http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

المساء = عبد الله الدامون

إعراب الأحزاب

العدد :2523 - 08/11/2014

في البلدان المتقدمة، تنشأ الأحزاب السياسية من أجل هدف واحد، وهو الوصول إلى الحكم؛ وفي البلدان شبه الديمقراطية، تنشأ الأحزاب السياسية من أجل هدف واحد، وهو المشاركة في الحكم؛ وفي البلدان غير الديمقراطية، لا تنشأ الأحزاب السياسية أصلا، أو يوجد حزب واحد حاكم؛ وفي البلدان التي لا محل لها من الإعراب، تنشأ الأحزاب السياسية من أجل هدف واحد وهو «لحْس الكابّة» للحكم.

في البلدان الديمقراطية، لا يزيد عدد الأحزاب السياسية الفاعلة والمؤثرة على اثنين أو ثلاثة؛ وفي البلدان شبه الديمقراطية يأمر الحاكم أصدقاءه بصنع أحزاب سياسية وهمية لمناوشة الأحزاب السياسية الحقيقية؛ وفي البلدان غير الديمقراطية، يسمع الناس عن الأحزاب السياسية فلا يعرفون الفائدة من كثرتها لأنهم تعودوا على الحزب الواحد أو انعدام الأحزاب؛ وفي البلدان التي لا محل لها من الإعراب، توجد العشرات من الأحزاب السياسية، بيمينها ويسارها ووسطها ومحافظيها وليبرالييها، وكلها تشكل الحزب الواحد الحاكم.

في البلدان الديمقراطية، هناك حزب يحكم وآخر يعارض، وفي الانتخابات الحرة والنزيهة يصوت الناس بحرية وتلقائية فيصعد الحزب المعارض إلى الحكم ويعود الحزب الحاكم إلى المعارضة، وهكذا دواليك؛ وفي البلدان شبه الديمقراطية، يحكم الحزب الحاكم ويعارضه أكثر من حزب، وتأتي الانتخابات ويصوت الناس فيبقى الحزب الحاكم في السلطة، ويأخذ معه وزيرا أو وزيرين أو ثلاثة من المعارضة لتأثيث ديمقراطية الواجهة؛ وفي البلدان غير الديمقراطية، يسمع الناس عن الانتخابات ويعتقدون أنها تشبه لعبة «البوكر»، أي أنها مجرد مقامرة سياسية، والأكثر تعقلا يعتقدون أنها تشبه مسابقة «لالّة العْروسة»؛ وفي البلدان التي لا محل لها من الإعراب، يمكن لأي حزب أن يحكم، ويمكن لأي كان أن يصبح رئيس حكومة، ويمكن للحكومة أن تتشكل من ائتلاف من عشرة أحزاب أو أكثر، لكن الذي يحكم لا علاقة له بهذه الأحزاب كلها.

في البلدان الديمقراطية، ينشأ حزب جديد بناء على قناعات سياسية واضحة وبسبب وجود فراغ ملحوظ لا بد من ملئه سياسيا، وعادة ما يتشكل الحزب الجديد من وجوه جديدة وشابة لها برنامج مغاير لبرامج الأحزاب الموجودة؛ وفي البلدان شبه الديمقراطية، يسكر رئيس الدولة مع «شلته» فتنبت في رؤوسهم أفكار ما، فيأمر فخامة الرئيس أحد أعضاء «الشلة» بتأسيس حزب سياسي في الصباح لتطبيق تلك الأفكار الجديدة؛ وفي البلدان غير الديمقراطية، يسكر رئيس الدولةمع «شلته»، أيضا، فتنبت في رؤوسهم أفكار، فيأمر رئيس الدولة بقطع الرؤوس التي نبتت فيها الأفكار مخافة انتشارها بين الناس؛ وفي البلدان التي لا محل لها من الإعراب، يجتمع بضعة أشخاص على مائدة، وهم في كامل وعيهم، وهم أشخاص بينهم المتردية والنطيحة وما عاف السبع، ويقررون إنشاء حزب سياسي جديد من أجل خدمة الشعب، وبعد بضعة أشهر يحتل الحزب المرتبة الأولى في الانتخابات.

في البلدان الديمقراطية، لا توجد فروع نسائية للأحزاب، بل يمكن للمرأة أن تصل إلى قيادة الحزب لو كانت قادرة على ذلك، ولا فرق بين الرجل والمرأة في مختلف المهام الحزبية والسياسية؛ وفي البلدان شبه الديمقراطية، يتم خلق فروع نسائية للأحزاب من أجل الانشغال بشؤون الأعمال الاجتماعية وتنظيم الأنشطة الحزبية الساذجة، بينما ينشغل رجال الحزب بقضاء مصالحهم الكبرى؛ وفي البلدان غير الديمقراطية، يخلق كل رجل فرعه النسائي في منزله من عضو واحد هو زوجته، لأنه لا مكان لها في حزب أو نشاط سياسي ما؛ وفي البلدان التي لا محل لها من الإعراب، يتم خلق فروع نسائية نشيطة للأحزاب، وهذه الفروع يُطلق عليها اسم «الخلايا النائمة»، لأن أعضاءها النساء عادة ما يكنَّ في خدمة رجال الحزب ويمارسن «تحزّب النكاح»، وذلك حتى قبل أن يظهر جهاد النكاح عند التنظيمات الإسلامية الجهادية.

في البلدان الديمقراطية، تعيش الأحزاب من مساهمات أعضائها ومناضليها، ويعيش قادتها من عرق جبينهم ولا يقبلون الهدايا من أية جهة كانت؛ وفي البلدان شبه الديمقراطية، تخصص الأحزاب امتيازات لقادتها ومناضليها البارزين وتسدي إليهم خدمات، كما أن الدولة لا تنسى أن ترمي إلى الحزب بإكراميات بين الفينة والأخرى؛ وفي البلدان غير الديمقراطية، تـُدفع الإكراميات والهدايا مباشرة إلى الزعيم الأوحد للبلاد، وهو يتكلف بتوزيعها على.. نفسه؛ في البلدان التي لا محل لها من الإعراب، تطبّق الدولة نظرية «إرضاع الكبير» مع الأحزاب، ويصبح المال العام غنيمة بين أيدي عشرات الأحزاب التافهة والمريضة والجشعة، والتي عوض أن تحارب الفساد تصبح فاعلة أساسية فيه.

 

المصدر: المساء = عبد الله الدامون
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 9 نوفمبر 2014 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,356