http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

المساء = حسناء زوان

»زايد ناقص«

العدد :2591 - 28/01/2015

زارتني فدوى الماموني بمقر الجريدة.. هي تبلغ من العمر 19 سنة، طالبة متفوقة في ثانوية أربينو الإيطالية، وتجيد الألمانية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية وحتى اللغة اللاتينية القديمة، إضافة، طبعا، إلى العربية، وهي حافظة للقرآن الكريم، وتشارك كمحاضرة في الملتقيات التي تتعلق بالدين الإسلامي والتاريخ المغربي. إلى حد الآن، تبدو الحكاية عادية جدا.. غير العادي هو أن هاته الشابة إنسانة كفيفة، فقدت نعمة البصر، لكنها استطاعت أن تحقق إلى ما لم يستطع ذوو الأبصار تحقيقه.

حين تتحدث إليها لا تشعرك أبدا بإعاقتها، لأنها، بكل بساطة، لا يد لها في ذلك، أو لأنها اجتازت هذا المركّب ولم يعد يعنيها في شيء؛ كما أن تلك المؤهلات التي تمتلكها تجعل أي شخص لا ينتبه إلى إعاقتها تلك لأنها، في آخر المطاف، تبقى بدون أهمية؛ وحتى حين تنتبه إلى ذلك فإنك تشعر بأن إعاقتها البصرية تلك تزيدها تميزا كعلامة فارقة جميلة.

حين كنت أستمع إليها، باغتني سؤال، ربما قد يتبادر إلى ذهن أي شخص آخر يستمع إليها أو يتعرف عليها... قلت لنفسي: لو لم تكن هاته الشابة مقيمة بإيطاليا، ولو قدّر لها أن تولد وتعيش في المغرب، فهل كانت ستمتلك كل هاته المؤهلات التي تمتلكها الآن؟ وهل كان مصيرها سيكون مغايرا لمصائر العديدين من فاقدي البصر في مملكتنا السعيدة، ممن يعانون من غياب أبسط الحقوق التي يتمتع بها من هم في وضعياتهم في دول أخرى، مثل إسبانيا أو فرنسا أو إيطاليا؟ هل كانت ستتقن كل تلك اللغات؟ هل كانت ستكمل دراستها؟ هل كانت ستجد شغلا؟... إلخ، إلخ، كما يقولون.

لا أعرف بالتحديد أي شعور ينتاب المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة، عموما، حينما يقارنون وضعياتهم بوضعيات أشخاص آخرين يعانون الإعاقة نفسها، لكنهم يعيشون في دول تحترمهم وتحترم «خصوصيتهم».

قبل يومين، اتصل بي صديق مكفوف يعيش بين المغرب وإسبانيا. كان منفعلا، كما بدا من نبرة صوته، وهو يحكي لي معاناته اليومية التي يلاقيها كلما جاء إلى المغرب.

قال لي صديقي الكفيف إنه يشعر بـ«الحكرة» في كل مرة يزور فيها بلده الأم، لأنه يجد صعوبة في التحرك في الشوارع إذا لم يكن برفقته شخص ما، ولأنه غالبا ما يصطدم بسيارة مركونة أو يقع في حفرة من الحفر التي تملأ شوارعنا، ولأن الناس يعاملونه كشخص «قاصر» أو زائد.

صديقي الكفيف أضاف أنه يشعر بعدوانية الأماكن حين يكون في المغرب، وأن الخروج إلى الشارع يتحول إلى كابوس مرعب بالنسبة إليه لأن المعمار الخارجي صمم فقط من أجل الأشخاص الأسوياء دون أن تأبه الدولة لمن هم غير أسوياء وكأن ليس لهم الحق بدورهم في استغلال تلك الفضاءات.

لكن هذا الإحساس، يقول صديقي، يتلاشى كليا بمجرد عبوره إلى الضفة الأخرى.. هناك في إسبانيا يسترجع آدميته، على حد تعبيره، ويشعر بأن الأماكن مألوفة لديه وغير عدوانية، ولا يعتريه أي خوف أو قلق حين يغادر منزله وحده ويتجول في الشارع بمفرده دونما حاجة إلى من يقوده، لأن الدولة هناك تعترف بمن هم في وضعيته وتوفر لهم كل الإمكانيات حتى تكون حياتهم سهلة. هنا بالتحديد يدرك المرء معنى أن يكون مواطنا وليس مجرد صفر على الهامش أو بعبارة أخرى مجرد مواطن «نص نص».

المصدر: المساء = حسناء زوان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 21 مشاهدة
نشرت فى 30 يناير 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,022