه الملك الحسن الثاني رحمه الله.
ولعل الجميع يتذكر أن وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، سبق له قبل حادثة الوزير بلمختار وقضية جهله باللغة العربية بحوالي شهر، أن أصدر بلاغا بخصوص منع طاقم من طواقم القناة الفرنسية نفسها التي تحدث إليها بلمختار، من التصوير في الرباط بحجة أن الطاقم لم يحصل على تصريح بالتصوير، وأن القناة الفرنسية تصور في المغرب منذ مدة بطريقة غير قانونية.
وطبعا نسي الوزير أنه شخصيا حضر بشحمه ولحمه وشارك في البرنامج ذاته الذي منعه لاحقا بحجة عدم توفره على تصريح من وزارته.وإذا كان مقبولا حضور وزراء ومسؤولين مغاربة كضيوف على برامج القناة الفرنسية غير الحاصلة على الترخيص ، بسبب عدم معرفتهم بهذا المعطى، فإن حضور وزير الاتصال، المسؤول قانونيا عن إعطاء التراخيص، للمشاركة في برامج القناة التي تصور خارج القانون، يعتبر فضيحة بكل المقاييس، لأن وزير الاتصال كان يعرف أنه لم يعط هذه القناة تصريحا بالتصوير ومع ذلك لم يجد حرجا في أن يأتي سعادته لكي «يتبند» أمام كاميراتها.
إلا إذا كان سعادته يعرف أنه يخرق القانون عن سبق إصرار وترصد، ومع ذلك يصر على الحضور فهذا موضوع آخر.
ويبدو أن الصحافة الفرنسية لم تتلق هذه الصفعة فقط من وزارة الاتصال، بل إن صحافيين فرنسيين من القناة الثانية الفرنسية دخلا المغرب منتحلين صفتين غير صفتهما الصحافية، تم توقيفهما وطردهما لعدم توفرهما على ترخيص بالتصوير.
والمثير في قضية هاذين الصحافيين الفرنسيين أنهما عندما اتصلا بالسفير الفرنسي بالرباط يطلبان منه العون، فاجأهما بالقول «دبرو محاينكم». وكأنه يؤنبهما لعدم سلكهما للقنوات القانونية للتصوير في المغرب، ويذكرهما بأن عهد «أدخلوها بصباطكم» انتهى منذ سنة.
أسابيع قليلة بعد هذه الفضيحة سيأتي الدور على الصحافة الفرنسية لكي تنتقم من وزير الاتصال «بوصندالة»، فقد كان ضيف برنامج إذاعة «أوروب 1» حيث «جرتله» الصحافي، الذي كان يظهر أنه بيت النية للإيقاع بالوزير، «تجرتيلة» لا يتمناها أحدنا لعدوه.
فظهر وزيرنا في الإعلام وهو يعاني مع التعبير باللغة الفرنسية، إلى درجة أنه ِأمضى في ذلك الأستوديو أسوأ ربع ساعة في حياته، تحول معها من وزير ناطق رسمي باسم الحكومة إلى تلميذ كسول يجيب بصعوبة وتلعثم عن أسئلة تشبه الاستنطاق لصحافي لا علاقة له بهؤلاء الصحافيين الذين تعود منهم الخلفي على «حطان الكواري باش سعادتو يماركي»، خصوصا في قناة «الجزيرة»، التي من فرط حبه لها أرسل الأسبوع الفارط مستشاره للتدرب ضمن ورش يؤطره صحافي من القناة القطرية، وهي القناة المحببة لقلب الوزير والتي ألف أن يحصل منها على تعويضات بالدولار كلما أعطى تصريحا بواحد من برامجها أو نشراتها الإخبارية.
وبفضل هذه التعويضات السخية، وبفضل التعويضات الأخرى التي تحصل عليها زوجته مستشارة الوزيرة حقاوي كلما سافرت على حساب وزارة التضامن والأسرة إلى القاهرة لحضور دورات «منظمة المرأة العربية» التي تحصل منها على 500 دولار كل شهر، استطاع الخلفي وزوجته توفير «حصيصة» معتبرة.
وحتى يعم خير وزارة التضامن والأسرة على «البراني»، قامت مستشارة الوزيرة وزوجة الوزير خلال مؤتمر مراكش الأخير، بدعوة جميع صديقاتها في «منظمة المرأة العربية» إلى المدينة الحمراء، هكذا كلما سافرت السيدة المستشارة إلى القاهرة تجد من يكرم وفادتها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ماذا استفاد المغرب من هذا الذهاب والإياب إلى القاهرة على حساب أموال دافعي الضرائب؟
وأغلب الظن، وبعد المرور الفاشل والمضحك لوزير الاتصال في المحطة الفرنسية، أن السيد الوزير ومعه رئيسه في الحكومة سيصنفان محطة «أوروب 1» وصحافيها ضمن المشوشين على التجربة الحكومية الفتية لحزب العدالة والتنمية المغربي، خصوصا عندما طرح السؤال الأخير على الوزير الخلفي، والذي صاغه بمكر قائلا «أنت إذن وزير سعيد سيد الخلفي»؟
بمعنى أنك السيد الخلفي، أو «مسيو كلير» كما سماه مرتادو مواقع التواصل الاجتماعية، مرتاح «وبالك هاني» وليس لك أي تأنيب ضمير بخصوص الوضعية المتخلفة التي آل إليها الوضع الإعلامي للمغرب في الترتيب الدولي.
فكل ما استطاع الخلفي أن يقوم به لإصلاح الإعلام العمومي هو وصفه للقنوات العمومية التي تبث المسلسلات المدبلجة بالماخور المكسيكي، علما أن المسلسلات لازالت مستمرة إلى اليوم ولم ينجح سوى في خلق مشكل دبلوماسي مع دولة المكسيك.
وكل ما استطاع سعادته القيام به لمنع مرور سهرة للقفطان في التلفزيون، هو حديثه عن خجله أمام والدته من مرور إحدى فقرات السهرة، علما أن زوجته حضرت السهرة من أولها إلى آخرها و«تقاتلت» من أجل الحصول على دعوة في المقاعد الأمامية.
وكل ما استطاع سعادته القيام به لإصلاح أحوال مهرجان السينما الوطني بطنجة، والذي تحول بدوره إلى ما يشبه الماخور بشهادة ممثلين وممثلات، هو فراره فجأة من وسط الجمهور بمجرد ما قدمت حنان الفاضلي عرضا راقصا ساخرا، وكأنه شاهد «قباض روحو» وليس ممثلة تؤدي عرضا ساخرا.
ويبدو، والله أعلم، أن السيد الوزير حريص على المحافظة على وضوئه أكثر مما هو حريص على إصلاح الإعلام، ولذلك فالمكان الأنسب الذي يجب أن يكون فيه هو بيته وليس ديوان وزير يتحمل مسؤولية قطاع حساس كالإعلام.
ساحة النقاش