http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

 

 

تفتيش الوزير كيري “امنيا” قبل لقائه السيسي “سابقة مهينة” تكسر الأعراف المتبعة وتعكس توترا في العلاقات المصرية الأمريكية.. نحن لا نعارضها ولكن لأسباب مختلفة كليا

 

 

أظهرت لقطات لشريط فيديو يتم تداوله بصورة كبيرة عبر مواقع الانترنت تعرض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للفحص امنيا وتفتيش حقيبة احد مساعديه من قبل امن الرئاسة المصرية قبل لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، في سابقة وصفت بأنها الأولى من نوعها، حظيت بتقدير الكثيرين المصريين واستغراب البعض منهم في الوقت نفسه.

 

نعم إنها سابقة فريدة من نوعها فلم يحدث مطلقا أن يمر وزير أمريكي تحت الجهاز الكاشف للمعادن، أو أن يقوم رجل امن بتمرير كاشف المعادن فوق جسده، وحتى الجزء الأسفل منه، مثلما حدث للوزير كيري وكل مساعديه في مدخل القصر الجمهوري، ولا بد أن هناك رسالة “محددة” أرادت السلطات المصرية إيصالها إلى الإدارة الأمريكية، ووزير خارجيتها ويبدو أنها وصلت واضحة وقوية بالفعل.

 

الخارجية الأمريكية حاولت أن تتصرف بطريقة تتسم بـ “البرود” و”اللامبالاة” تجاه هذه المسألة عندما استغربت المتحدثة باسمها هذه الضجة المثارة حول “الفيديو” وفحص الوزير كيري امنيا، ولكن خلف هذه اللامبالاة هناك شعور بالإهانة حتما.

 

المسؤولون الأمريكيون يتصرفون كالطؤوس أثناء زياراتهم إلى الدول العربية، ويتوقعون دائما أن يفرش السجاد الأحمر حفاوة بهم، فهم الحكام الحقيقيون، وتقدم دولتهم المال والحماية لمعظم الأنظمة العربية إن لم يكن كلها، فما الذي تغير، وفي مصر خاصة، حتى يعامل وزير خارجية أمريكي بهذه الطريقة المهينة وما هي الأسباب الحقيقية؟

 

الأمر بسيط، ويمكن تلخيص أسباب التغيير هذه في نقطة على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة إلى مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي، وهي وقوف الإدارة الأمريكية، والوزير كيري بالذات، خلف المبادرة القطرية التركية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتفضيلها على المبادرة المصرية كأساس للتسوية، فلا شيء يزعج الرئيس السيسي ويثير أعصابه أكثر من ذكر اسمي قطر وتركيا هذه الأيام، فما أدراك عندما يذكر الاسمين معا؟

 

السلطات المصرية تصر على أن مبادرتها هي الوحيدة التي يجب أن تكون على الطاولة بحكم مكانة مصر وجوارها الجغرافي مع القطاع، واعتبارات الأمن القومي المصري، وإلا فإنها ستعرقل كل المبادرات الأخرى، والقطرية التركية خصوصا، وتملك الكثير من الأوراق التي تؤهلها لهذه المهمة، وأولها علاقاتها التحالفية الجيدة مع “الجهاد الإسلامي” وسلطة رام الله بقيادة الرئيس محمود عباس، وفوق كل هذا وذاك علاقاتها القوية مع إسرائيل.

 

لا نضيف جديدا عندما نتحدث عن التوتر الشديد في العلاقات بين السلطات الحاكمة في مصر وحركة “حماس″، وهو التوتر الذي انعكس من خلال رفض هذه السلطات إجراء أي اتصالات مع هذه الحركة الفلسطينية التي تحكم عمليا قطاع غزة حول مبادرتها لوقف إطلاق النار لكونها امتدادا لحركة الإخوان المسلمين التي وضعتها مصر على قائمة الإرهاب، وهو أمر يبدو غريبا بالنسبة إلى من يريد القيام بدور “الوسيط” في صراع كهذا، فمواصفات الوساطة الحياد والنزاهة والاتصال بجميع الأطراف وهو ما لم يحدث في هذه الحالة.

 

العلاقة المصرية الأمريكية ليست على ما يرام هذه الأيام فالمساعدات العسكرية الأمريكية لمصر استؤنفت جزئيا، والرئيس السيسي رفض دعوة لحضور القمة الإفريقية الأمريكية تنعقد في واشنطن في الخامس من شهر آب (أغسطس) المقبل، وجهها له الرئيس اوباما شخصيا لان الدعوة وصلت متأخرة أولا، ولم تقدم لمصر ورئيسها بطريقة لائقة.

 

الرئيس السيسي، مثلما يقول مقربون منه، يشعر بحساسية كبيرة تجاه أي علاقة بين الإدارة الأمريكية وحركة الإخوان المسلمين وحلفائهم القطريين والأتراك، ولهذا شعر بالإهانة فيما يبدو لان إدارة الرئيس الأمريكي اوبما فضلت المبادرة التركية القطرية على مبادرته، وأراد الرد على هذه الإهانة برفض الدعوة الأمريكية للمشاركة في القمة الإفريقية بواشنطن، وإجراء فحص امني للوزير كيري ومرافقيه قبل الدخول إلى القصر الجمهوري للقائه يوم أمس.

 

الوزير كيري، تصرف ببرود، وكأن عملية التفتيش هذه له مسألة عادية لا تستحق أي انزعاج أو الانسحاب بالتالي من الزيارة مثلما هو متوقع من مسؤولين آخرين، ومن العالم الثالث خاصة، ولكن خلف قناع البرود الذي وضعه على وجهه توجد ثورة غضب مكتوم حتما.

 

نعترف أننا في هذه الصحيفة شعرنا بحالة من الارتياح للطريقة التي عومل بها الوزير كيري، ليس تأييدا للرئيس السيسي الذي نختلف معه كليا لعدم انتصاره للشهداء والجرحى الذين يواجهون عدوانا إسرائيليا دمويا وحشيا في قطاع غزة، وإغلاقه معبر رفح في وجه آلاف الجرحى والمرضى لأكثر من عام، وإنما انتصارا للعديد من الوزراء العرب الذين يتعرضون للإهانات في مطارات أمريكا، وكان احدهم السيد عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي ومندوب ليبيا السابق في الأمم المتحدة الذي تعرض لتفتيش ذاتي في مطار نيويورك بما في ذلك خلع ملابسه وحذائه عندما كان في مهمة رسمية، ويحمل جواز سفر دبلوماسيا.

 

نحن نؤمن بالمعاملة بالمثل، ونرفض أسلوب التعالي الأمريكي الرسمي على العرب والمسلمين داخل الولايات المتحدة وفي مطاراتها، وتعريضهم للإهانات والتحقيق والتفتيش المذل، ولعل رسالة الاحتجاج المصرية هذه، وان كانت لأسباب أخرى غير تلك التي نعنيها هنا، تصل إلى هذه الإدارة المتعجرفة المتعالية، وتستوعب مضمونها، لعلها تعامل العرب والمسلمين، مواطنين عاديين كانوا أو مسؤولين بطريقة إنسانية وحضارية أسوة بالآخرين بعيدا عن أساليب المنع والعجرفة والإهانات.

 

المصدر: رأي اليوم
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 23 يوليو 2014 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

282,240