لماذا نقول شُكرًا للجزائر التي كانت “الوحيدة” تقريبًا التي “جاهرت” بإدانة المُهرولين نحو التّطبيع وأكّدت حقّ الشعب الفِلسطيني في دولةٍ مُستقلّةٍ عاصِمتها القُدس؟
<!--<!--
“رأي اليوم” الافتتاحية
ربّما كان الرئيس الجزائريّ عبد المجيد تبون هو الزّعيم العربيّ الوحيد حتّى الآن الذي وقف بشجاعةٍ، ورُجولةٍ، ضدّ هرولة الكثير من الحُكومات العربيّة للإرتِماء في أحضان دولة الاحتِلال الإسرائيلي، وتوقيع اتّفاقات استِسلامٍ معها.
ففي كلمته التي ألقاها أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، حرص على التّأكيد على “أنّ حقّ الشعب الفِلسطيني في إقامة دولة مُستقلّة عاصِمتها القدس غير قابلٍ للمُساومة”، ولم يكتفِ بتأكيد هذا الموقف مرّةً أُخرى في لقاءٍ جمعه مع الصّحافيين الجزائريين، بل أدان، وبأشدّ العِبارات، ودون أيّ تعميمٍ، أو غمغمة، التّهافت من قبل بعض الحُكومات العربيّة لتوقيع اتّفاقات سلام” مجّانيّة مع “إسرائيل” عندما قال “أنا أرى أنّ هُناك نوعًا مِن الهرولةِ نحو التّطبيع لن نُشارك فيها أو نُباركها”.
هذا الموقف المُشرِّف والمُكلِّف، ليس غريبًا أو جديدًا على الجزائر وقِيادتها وشعبها، الجزائر التي وقفت دائمًا في خندق القضيّة والمُقاومة الفِلسطينيّة، لم تتردّد لحظةً في المُشاركة بالمالِ والرّجالِ في الحُروب العربيّة ضدّ الاحتِلال الإسرائيلي، فالرّئيس الرّاحل هواري بومدين الذي تعتزّ به فِلسطين والأمّتان العربيّة والإسلاميّة، قدّم صكًّا مفتوحًا لقادة الاتّحاد السوفييتي لتغطية كُل مطالب مِصر وسورية من السّلاح والعتاد الحربيّ عندما كانت تقود محور الكرامة العربيّة، وتتصدّى للمشروع الصهيونيّ.
أنْ يُجاهر الرئيس الجزائريّ بهذا الموقف في وقتٍ تتواطأ الجامعة العربيّة مع المُطبّعين العرب، ولا تَجرؤ على عقد اجتماعٍ على مُستوى وزراء الخارجيّة، لبحث اتّفاقات العار مع العدو الإسرائيليّ تلبيةً لطلبٍ تقدّمت به منظّمة التحرير الفِلسطينيّة، ويتجنّب مُعظم المسؤولين العرب التلفّظ بكلمة الانسِحاب الإسرائيلي، أو قِيام الدولة الفِلسطينيّة المُستقلّة، أن يُجاهر الرئيس تبون بهذا الموقف الذي يتماهى مع الشّعب الجزائريّ بكُلّ أعراقه ومنابته ومذاهبه، فهذه شجاعةٌ تَكشِف معادن الرّجال الرّجال، في الظّروف الصّعبة.
الجزائر كانت من القلّةِ المُؤمنة القابضة على الجَمر، التي عارضت بقوّةٍ إبعاد سورية من الجامعة العربيّة، ووقفت في خندق دِفاعها عن وحدتيها الديمقراطيّة والجُغرافيّة، وما زالت تُصِر على عودتها بكرامةٍ وعزّة نفس، بعد انتصارها على المُؤامرة الأمريكيّة لتفتيتها، وتغيير هُويّتها الوطنيّة الجامعة، ولا نَستبعِد أن يكون إصرارها على استِضافة القمّة العربيّة المُقبلة على أرضِها في آذار (مارس) المُقبل من أجل تحقيق هذا الهَدف المُشرّف والمُصَحِّح لخطيئةٍ فاحشةٍ.
شُكرًا للجزائر، شعبًا وقيادةً، الوفيّة دائمًا للثّوابت العربيّة، والواقفة بصلابةٍ في خندقِ القضيّة الفِلسطينيّة، ومن لا يَشكُر النّاس لا يَشكُر الله.
التعليقات
عبدالقادر الجزائريToday at 8:26 am (2 hours ago)
إلى المغربي معتز، الحدود لن تفتح وتهدر على ميني ستة راه في طابور التطبيع من استقبل شيمون بيريز الإرهابي.
