البوليساريو تتوجّس من تطبيع مرتقبٍ للعلاقات المغربية الإيرانية
هسبريس - هشام تسمارت
الأربعاء 12 فبراير 2014 - 10:00
في الوقتِ الذِي تبذلُ الجزائرَ جهودًا مضنيَة لعزلِ المغرب إقليميًّا، من باب تصويره ذَا انتهاكاتٍ حقوقيَّة في الصحراء، ودعم البوليساريُو، لمْ يكن خبر اتجاه المغرب وإيران نحو تطبيع علاقاتهما، فِي الآونة الأخيرة، واستقبال الأمير مولاي رشيد، رئيس مجلس الشوري الإيراني، محمد علي لاريجانِي، بتونس، ليبث الطمأنينة في نفوس الجزائر والبوليساريو، حيث سارعت منابر انفصاليَّة إلى انتقاد الخطوة معتبرةً إياهَا ورقة للضغط.
البوليساريُو رأتْ إزاء المستجد ، من خلال أذرعها الإعلاميَّة، أنَّ المغرب لم يعد يعرف أيَّ ورقة يستعمل للضغط على الإدارة الأمريكيَّة، "حينَ اقترحت رايس على مجلس الأمن بالأمم المتحدة توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، ألغى المغرب المناورات العسكريَّة التي كان من المزمع إجراؤها مع الجيش الأمريكي، وقبل فترة وجيزة من زيارة الملك محمدٍ السادس إلى واشنطن، أراد المغرب أنْ يضغط أكثر على أوبامَا بالإعلان عن مقترح قانون لتجريم التطبيع مع إسرائيل"، هكذا قرأت "دياسبورَا صحراوِي" إعادة المغرب علاقاته مع إيران مسعًى إلى الضغط على أمريكا.
وعلى اعتبار أنَّ انعقاد مجلس الأمن في أبريل، بات مسألة أسابيع فقطْ، فإنَّ المغرب لا ينفكُّ يضغطُ، حسب المصدر ذاته، للثني عن إدراج صلاحية حقوق الإنسان، التِي استبعدت العام الماضي، في نصرٍ ديبلوماسي مغربِي.
بيدَ أنَّ المغرب المشهر لورقة إيران، التي لا يزال الانفصاليُّون يتصورُون علاقتها بالعام مزروعة بالعداء والريبة، رغم التقارب الحاصل، والاتفاق النووي المعلوم، قدْ تخيبُ، لأسباب عزتها إلى التقارب بين المغرب والسعوديَّة، وكون مملكة "آل سعود" تضمرُ غير قليلٍ من الحقد للجمهوريَّة الإسلاميَّة، تشنُّ حملة عليها.
في الشأن ذاته، تقللُ البوليساريُو التِي جعلتْ من حشد الاعتراف بها، رهانًا لسنة 2014، من شأنِ تقوية العلاقاتِ الإيرانيَّة المغربيَّة، مرجِّحَة ألَّا تتجاوز حدود الإعلان، موردَة أنَّ الوزير الإيراني المنتدب للشؤون العربيَّة والإفريقيَّة لمْ يتخطَّ في تصريحه حدود الإعراب عن وجود اتفاقٍ إيرانِي مغربِي لترميم العلاقات الديبلوماسيَّة بينهما.
والباعثُ على التفاؤل والقول إِنَّ العلاقات الديبلوماسيَّة بين المغرب وإيران، لا تتجهُ نحو انفراج، حسب منابر الانفصاليِّين، كون الحكومة المغربيَّة لم تصدر أيَّ بيانٍ ذِي صلة حتى الوقت الراهن. بعدما قطعت المملكة علاقاتها مع إيران نزولا عند رغبة الرياض، على حد قولها.
ساحة النقاش