http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

المساء = جمال بدومة

»إذا ابتليتم فاستتروا«

العدد :2557 - 18/12/2014

«إذا ابتليتم فاستتروا»، ومادام الله ابتلانا بآفة الغش في كل مجالات الحياة، لم يكن من داعٍ أبدا إلى أن نفضح أنفسنا أمام العالم ونتسابق على تنظيم تظاهرات دولية من حجم «كأس العالم للأندية»، الذي تحول إلى مهزلة عابرة للقارات ووسائل الإعلام العالمية، وجعل الكرة الأرضية برمتها تضحك علينا، وبدل أن تتحدث عنا نشرات الأخبار في الفقرة الرياضية خصصت لنا حيز الطرائف والقفشات ملعب صرفت وزارة الشبيبة والرياضة مليارات محترمة على ترميمه، وما إن احتضن أولى المباريات حتى حولته ميليمترات من المطر إلى مجموعة من البرك، تحت أنظار الملايين الذين كانوا يتابعون مونديال كرة القدم وصاروا يشاهدون بطولة عالمية في كرة الماء! وحتى لو نسينا المستنقعات التي تكونت في ملعب مولاي عبد الله بالعاصمة)  في انتظار التحقيق الذي فتحته الحكومة لتحديد المسؤولين عن الفضيحة( من المستحيل أن ننسى تلك «الكائنات البرمائية» التي اقتحمت الملعب مدججة بـ«كراطات» ضخمة وسطل «استرال» و«مدرا» وإسفنجات سخيفة، لتجفيف «الضايات» التي أغرقت العشب. مشهد سوريالي لا يمكن أن تراه إلا في بلادنا، «أجمل بلد في العالم»، و«مادمت في المغرب فلا تستغرب».

ما أشبه اليوم بالأمس.. صورة «مالين الكراطات» تعيد إلى الأذهان مشهد «مول المطرقة»، الذي تناقلته وسائل الإعلام الدولية إبان فاجعة زلزال الحسيمة، قبل عشر سنوات، وهو يحاول بعتاده البدائي أن ينتشل ضحايا الكارثة من بين الأنقاض، في صورة تكشف بؤس الدولة واستهتارها بأرواح المواطنين.

هذه «االكائنات البرمائية» التي اقتحمت برك «ملعب مولاي عبد الله» هي نسخ معدلة من «البطل الشعبي» علال القادوس، الذي «أنقذ» أحياء العاصمة من الغرق خلال الفيضانات التي غمرتها قبل بضعة أسابيع، في لقطات بهلوانية لا يعرف الواحد وهو يشاهدها هل يضحك أم يبكي، لكنها تدفع إلى التساؤل بنبرة «ملكية»: «أين الدولة؟» عشرات المواطنين ماتوا في الأيام الأخيرة، بعضهم جرفته السيول التي اجتاحت مناطق واسعة من المملكة، نحو أربعين منهم جنوب البلاد، فيما قضى آخرون تحت أنقاض بيوتهم بعد أن انهارت على رؤوسهم في الدار البيضاء وآسفي، قبل أربعة أيام فقط، بسبب التساقطات المطرية الأخيرة، علما بأن هذه المنازل كانت مهددة بالسقوط، ولم تصنع الدولة شيئا كي تصون أرواح من ماتوا، ولا تصنع شيئا لإنقاذ من مازالوا مهددين بالموت تحت الأنقاض، لأنهم يعيشون تحت سقوف آيلة للسقوط في أي لحظة. أين الدولة؟ حتى الحداد تستكثره على الضحايا، أي حداد في بلاد لا تفرق بين المواطن وكيس القمامة؟ في فرنسا، حكم مؤخرا بأربع سنوات حبسا نافذا على عمدة بلدة «لافوط سير مير» بسبب تقصيره في إنقاذ حياة سكان بلدته، التي ضربتها عاصفة أودت بحياة تسعة وعشرين شخصا؛ وعندنا يعرف الجميع أن «الإفلات من العقاب» شعار المرحلة، لذلك ينام المسؤولون والمنتخبون قريري العين، ولا يتورعون عن نقل ضحايا الفيضانات في شاحنات الأزبال. ولذلك يبدو وزير الشبيبة والرياضة مطمئنا على حقيبته رغم أن فضيحة ملعب مولاي عبد الله كلفت 23 مليارا. ولا يسعنا إلا أن نحمد الله على فيروس إيبولا، الذي أنقذنا من «كأس إفريقيا»، «كاين شي إيبولا كتر من الغش فالصفقات».

 المضحك في الأمر أن المغرب كان مصرا على تنظيم «كأس العالم»، وانزعج كثيرا عندما خسر الرهان أمام جنوب إفريقيا. يريدون تنظيم «المونديال» بـ«التيمم»... لحسن الحظ أن الله أرسل «ماء» من السماء كي يفضحهم!

 

 

المصدر: المساء = جمال بدومة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 29 مشاهدة
نشرت فى 25 ديسمبر 2014 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,095