http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

فلاش بريس= رشيد نيني

شاف الربيع ما شاف الحافة

يوم الجمعة الماضي استحوذ خبر على جميع شاشات القنوات الفرنسية، ويتعلق الأمر بحكم قضائي ضد رئيس بلدية سابل دولون، يقضي بسجن هذا الأخير أربع سنوات نافذة بعد ثبوت مسؤوليته في مقتل 29 شخصا في الفيضانات التي ضربت المنطقة قبل أربع سنوات.
ولم تكتف المحكمة بإدانة رئيس البلدية، الذي سمح بتشييد منازل في مناطق نصح الخبراء بتجنبها، بل أدانت أيضا معاونيه بمدد سجنية تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات وغرامات مالية تصل إلى 30 ألف أورو
.
وبالإضافة إلى إدانة رئيس البلدية ومعاونيه، أصرت النيابة العامة على طرح مسؤولية الدولة في ما وقع بسبب أداء مصالح الإنقاذ
.
نحن قتلت عندنا السيول والأنهار 36 مواطنا وشردت الآلاف، ومع ذلك لم نسمع أن النيابة العامة وجهت أصابع الاتهام لأي مسؤول عمومي أو رئيس جماعة أو قائد أو باشا أو عامل أو والي. كل ما سمعناه طيلة جمعتين متتاليتين في بعض مساجد العاصمة، هو أن الفيضانات قدر رباني فيه الخير والشر، ويجب على الناس أن يروا الخير الذي تحمله مثل هذه الكوارث
.
السؤال الذي يجب أن يطرحه أمثال هؤلاء الأئمة الذين يخطبون في الناس، هو من سمح لهؤلاء المواطنين البسطاء بتشييد مساكنهم في مجاري الأنهار؟

من شيد كل تلك القناطر التي تنهار مثل قصور الرمل، ومن بنى تلك الطرق التي تذوب في الماء مثل فصوص الملح؟

نحن لسنا بحاجة لمن يذكرنا بقضاء الله وقدره، فكلنا مؤمنون بذلك، بل نحتاج من يقدم لنا المسؤولين عن تلك الأرواح التي زهقت وتلك الأرزاق والممتلكات التي ضاعت، إلى قفص الاتهام من أجل المحاسبة
.
يكفي أن نلصق كل ما تقترفه أيادي بعض المسؤولين بالقدرة الإلهية، فعندما تنهار العمارات فذلك أمر الله، وعندما تتحطم القناطر والطرق فذلك بسبب إرادة الله، وعندما يموت الناس في مجاري الأنهار مثل حيوانات نافقة، فتلك مشيئة الله
.
لكن الله لم يقل لنا أن لا نطالب بمحاسبة من كلفناهم ببناء تلك الطرق والقناطر من أموال ضرائبنا. الله لا يحب اللصوص وقد حرم السرقة والغش، ولذلك فعندما لا نقدم المسؤولين عن السرقة والغش إلى المحاسبة، فإننا نعصى الله
.
لقد شاهد العالم بأسره، عبر القنوات الرياضية المتخصصة، تلك الشوهة التي ورطتنا فيها الجامعة ووزارة الشباب والرياضة، عندما أصبح لاعبو الفرق المشاركة في مونديال الأندية يسبحون فوق المياه التي غمرت «الربيع ديال بلعاني» الذي أهدروا عليه 22 مليارا في ملعب مولاي عبد الله الذي شيده الصينيون سنة 1976
.
لقد شاهد العالم بأسره «مول الكراطة» وهو يسحب المياه من أرضية الملعب الغارق، كما لو كان «يضرب الجفاف» لأرضية مبلطة بـ«لاموزيك» وليس العشب. «كون غي زرعو فيه الروز وتهناو مع روسهم
».
كما شاهد العالم بأسره «مول الشيفون» وهو يجفف المياه من أرضية الملعب بتلك «البونجة» ويعصرها في سطل صباغة من الحجم الكبير، ربحت شركته إشهارا مجانيا بعدما مرت علامتها التجارية في 22 قناة عالمية

طيب، من المسؤول عن هذه الشوهة العالمية التي «ربحها» المغرب بسبب الغش في صفقة العشب، والتي دفعت بمحلل رياضي فرنسي إلى القول إن رفض المغرب تنظيم كأس بطولة إفريقيا ليس سببه الخوف من الإيبولا، وإنما عدم جاهزية البنيات التحتية؟

أليست المسؤولية ثابتة في حق الجامعة ووزارة أوزين مول ثقبة الزين، الذي يهددنا بالمحاكمة لأننا كتبنا عن الصفقات المشبوهة التي عرفها عهده؟

