الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
اعترفت إسرائيل صباح الثلاثاء بمقتل جنديين إضافيين، ليصل عدد القتلى من صفوف جيش الاحتلال منذ بدء العملية العسكريّة البريّة إلى 27، فيما كشف مدير مستشفى “سوروكا” في بئر السبع أن 150 جنديًا من جيش الاحتلال أصيبوا بالاشتباكات مع المقاومة الفلسطينية في غزة دخلوا المستشفى منذ الخميس الفائت، كما أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة على موقعها الالكترونيّ.
من ناحيتها ذكرت صحيفة (معاريف) العبريّة أنّ جيش الاحتلال يخوض معارك طاحنة على الحدود مع الشجاعية، وجنود جيش الاحتلال تفاجئوا من حجم الاشتباك معهم، لافتةً إلى تصريح وزير المالية الإسرائيليّ، بعد زيارته للجرحى في مستشفى (برزيلاي) في عسقلان، والذي قال فيه إنّ معارك قاسية جدا تدور في غزة، على حدّ وصفه.
علاوة على ذلك، اعترف قائد في وحدة غولاني بأنّ القتال بغزة أشد ضراوة من حرب لبنان، وأضاف أننا نقاتل عدوًا عنيدًا على الرغم من وقوع إصابات في صفوفه، وأوضح القائد عينه، الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه، أنّ العديد من الإصابات في صفوف الجيش وقعت خلال الأيام الخمسة الأخيرة، بينها عشرات من الحالات الحرجة جدًا التي يحدثها المسلحون من المقاومة الفلسطينيّة.
وتابع القائد قائلاً إنّ المعركة تشهد الكثير من إطلاق قذائف الـ RPG ومضادات الدروع والقنابل اليدوية التي أصيب بها الجنود، وعلى إثرها تمّ نقل الكثير من الجنود المصابون إلى المستشفيات للعلاج. وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ مقاتلي حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس)، الذين اقتحموا المواقع العسكرية ونفذوا عملية صباح الأحد ارتدوا ملابس شبيهة بزي جنود الجيش الإسرائيلي العسكريّ، وذكرت أنّ جميع قتلى ومصابي عملية أشكول هم من كبار ضباط الجيش، حيث باغتت عناصر القسام المركبة التي كانت تقلهم وأمطروها بالرصاص.
ولاحظ مراقبون للإعلام العبري أنّ الرقابة العسكرية على الإعلام الإسرائيليّ شديدة جدًا، حيث تمنع الصحف والمواقع العبريّة من نشر أي مستجدات عن قتلى وجرحى جيش الاحتلال في المعارك في غزة، مؤكدين أن الأيام أو الساعات القادمة ستشهد إعلان مقتل عدد من جيش الاحتلال دفعة واحدة. في السياق ذاته، كشف موقع (YNET) الإخباريّ العبريّ، عمّا وصفه نتائج التحقيق الأولي لعملية التسلل التي نفذتها كتائب القسام في موقع العين الثالثة وسط قطاع غزة، ونقل عن التحقيقات أنّ مجموعة القسام لم يتم الكشف عنها حينما دخلت وباغتت دورية تضم ضباطًا كبارًا في جيش الاحتلال كانوا في مهمة استكشافية.
وبحسب التقرير فإن مقاومي القسام الذين خرجوا من باطن الأرض، كانوا يستهدفون موقعي حراسة إسرائيليين قرب مستوطنة (بيري)، مشدّدًا على أنّ تسعة مسلحين توغلوا 300 متر شرق الشريط الحدودي، عبر نفق أرضي ولم يلحظ أحد وجودهم، مشيرًا إلى أنّه بعد أن اتضح للمهاجمين بأنّ الموقعين العسكريين خاليان قرروا البقاء والانتظار. ويؤكد التحقيق أنّ الخلية لم يلحظها أحد ولم تكشف، وكان بإمكانها الدخول إلى كيبوتس بيري دون عائق.
وزاد التقرير، حسب الموقع العبريّ، أنّه في مرحلة ما وصلت دورية إسرائيلية إلى المكان تضم عددًا من كبار ضباط الجيش في مهمة استكشافية، فتعرضت لهجوم حيث أطلق مقاتلو القسام قذيفة مضادة للدروع على أحد الجيبات العسكرية وأوقعوا إصابات.
علاوة على ذلك، لفت التقرير إلى أنّه بعد ذلك حصل تبادل إطلاق نار قتل فيه أحد المهاجمين، فيما قامت المجموعة بتدمير موقع رصد إسرائيلي وألقت قنابل يدوية وانسحبت عائدة إلى غزة.
على صلة بما سلف، قال المحلل العسكريّ الإسرائيليّ رون بن يشاي، في تحليله اليوميّ في موقع (YNET) إنّ القصص التي تصلنا من ميدان المعركة في قطاع غزة قاسية وخطيرة، ملمحًا إلى حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي على يد المقاومة الفلسطينية منذ بدء العملية البرية على قطاع غزة. ووصف بن يشاي اشتباكات الليلة الماضية على حدود قطاع غزة بأنّها إنجاز كبير لحركة حماس دون الإفصاح عن مدى الخسائر التي تكبدها الجيش في الأرواح.
ساحة النقاش