نديم من الجزائرToday at 8:02 am (2 hours ago)
بعض التعليقات من الإخوة تدل علي غيرة وحقد دفين ضد الجزائر٠ويريدون من إنقاص موقفها مع فلسطين لكن هذه محاولة فاشلة وبائسة٠ لم ننسي ما قاله السيد بوريطة الذي رحب بصفقة القرن وقال إنّ المغرب لن يكون فلسطيني أكثر من الفلسطينيين والإخوة يعرفون جيدا أنّ المغرب للأسف سوف يطبّع قريبا، نحن في الجزائر فلسطينيين أكثر من الفلسطينيينن٠والرئيس العربي الوحيد الذي تكلم بالأمم المتحدة بكل وضوح لمساندة الشعب الفلسطيني هو الرئيس الجزائري٠ لا داعي إذا للتجريح وشتم الجزائر يوميا٠ رجائي النشر
علي الشمريToday at 6:52 am (3 hours ago)
الشعوب العربية المغاربية هذه مضارب الأحرار والشرفاء والمجاهدين الأوائل، وأينما تجد الأحرار والشرفاء تجد فلسطين والعكس هو صحيح تماما!. هذه الشعوب يسري في قلوبها وعروقها الحب والوفاء والإخلاص للقدس وفلسطين، إنها مشاعر حب وعشق مغاربي لفلسطين تكسر الحجر. المغرب، حين يخرج الشعب المغربي للتظاهر والتضامن مع الشعب الفلسطيني، ترى عشرات ومئات الآلاف من البشر في المظاهرات. أيضا، يكفي أهل المغرب الحبيب فخرا واعتزازا أنّ ربع جيش صلاح الدين الايوبي الذي حرر القدس من الصليببين كان من المغاربة، وباب المغاربة في القدس إلى اليوم يشهد لهؤلاء الأحرار ويحن إلى عودتهم.
إلى الجزائر بلد المليون شهيد،القائد الشهيد ياسر عرفات كانت له عبارة مشهورة يرددها لرفاق دربه وقت المحن وعند الشدة وحمي وطيس المؤامرات وكان يردد “كلما ضاقت بكم الدنيا اذهبوا إلى الجزائر” وقفة اخرى، وهذا المنظر حقا أبكاني وإليكم العنوان من إحدى الصحف.
إقتباس: “في حالة نادرة وربما وحيدة في تاريخ كرة القدم، قام الجمهور الجزائري “صاحب” أرض ملعب “5 جويليه” بتشجيع فريق الخصم في مباراة ودية جمعت بين المنتخبين الفلسطيني والجزائري في العاصمة الجزائر”انتهى الإقتباس - أعضاء الفريق الفلسطيني نزلول إلى الملعب يضعون عصبة اليد وكانت شارة العلم الجزائري (ليس العلم الفلسطيني). قبل بداية المباراة، تويتر شهد تغريدات جزائرية تتوعد فريقهم فريق الجزائر في حال فوزه على فريق فلسطين. إقتباس آخر عن سير المباراة. “وكانت اللحظة التاريخية في الدقيقة 62 من المباراة، عندما سجل أحمد أبو ناهية هدف الفريق الفلسطيني، فانفجرت مدرجات الملعب بهتافات المشجعين الجزائريين، للاعب الذي سجل على فريقهم”…تحياتي إلى أحرار الأمة.
أبو عيسىToday at 5:44 am (4 hours ago)
مع فلسطين ظالمة أو مظلومة لآخر رمق ،،،،،
مصطفی صالحToday at 5:41 am (4 hours ago)
نشکرها و نعتزَ بها ولکن نقول لا یکفي! نطالب عودتها قویة کما عهدناها ووسیطا نشیطا حکیما والکف عن هذه العزلة المتعمدة والإنکماش إلی الداخل والإنشغال بقضایا هامشیة یریدون شغل العرب المغرب عموما بها کما شغلوا عرب المشرق بالبعبع الإیراني وفازوا بالإبل والخیل والبغال والحمیر.. ورحم الله کاتبنا الشجاع الجزائری القاسمي الحسنِي وأدخله فسیح جناته..
يمكن لمتابعي هذا الموقع الاستفادة من محتوى مخزون خبرة التعليقات الوطنيةToday at 4:55 am (5 hours ago)
يمكن لمتابعي هذا الموقع الاستفادة من محتوى مخزون خبرة التعليقات الوطنية الصادقة من خلال كل الأرشيف فيه خلال سنوات وتخزينهم لها لاعادة نشرها اليكترونيا في كافة المجالات للدفاع عن قضايا الأمة العربية والشعوب العربية فقضايا الأمة شأن عام وهو حق ليس فيه حق تأليف طالما الهدف المصلحة العامة لفلسطين والعرب.
