لبنان: ماكرون من وسيط الى وصيف
<!--<!--
”رأي اليوم” عمر معربوني* باحث في الشؤون السياسية والعسكرية
في الشكل وفي المضمون: لم يكن ماكرون موفقاً في مؤتمره الصحفي حيث جاء خارج كل التوازنات وموازين القوى اقلّه محلياً.
1- بدا واضحاً اللهجة الإستعلائية وتصرّف كمفوض سامي وليس كراعي لمبادرة سياسية تهدف شكلاً حل الأزمة اللبنانية.
2- تخليه عن دور الوسيط وتقمصه دور الوصيف للكاوبوي الأميركي.
3- التهديد المباشر عبر تخيير اللبنانيين بين الرضوخ والحرب الأهلية عندما قال:”الحزب لا يمكنه أن يكون جيش يحارب”إسرائيل”ويحارب في سورية وفي نفس الوقت حزباً سياسياً محترماً في لبنان”.
4- إظهاره تناقضاً واضحاً مع الفقرة الثالثة عندما قال لا يمكنكم أن تقولوا أن هناك حلاّن فقط: ”إما تشكيل حكومة انقاذية أو أن نحارب الحزب وينهار لبنان ومعه الحزب وأنا لا أميل إلى هذا الخيار(الجزرة)، مع تأكيده أن هناك قادة في المنطقة يريدون محاربة الحزب(العصا).
5- التلويح باستخدام العقوبات كأداة ديبلوماسية كما سماها مع إشارته أنها في الأساس إجراء أميركي لا يرغب به.
6- إظهاره أنّ لا وجود لحل آخر غير المبادرة الفرنسية في حين أنّ الخيارات الأخرى موجودة وعلى رأسها خيار التوجه شرقاً وهو خيار مجمّد لأن بعض القوى في محيط المقاومة لا تزال ”مضبوعة”من الأميركي لأسباب مختلفة.
7- البعد الإيجابي الوحيد هو تحديده مهلة ستة أسابيع بحيث تنتهي أميركا من الإنتخابات الرئيسية لتبيان مواقف الأطراف الدولية والإقليمية وهو أمر رغم ايجابيته يندرج ضمن إطار المناورات لكنه يتيح مهلة وافية لإعداد ما يلزم من أدوات المواجهة، فالقادم مفتوح على كل الإحتمالات.
8- الأكيد أنّ لبنان سيدخل أخطر مراحله وسيكون حجم التداعيات كبيراً على المستويات السياسية والإقتصادية والأمنية وخصوصاً الأمنية، وما شهدناه البارحة في الشمال مثال سيتكرر للأسف لإحداث مزيد من الفوضى واستخدام الفوضى في الضغط.
9- الخلاصة أنّ الفرنسي يريد ما يريده الأميركي بفارق أنّ الأميركي يريد تحقيق أهدافه وعلى رأسها الخلاص من المقاومة بالضربة القاضية بينما يريدها ماكرون بالنقاط.
ساحة النقاش