الجيش يشرع في انتقاء العناصر التي سيتم إيفادها إلى الإمارات لدعمها في حربها على الإرهاب
المساء = عادل نجدي
العدد :2518 - 03/11/2014
شرعت قيادة القوات المسلحة الملكية في عملية انتقاء العناصر التي ستشارك ضمن الوحدات الأمنية والعسكرية المغربية، التي سيتم نشرها في سياق «الدعم الفعال» للإمارات العربية المتحدة، في «حربها على الإرهاب والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليميين والدوليين».
وحسب مصادر مطلعة، فقد عرفت الأيام الأخيرة توجه كبار مسؤولي القوات المسلحة الملكية إلى العديد من القواعد العسكرية المنتشرة في عدد من المدن، من أجل الإشراف على عملية انتقاء الجنود الذين سيتم إيفادهم إلى الإمارات العربية المتحدة، في إطار الدعم العسكري والاستخباراتي الذي أعلنت الرباط الأسبوع الفائت عن تقديمه لهذا البلد الخليجي، بناء على قرار من أعلى سلطة في البلد. ووفق مصادرنا، فإن الدعم العسكري الذي سيقدم للإمارات، التي يربطها بالمغرب تحالف استراتيجي وأمني منذ عقود خلت،سيشمل إيفاد عسكريين من قوات جوية وبرية وبحرية،مشيرة إلى أنه بعد استكمال عملية الانتقاء خلال الأيام القادمة سيتم إيفاد الجنود المغاربة إلى أبوظبي. إلى ذلك، علمت «المساء» من مصادر متابعة لملف الدعم العسكري المغربي للإمارات، أن الجنرال أحمد بوطالب، المفتش العام للقوات الملكية الجوية، حل يوم الجمعة الماضي بالقاعدة الجوية الثانية بمكناس من أجل اختيار فريق متخصص في ميكانيك الطائرات الحربية، مشيرة إلى أنه خلال تلك الزيارة تم اختيار العناصر التي ستمثل سلاح الجو في القوات العسكرية المغربية التي ستنتشر في الإمارات.
وكان صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية والتعاون، قد أعلن، خلال ندوة صحافية عقدت الثلاثاء الفائت، أن الدعم العسكري المغربي للإمارات «لا يندرج تحت إطار التحالف الدولي ضد «داعش»، وأن ذلك الدعم سيكون تحت قيادة إماراتية وليس تحت قيادة التحالف، وينبغي أن نعرف أن التعاون بين البلدين قائم منذ عقود عبر التكوين المتبادل، وقد تطورت هذه العلاقة في وعاء علاقة إستراتيجية، أما طبيعة التهديدات الإرهابية فهي شاملة».
واعتبر مزوار، خلال الندوة التي حضرها كذلك محمد حصاد، وزير الداخلية، ومصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن قرار الدعم لم يكن وليد الصدفة، وإنما جاء بعد عدد من اللقاءات والاتصالات على أعلى مستوى بين القيادات الأمنية والعسكرية للبلدين، وبعد تقييم للوضعية التي تعيشها منطقة الخليج. وعن طبيعة التعاون العسكري والأمني بين البلدين، قال مزوار إن المغرب« لديه نموذجان للتدخل، الأول يقوم على العمليات العسكرية، تتم بتفويض من الأمم المتحدة، فيما النموذج الثاني يتمثل في نشر القوات المسلحة في إطار ثنائي، السعودية والإمارات والجولان والزايير والسينغال».
ساحة النقاش