الناصرة- “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة على تفاصيل مفاوضات القاهرة بين إسرائيل والفلسطينيين أن المبادرة المصريّة تشمل نزع سلاح المقاومة وأنّ حركة حماس تُملي شروطها على تل أبيب وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متردّدّة وضعيفة ومرتبكة حيال الأزمة. وزعمت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية في عددها الصادر الخميس نقلا عن هذه المصادر، أنّها حصلت على تفاصيل جديدة فيما يتعلّق بالمبادرة المصريّة للتوصّل إلى تهدئة بين الطرفين الإسرائيليّ والفلسطينيّ، لافتةً في السياق ذاته إلى أنّ تنفيذ المبادرة المصريّة، إذا وافق الطرفان عليها، سيتّم على مرحلتين، الأولى، فتح معبر رفح بشكل جزئيّ، تجديد التصدير من قطاع غزة، وتقليص ما تُسّمى بالمنطقة الأمنية لـ 300 متر على أن تقلص مستقبلا لـ 100متر. أمّا المرحلة الثانية، تابعت الصحيفة، فتشمل بحث إقامة ميناء بحريّ ومطار، زيادة كمية البضائع التي تدخل لقطاع غزة، توسيع منطقة الصيد لـ 10 كيلومترات، زيادة وتصليح خطوط الكهرباء القادمة من إسرائيل، الموافقة على بحث إقامة ميناء بحري ومطار وتبادل جثامين وأسرى، وكلّ ذلك مقابل بحث نزع سلاح الفصائل الفلسطينيّة، وهو المطلب الذي أعلنت جميع الفصائل الفلسطينيّة رفضها التّام له، وفي مقدّمتها حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس). وتابع المُحلل العسكريّ للصحيفة، أليكس فيشمان، الذي أورد النبأ، تابع، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ أعضاء الوفد الإسرائيلي إلى محادثات القاهرة عادوا يوم أمس الأربعاء، وفي جعبتهم مسودة مبادرة مصرية مكونة من مرحلتين، تتضمن الخطوط الأساسية للمفاوضات حول وقف إطلاق النار لأمد طويل، لافتةً إلى أنّ سيتّم التفاوض حولها خلال أيام الهدنة التي أعلن عنها الليلة الماضية، والتي ستستمر خمسة أيام. وبحسب الصحيفة، فإنّ الجزء الأوّل من المُبادرة يشمل اتفاقيات على المدى الفوريّ والقصير، في حين تتطرق المرحلة إلى اتفاق بعيد المدى، موضحةً أنّ مسودة المبادرة سيتّم طرحها على أنّها اتفاق بين السلطة الفلسطينيّة والدولة العبريّة، وهي لا تذكر حركة حماس، لا من قريب ولا من بعيد. علاوة على ما ذُكر أنفًا، قالت الصحيفة العبريّة إنّ المبادرة المصرية تشمل أيضًا فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، تحت إدارة السلطة الفلسطينيّة بما في ذلك نشر قوات تابعة للسلطة الفلسطينية على طول محور فيلاديلفي، ويدور الحديث عن نشر قوات الحرس الرئاسيّ الفلسطينيّ في المنطقة، ولفتت الصحيفة في سياق تقريرها إلى أنّ فتح المعبر سيتّم بحسب الاتفاقات السابقة، الأمر الذي يُتيح لإسرائيل مراقبة الداخلين والخارجين عن بعد. وزعمت المصادر الإسرائيليّة أيضًا أنّ القاهرة أبلغت الوفد الفلسطينيّ المُوحّد إلى المفاوضات بأنّ كلّ ما يتعلّق بفتح المعبر كالمواعيد والشروط، سيتّم نقاشها في المستقبل القريب مع السلطة الفلسطينيّة، دون تحديد فترة زمنيّة لذلك. يتضمن الاتفاق زيادة كمية البضائع التي يسمح بدخولها لقطاع غزة، حيث يرتفع عدد الشاحنات التي تدخل معبر كرم أبو سالم إلى 900 شاحنة يوميًا. كما قالت الصحيفة إنّه في ما يتعلّق بمعبر (إيرز) بين إسرائيل وقطاع غزّة، فإنّ المسودّة المصريّة تؤكّد على أنّه سيبقى مفتوحًا بشكل دائم تقريبًا، بالإضافة إلى ذلك، تتعهد تل أبيب بمنح 5000 تصريح عمل شهريًا لسكان قطاع غزّة، ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ إعادة تشغيل المنطقة الصناعية في معبر إيريز لم تبحث بعد، لكنّ المصادر الإسرائيليّة أكدّت على أنّه سيتّم طرحها على مائدة المفاوضات بين الطرفين. وأقّر فيشمان بأنّ حركة حماس تُملي شروطها على إسرائيل، وتساءل كيف ساءت حالنا بهذا القدر، فقد صارت إسرائيل كاملة تقعد منكمشة على ركبتيها تقريبًا تنتظر أنْ تقرر لها حركة حماس أتكون هدنة أم لا.
وتابع أنّ حماس تُملي علينا صورة الحياة وإيقاعها، والحكومة الضعيفة والمترددة تنتظر ما يخرج من فمها، ويحاول المصريون في خلال ذلك بما أوتوا من قوة أن يقنعوا حماس بإطالة مدة الهدنة، على حدّ تعبيره.
Comment
nacer
Aug 14, 2014 @ 10:30:00
هذا هو الفرق بين مقاومة حزب الله و المقاومة الفلسطينية، حزب الله مومحتاج لا خبز و لا ماء و لا معابر من العدو و مع ذلك هو عضو في محور إستراتيجي هدفه إضعاف العدو و هز ثقته بنفسه وإرباكه أما الفلسطينيين فهم يقاومون من أجل لقمة العيش، كل مطالبهم معيشية بحتة، و صراحة، إذا وصلت الأمور إلى تسليم السلاح فالأحسن تسليم السلطة لأبو مازن وجماعتو
ساحة النقاش