إسرائيل تصف مبادرة كيري بالعملية العدوانية الإستراتيجيّة ضدّها ونتنياهو ويعالون يُريدان حلاًّ سياسيًا خشية مقتل الجنود وفقدان الشرعيّة الدوليّة للعدوان

 الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة في عددها الصادر الاثنين عن موظفٍ إسرائيليّ رفيع المستوى قوله إنّ مبادرة وزير الخارجيّة الأمريكيّة، جون كيري، للتهدئة مع حماس، هي بمثابة عملية عدائيّة إستراتيجيّة ضدّ الدولة العبريّة، في ما نقلت عن موظفين، وصفتهم بأنّهم رفيعي المستوى في البيت الأبيض قولهم إنّ حملة الانتقادات الإسرائيليّة ضدّ كيري اجتازت حدود اللباقة السياسيّة، ومسّت بالوزير مسًا سافرًا، على حدّ تعبيرهم.

وكانت الصحيفة العبريّة قد كشفت النقاب عن مسودة مقترح كيري، لوقف إطلاق النار في غزة، والتي تلقتها الحكومة الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي، كما قال الموقع. واعتبرت إسرائيل المقترح أنّه يتجاهل الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية والمطلب الإسرائيلي بنزع سلاح المقاومة في غزة وتحديداً القذائف الصاروخية، كما أن المقترح نص على وقف عمليات تدمير الأنفاق التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي خلال 7 أيام (الهدنة الإنسانية).

وتابع الموقع العبريّ قائلاً إنّ مسودة المقترح التي صنفت بالسرية وصلت مكتب رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة الماضي، في تمام الساعة الخامسة مساءً، أي خلال انعقاد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنيّة والسياسيّة (الكابينت).

وحملت المسودة عنوان (إطار لوقف إطلاق النار الإنساني في قطاع غزة). وأشار مقترح كيري إلى ضرورة الدفاع عن المدنيين ووقف العنف في غزة والتوصل لوقف إطلاق نار ثابت. كما نصّ مقترح كيري على التوصل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وما أسماه الفصائل الفلسطينية، دون ذكر حركة حماس والفصائل الأخرى بالاسم وتجاهل واضح للسلطة الفلسطينية. علاوة على ذلك، نصّ المقترح الأمريكيّ على وقف إطلاق النار لدوافع إنسانية تنهي العمليات العدائية في قطاع غزة ومنها، خلال 48 ساعة من قبول الاتفاق، أي يوم أمس الأحد. ولفت الموقع العبريّ، نقلاً عن مصادر سياسيّة في تل أبيب، إلى أنّ مقترح كيري يستنج على التفاهمات التي بلورت في القاهرة بعد العدوان على غزة في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2012، أوْ ما يسمى إسرائيليًا بعملية (عامود السحاب).

وينص مقترح كيري على أنْ تدعو مصر كل الأطراف خلال 48 ساعة من قبول الاتفاق، وذلك بهدف التفاوض للتوصل لوقف إطلاق نار ثابت وطويل الأمد. ولفتت (هآرتس) إلى أنّ مطالب إسرائيل ذكرت بشكل عام دون تفصيل ولم يتم ذكر المطلب الأساسي بنزع سلاح المقاومة، وتحديدًا القذائف وتدمير الأنفاق، لكن المقترح لم يطالب قوات الاحتلال بالانسحاب من المناطق التي سيطر عليها خلال العدوان الأخير. وخلصت المسودة التي اقترحها كيري، ورفضتها إسرائيل، إلى القول إنّ جهات في المجتمع الدولي بما فيها الولايات المتحدة الأمريكيّة والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وتركيا وقطر وجهات أخرى ستساعد في تطبيق وقف إطلاق النار لدوافع إنسانية ولتطبيق الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان، على حدّ تعبيرها. على صلة بما سلف، قال المُحلل الإسرائيليّ آري شافيط في مقالٍ نشره اليوم الاثنين في صحيفة (هآرتس) إنّ رئيس الوزراء، نتنياهو، ووزير الأمن، موشيه يعالون، يقودان المعسكر المعتدل في المجلس الوزاريّ الأمنيّ والسياسيّ المُصغّر، وأضاف أنّ نتنياهو ويعالون، وهما من صقور التوسّع والاستيلاء على الأراضي، يُعتبران حمائم في كلّ ما يتعلّق بالعمليات العسكريّة، فهما لا يُريدان إعادة احتلال قطاع غزّة، أوْ اجتياح المناطق المأهولة بالسكّان هناك، إنّهما يخشيان، أضاف المُحلل، من سفك دماء الإسرائيليين، وأيضًا من فقدان الشرعيّة الدوليّة للعملية العسكريّة ضدّ حماس. وتابع قائلاً إنّ الاثنين، نتنياهو ويعالون، يُريدان إضعاف حماس، ولكنّهما لا يرغبان في إسقاط حكمها في القطاع، وهما يُفضّلان حلاّ سياسيًا للعملية العسكريّة على الحلّ العسكريّ للمشكلة، يشمل هدنة طويلة الأمد، ثابتة وفي أسرع وقت ممكن، على حدّ قول المُحلل الإسرائيليّ.