سيقولون إن الملعب شهد تهاطل أمطار قياسية، ولذلك فإن العشب «مسيكين» لم يتحمل. ألم يقل لنا أوزين مول ثقبة الزين إن الملعب جاهز لاحتضان المباريات وفق المعايير الدولية؟ ألا يشاهدون في القنوات الرياضية كيف تتحمل الملاعب «ديال بالصح» التساقطات المطرية اليومية في أوربا، ومع ذلك يلعبون فيها يوميا دون أن تتحول إلى «ضاية عوا» كما وقع لأرضية ملعب مولاي عبد الله؟

دافعو الضرائب لا يحتاجون إلى تبريرات من نوع أن أرضية الملعب شهدت ثلاث مباريات متتالية، ولذلك فإنها لم تتحمل، بل كل ما يحتاجونه اليوم هو تقديم المسؤولين عن هذه الشوهة التي أضحكت فينا الأصدقاء والأعداء، إلى المحاسبة، وعلى رأسهم شركة «فالتيك» الفرنسية التي فازت بصفقة التعشيب بمبلغ مليار و700 مليون، وبقية صفقات إعداد الملعب بغلاف إجمالي قدره 22 مليارا
.
إن مبلغ 22 مليارا ليس بالمبلغ الهين الذي يمكن معه إغماض العين عن الشركة التي تسلمته من أجل تعشيب الملعب، والمدير المالي لوزارة الشباب والرياضة. لذلك يجب فتح تحقيق من أجل فهم هذا الذي حصل، وكيف حولت ساعة من الأمطار أرضية الملعب إلى ضاية يتزحلق فوقها اللاعبون كما لو كانوا يلعبون الكرة المائية وليس كرة القدم
.
والمصيبة الكبرى أن أوزين مول ثقبة الزين «فمو واسع»، فعوض أن يقدم اعتذاره ويعد بفتح تحقيق حول الفضيحة، قال إن ما وقع عادي، فإذا كانت الأمطار قد قطعت الطرق فكيف بها لا تغرق ملعبا للكرة، وأضاف أن العشب الذي يوجد في أرضية ملعب مولاي عبد الله هو نفس عشب أرضية ملعب «بيرنابيو» بمدريد
.
ولا يسع كل من سمع كلام سعادة الوزير، سوى أن يقول له «الله يعطينا وجهك
».
نعم العشب الذي يوجد بأرضية ملعب مولاي عبد الله هو نفس العشب الذي يوجد بملعب «بيرنابيو» بمدريد، لكن هل التقنيات التي لدى إدارة الملعب الإسباني هي نفسها التي لدى الجامعة ووزارة الشباب والرياضة المغربية؟

فعندما اشتروا العشب من شركة إسبانية نصحوهم باقتناء التراب الخاص به، لكنهم اختاروا الاستماع إلى نصيحة عالم من العلماء قال لهم إن الأنسب لمثل هذا العشب «باش يخلف» هو تراب فيه ملوحة، فاستعانوا بالرملة المالحة
.
وقالوا لهم أيضا إن هذا العشب يحتاج اقتناء نظام لتصريف المياه يكون تحت أرضية الملعب يسمح بتصريف مياه الأمطار، لكن الشركة استغنت عنه، لأن هذا النظام يكلف حوالي 25 بالمائة من كلفة الصفقة بكاملها
.
والشوهة الكبرى كانت عندما اكتشف المشاهدون أن هوامش الملعب التي يجري فيها الحكام مصنوعة من «موكيط» أخضر، فقد اكتشفت «الفيفا» أن الشركة لم تحترم المقاييس التي فرضتها عليها، والتي تحدد مساحة أرضية الملعب في 110 أمتار طولا و75 عرضا
.
والنتيجة هي أن الجامعة عندما غرق العشب اكتشفت أن الملعب لا يتوفر حتى على «باش» من أجل تغطية أرضيته، فسارعت إلى اقتناء واحد بمائة مليون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
.
ومن يدخل المواقع الإلكترونية الرسمية للأندية الأسترالية، سيكتشف حجم السخرية التي يكيلونها للمغرب بسبب شوهة الملعب الغارق، خصوصا عندما رسموا لاعبيهم بلباس الغطاسين حاملين «النفاسات» فوق ظهورهم وهم يلعبون تحت الماء
.
أما أنصار رونالدو فقد طلبوا منه أن لا ينسى عند سفره إلى المغرب لخوض مباراة اليوم الثلاثاء، أن يأخذ معه «البوط» و«الكراطة
».
أما الجريمة الكبرى التي تحتاج اقتياد المسؤول عنها إلى القضاء بتهمة إهانة رموز المملكة، فهو العبقري الذي أفتى عليهم برسم راية المغرب فوق مدرجات الملعب. «فين عمركم أعباد الله شفتو الراية ديال شي بلاد كايبرك عليها الجمهور»؟

الراية يا عباد الله ترفع خفاقة في الأعالي ولا تداس بالأقدام أو تجلس عليها المؤخرات
.
«واش عمات ليكم الجرية ولا مالكم»؟

 

 

المصدر: فلاش بريس= رشيد نيني
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 67 مشاهدة
نشرت فى 17 ديسمبر 2014 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,952