المهدي الكراوي
زغرتي يا مُوكة!
العدد :2396 - 09/08/2014
من الآن فصاعدا لن يسمع المغاربة على ألسنة السياسيين عندنا سوى «شن طن»، والسبب هو الإعلان عن أجندة الانتخابات التي ستعيد توزيع كعكة الجماعات ومجلس المستشارين والغرف المهنية ومجالس الأقاليم على من يسمونهم ممثلي الشعب؛ وبالمناسبة سيستعيد بنكيران وصحبه لياقتهم الشفوية وسيربطون الصلة مع ماضيهم الذي برعوا خلاله في إطلاق الوعود والبرامج الانتخابية غير القابلة للتطبيق، في وقت سيشرع فيه كبار ساكني قبة المستشارين في الاستعداد لمغادرة مقاعدهم البرلمانية بعدما نسيهم الربيع العربي في أمكنتهم لسنوات وبقوا «سوفونير» في المشهد السياسي المغربي.
وحين مر الربيع العربي من عندنا وعدَّل الدستور وأجريت انتخابات سابقة لأوانها، كان هناك من بين الطبقة السياسية عندنا من كان يقاوم ويقول مع نفسه «ما عند القملة فين تبات»، لذلك خرج «البيجيدي» بأزيد من 100 مقعد في البرلمان بعدما استطاع إحراز «ميسة» على طاولة اللعبة، فيما تم الاحتفاظ بمجلس المستشارين في نسخته القديمة كتذكار سياسي لن تنتهي صلاحيته إلا في السنة القادمة. وإذا كانت «الصنعة إلى ما غنات تزيد في العمر»، فإن نواب مجلس المستشارين عندنا فازوا بالاثنين معا، لذلك ستكون الانتخابات القادمة على صفيح ساخن، فقط لأنها لن تكون سوى انتخابات «الفطيم» السياسي.
غير أن الغريب هو كيف تعلن الحكومة عن مواعيد الانتخابات، ثم يخرج رئيسها بعد يومين فقط ليشكو ويحذر من «الخواض» الذي يمكن أن يهدد العملية الديمقراطية، لكن وكما يقول المثل المغربي «إلى هزيناك أسي الفقيه متجرش رجليك»، فالعدالة والتنمية لم يعد بمستطاعه العيش دون شكوى من القاصي والداني، وأصبحت خطب قياديه مقرونة بـ»نية العمى في عكازو» ومحبة الله والمساعدة وضمان الاستقرار وعفا الله؛ أما في مواجهة ما يعانيه المغاربة من تحديات اجتماعية بفعل الزيادات في الأسعار، فقد فضل الإخوان إسداء النصيحة تجنبا للفضيحة، فمرة ينصحون الشعب بتحضير «الرايب»، وأخرى بركوب الحافلات، وثالثة بصنع «الملاوي»، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فإن بنكيران سينتهي به الأمر إلى قول «الله غالب» للمغاربة.
وإذا كان رئيس الحكومة يريد أن يتعرف على الملامح الأولية لنتائج الانتخابات القادمة، فما عليه سوى أن يصغي لـ»الدّْعاوِي» التي يرفعها المغاربة إلى الله وهم واقفون في محطات البنزين والمستشفيات وفي الأسواق الشعبية، بعدما استباحت الحكومة جيوبهم وأدخلت يدها فيها تبحث عن الدراهم المعدودة التي تحتويها لسد العجز الذي خلفه فساد المؤسسات العمومية التي ينعم من سيروها وأوصلوها إلى الإفلاس بسياسة «عفا الله عما سلف» التي رفعها بنكيران في وجه من كان يتوعدهم في الحملة الانتخابية السابقة بالقضاء عليهم وجرهم إلى المحاسبة وإجبارهم على إرجاع الأموال العمومية المنهوبة، لكن تأكد اليوم أن الجمل «براسو زلق» لما صدق وعود الإخوان. وحين يبدي بنكيران من اليوم ارتيابه في نتائج الانتخابات القادمة فذلك ليس بسبب «الخواض» كما يدعي، وإنما بسبب «الوجه اللي ما بقاش».
والخلاصة هي أن بنكيران وصحبه لو أرادوا الحفاظ على مقاعدهم في الانتخابات القادمة، فما عليهم سوى أن يقولوا للمغاربة «الله يسمح لينا منكم»، لأن إنجازاتهم حتى الآن لا تستحق سوى مقولة «زغرتي يا موكة».
ساحة النقاش