<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

فلاش بريس = طارق أوشن

الإله ياكوش والفرعون وسينما النظام العربي الجديد

تعال سأعصر لك الجسد...
حتى آخر قطرة حب،
حتى آخر قطرة سم.
طوال الأسبوعين الأخيرين، قدر للمغاربة متابعة ثلاثة أفلام واقعية توزعت بين قصة حب فاشلة، وقصة عن دسائس السياسة، وأخرى استلهمت أحداثها من توابل أفلام خلاعة رخيصة. وفي تلك الأفلام جميعها كانت المرأة حاضرة بالسر والعلن.
بالجوار، تابع الموريتانيون فيلم رعب حقيقي انتهى الفصل ما قبل الأخير منه بإصدار حكم إعدام على كاتب اتهم بالإساءة لأشرف المرسلين، في حكم لا يختلف كثيرا عن أحكام الإعدام التي تنفذها «داعش»، وكأن الواقع يقول إن الأخيرة مجرد تطور طبيعي لدول القهر الديني والسياسي المنتشرة على طول البقعة الجغرافية المسماة «وطنا عربيا».
لأجل ذلك، منع المغاربة من مشاهدة فيلم عن كليم الله موسى عليه السلام في بلد رعى فيه مركز سعودي لتفسير الدراسات القرآنية مهرجانا للفيلم الوثائقي. هو النظام الإقليمي العربي يتكاثف لمنع فيلم «آلهة وملوك». فقصة سيدنا موسى، الذي واجه فرعون مصر، بعد أن رعته زوجته آسية منذ اليوم الذي خاطبت فيه الفرعون: «هذه أيام الربيع فآمر لي بضرب قبة على النيل»، فحمل إليها النهر العظيم الطفل الرضيع، قصة قد تعيد للشارع ما حارب الجميع لإقباره سنوات ثلاث. الربيع ليس مرحبا به في النظام الإقليمي العربي الجديد/القديم، وكل ما قد ينغص على الفرعون استقرار نظامه ممنوع ممنوع.
في المغرب اكتشفنا، مع عقد نكاح نشرته مليكة مزان، أن للأمازيغ ربا يشهد على العقود ويمنحها الشرعية «الدينية» والقوة الإبرائية التي لا تجد معها الدولة القائمة قدرة على التثبت منها بما يتوافق وقوانين البلاد. لكن ما استأثر الانتباه أكثر هو المعين اللفظي الذي نهل منه عقد «النكاح» الذي لا يتطابق البتة مع من يعتبر نفسه «الكاتب المشاغب المثير للفتن، المشكك في القيم والعقائد». فالعقد عقد نكاح أولا بما يحيل عليه من ابتخاس للمرأة وقيمتها المتشدق به في مواجهة «الظلاميين»، وهو أيضا شرعي بما يعنيه ذلك من غياب أية خلخلة للعقائد وما جاورها من كلام مستهلك فاقد لأية مصداقية على الأرض.
العقد إذن عقد نكاح أكده فيديو الفوطة الصفراء في انتظار الخفي الأعظم. الحقيقة أن مليكة مزان عرفت متأخرة كيف تثير فضول العامة والخواص بالضرب على وتر فقاقيع الغلو الجنسي والسياسي، الذي أنهته قبل أسابيع تحت شجرة بصورة مع ناشط، قيل إنه كردي، في ختام «تظاهرة» لتأييد عين العرب نظمها أمازيغ. لكن الفاضح في الأمر أن أحمد عصيد لم يمتلك الشجاعة الكاملة للرد على كل ما سبق، من منطلق أن القصة كلها محاولة من «الجهات إياها»  للنيل منه بعد فشلها في استخدام المساجد والدين ضده. كما اعتبر ناشطون أن الأمر محاولة من خريجي معابد الأمازيغوفوبيا وغلاة الوهابية والعفلقية للجم الفاعل الأمازيغي والنيل من عزيمة «إيمازيغن»، هو هروب إلى الأمام لا يليق بـ«الكاتب المشاغب». وهو التبرير نفسه الذي لجأ إليه البرلماني عادل تشيكيطو، بطل أحد الأفلام الثلاثة، بعد أن غررت به «فتاة افتراضية»، ابتدأ الكلام معها حول «الربيع»، مرة أخرى، لينتهي ابتزازا لفاعل سياسي «رفض تقاليد الركوع للملك»، وترك وحيدا في مواجهة الإعصار، عكس الوزير محمد أوزين، الذي  دافعت عنه حماته باستماتة في فيلم سياسي تأخرت نهايته كثيرا، والحجة نفسها «حملة غير منصفة» يتعرض لها الوزير، الذي قال عن حماته ذات تصريح : «كيتهم اللي ما لقاو لا نسيبة لا مرا».  والنتيجة أن  «الربح من المرا والخسارة من المرا»، كما قال الأسلاف.
في المغرب الجديد، يمكن لياكوش وغيره من الآلهة رعاية عقود النكاح بما يقتضيه ذلك من جماع ومعاشرة حرة متحررة من كل الضوابط والقيود. لكن المنع يطول مشاهدة الآلهة والملوك على شاشات قاعات، لم يعد يرتادها أحد، خصوصا إذا تعلق الأمر بقصة طفل ولد ذات «ربيع» من الأزمنة الغابرة. يقول عز من قائل في سورة «الجاثية»: «أفرأيت من اتخذ إلهه هواه فأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة، فمن يهديه من بعد الله، أفلا تذكرون؟» صدق الله العظيم.