مريـــم قاســـو
كاتبـــــــــــة
هنا غزة، حب بحجم الوجع
رأيت الناس متأثرين يتحدثون عن مجزرة حي الشجاعية الشيء الذي أدمى قلوبنا جميعا .
لكن، الصور والمقاطع أكبر بكثير من أن توصف باللسان لفظاعتها، بالكاد تحملت حتى نهاية المقطع.
عندما أنهيت مشاهدة الفيديو بدأت تروج في بالي العديد من الأسئلة التي استعصت على عقلي وإيماني :
هل يتعلق الأمر بكابوس وهل هذا العالم يستحق العيش ؟
هل أولئك الناس كتب عليهم العذاب بينما كتب علينا أن نلعب دور الجبناء ؟
متى سيصفق المتفرجون ؟
هل كل المتفرجين صهاينة، أم فيهم العرب الأنجاس والمجوس ؟
ماذا سيجري عند نزول الستار ؟
وإلى متى سنرقص رقصنا الشرقي على دمائهم، أم أن صابون الإعانات الفاسدة والكلمات المزركشة ستغسل تلك الدماء ؟
إلى متى سيسطع الرؤساء بكلماتهم العبرية الفصيحة والتي ليست في الواقع سوى شطحات فاتنة كاذبة ؟
أما آن لهذا الألم الذي أجهز على نفسيتنا وعمر طويلا أن يحمل أشياءه ويرحل ؟
ترى هل سنستيقظ من السبات البغيض أم أن لعنة ذلك القطاع الذي تكالب عليه الكل والجزء ستردي كل من سكت وخنع ؟
في حديثي مع ملك، مراهقة من غزة تتكبد معاناة شيوخ، بردت أطرافي وجف حلقي لكني أصررت على إكمال المحادثة لألمس حجم المعاناة من بنت فقدت أقاربها بعد فقدها صديقتها المقربة في عمر الزهور .
سألتها ما إن كانوا يصابون بالهلع عند سماع دوي الصواريخ وعن الذعر الطبيعي الضروري كي تتحقق بشريتنا، جوابها كان بالإيجاب، إلا أنها قالت سرعان ما يتلاشى خوفنا طمعا في أن نروي أرضنا ونخضبها بدمنا، حبنا لأرضنا أكبر من أن يقاس بانهيار منازل أو إزهاق أرواح، حبنا للأرض بحجم الوجع.
في ظل هذا المخاض العسير، تجد أصحاب الأفواه والكروش وقد تخلوا عن ضمائرهم عبادة لرأس الحية إسرائيل، حيث لا عزاء للشرفاء الذين قدمت دماءهم قرابين تيمنا ببركة الطغمة الصهيونية الشرسة .
المجزرة ليست مجزرة فقط وليست مذبحة .
إنها إبادة جماعية سنسأل عنها جميعا، ولن نجد الجواب !
ساحة النقاش