Useless EaterToday at 4:43 am (5 hours ago)
إخوتنا في الجزائر لم يبخلوا ولن يتخلوا عن القضية الأم قضية فلسطين رغم كل ما يعانونه من صعوبات. بارك الله بالجزائريين وبالجزائر أرض الأحرار والشهادة والعزة والكرامة ونحيي قادتكم الشجعان على هذه المواقف النبيلة والأخلاقية في وقتنا العصيب، ندعوا الله أن يحمي الجزائر الشقيقة الكبرى وإخوتنا الجزائريين جميعاً، مواقفكم مشرٌفة.
معتزToday at 4:10 am (6 hours ago)
المبادئ لا تتجزأ بمعنى أنّ من يدعي دعم قضية فلسطين ضد الإحتلال الإسرائيلي عليه ألّا يدعم جماعة وهمية تريد احتلال جزء من أراضي شقيقتها، وعليه ألّا ينفق مليارات الدولارات على تسليح البوليساريو نكاية فى المغرب، والعجيب أنّ معظم القراء الجزائرين هاجموا مصر كثيرا على صفحات تلك الجريدة لأنها أغلقت الحدود مع غزة لعدة أعوام رغم أنه تحسنت علاقة مصر مع حماس فيما بعد ومعبر رفح الآن تتم إدارته بين مصر وداخلية حماس، بينما الجزائر تغلق الحدود مع المغرب لمدة 26 عام حتى الآن بدون مبرر حقيقي، ولم تستجب لأي نداء من المغرب من أجل إعادة فتحها مرة أخرى ولم تراعي أي مصالح اقتصادية أو سياسية، فقط كراهية للمغرب.
ابو شكمهاToday at 2:14 am (8 hours ago)
بارك الله فيك أبا خالد على هذا المقال الذي يعبر عن موقف كل فلسطيني وكل عربي شريف.
أمّا عن التعليق من الأخوة القراء فهو يثني عليه وعلى الكاتب الغيور إلّا من المدعو مصطفى فقد رد عليه الكثير خصوصا من أحمد/الجزائر ومن هواري بومدين ردا رائعا وفي الصميم.
أما تعليق الاخ سعيد فلا علاقة له بالمقال.
معروفToday at 12:54 am (9 hours ago)
سوف لا تنشرون، لكن نطالب بالأفعال و ليس بالكلام، هكذا تكلم “قادتنا” ونددوا إلى أن أصبح الكثير منهم اليوم مطبعون، أليس كذلك يا رأي اليوم؟ فلسطين ستبقى بوصلة كل عربي ومسلم ولا أقبل شخصياً إلّا بمن يفعل، وليس بمن ينادي فقط، بتحريرها من النهر الى البحر!
لواء العروبةToday at 12:25 am (10 hours ago)
على مسؤولي لبنان زيارة دمشق فورا أيضا والتي حمت لبنان وقدمت تضحيات لسنوات. وعلى باقي الدول العربية الوطنية كل بقراره السيادي ولا ضرورة لما سمي الجامعة كالجزائر ومصر والعراق وتونس أيضا زيارة دمشق عاجلا وأن لا يرضخ أحد لأجندات العدو الإسرائيلي والأمريكي فالتضامن العربي الصادق أهم شيء أمّا من خرّب جامعة الدول العربية بالمال السياسي فلا مكان له مطلقا ولا تهتم به الدولة السورية ولا يجب أن يستجيب له أحد بعد الآن فلقد تبينت الحقائق بالمؤامرة الاستعمارية على سورية خلال 9 سنوات. والشعوب تراقب باستمرار.
اصوات الشعوبToday at 12:23 am (10 hours ago)
الآن مطلوب من الأنظمة العربية الوطنية تنفيذ القرارات الملزمة التالية فورا والشعوب تراقب باستمرار:
أولا الإنسحاب الجماعي من ما سمي جامعة عربية واستبدالها بمجلس التضامن العربي ومنع دخول المطبّعين إليها قطعيا مع تقليص عدد موظفيها إلى النصف.
ثانيا مقاطعة اقتصاد وسياحة نظام دويلة محمد بن زايد والبحرين وأمثالهم إلى الأبد.
ثالثا تحميل المطبّعين المسؤولية الكاملة عن أي تجسس إسرائيلي أمريكي عن الدول العربية المحيطة وذلك باعتبار المطبّعين أهداف مشروعة للبنية التحتية من قبل اليمن الوطني وإيران.
ساحة النقاش