إلهان عمر مخاطبة ترامب.. تدير دولة وكأنك في الثامنة من العمر!
<!--<!--
الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٩:٠٩ بتوقيت غرينتش
المتابع لخطابات وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخاصة تلك التي ينتقد فيها خصومه السياسيين في أمريكا، يخرج حتما بنتيجة مفادها أنّ الرجل إما يعاني من عوق ذهني أو يعاني من عنصرية طاغية، رغم أنّ العنصرية تندرج أيضا في خانة العوق الذهني.
بات من الصعب رصد تصريحات ترامب العنصرية الكرهية والمنافية لأبسط القيم الأخلاقية والإنسانية، بل والمتناقضة مع بديهيات القيم المجتمعية التي يجب أن تكون الرابط الجامع لأفراد أي مجتمع، والتي كان التفوه بها، قبل ظهور ترامب في المشهد السياسي الأمريكي، يعتبر جريمة أو جنحة يعاقب عليها القانون.
من الواضح أنّ أمريكا تعيش أزمة تتجاوز السياسة إلى المجتمع لتهدد وجوده وديمومته، فعندما يسمح المجتمع لرئيسه أن يصنف المواطنة والإنتماء الوطني وفقا للون البشرة، أو لقرب وبُعد هذا المواطن من الرئيس، وأن يتم هذا التصنيف باستخدام أسوأ ما في القاموس من شتائم وسُباب، فهذا يعني أنّ المجتمع مريض ويعاني وقد ينهار في أي لحظة.
بالأمس عاد ترامب إلى هوايته المفضلة في مهاجمة البرلمانية المسلمة المحجبة إلهان عمر النائبة عن ولاية مينيسوتا أمام حشد انتخابي كبير في ولاية بنسلفانيا، انطلاقا من عنصرية وقحة بعيدا عن أي منطق سياسي، فالنائبة إلهان عادة ما تنتقد أسلوب إدارة ترامب، إلّا أنّ الأخير وبدلا من أن يرد عليها وفقا لذات المنطق السياسي، يستخدم ذات الخطاب العنصري المقزز المعروف عنه، حيث يبدأ بمعايرتها ببشرتها السمراء أو بالبلد الذي أتت منه أو بديانتها أو حجابها.
من بين ما قاله ترامب أمس للنائبة الديمقراطية الأمريكية إلهان المنتخبة من الشعب الأمريكي وتحمل جنسية وجواز سفر أمريكي شأنها شأن ترامب:"لماذا تنتقدين الولايات المتحدة؟.. أنظري إلى ما أصبحت عليه، كيف حال بلادك؟ .. إنها تريد أن تخبرنا كيف ندير بلادنا"!!.
النائبة إلهان عمر، التي تصغر ترامب بـ 36 عاما، لم تسمح لنفسها الإنحدار إلى مستنقع ترامب الآسن، فردت عليه عبر تغريدة على تويتر قائلة:"أولاً هذه بلادي، وأنا عضو في مجلس النواب الذي قام بعزلك، ثانياً لقد هربت من الحرب الأهلية عندما كنت في الثامنة من عمري، ولكنك تدير دولة وكأنك في الثامنة من العمر!".
أخيرا، كيف يمكن لرئيس دولة أن يسمح لنفسه بالتفوه بمثل هذا الكلام العنصري الصارخ لو لم يعلم أنّ هناك من سيطرب لهذا الكلام ويؤيده؟، وكيف يمكن لرئيس دولة قائمة على المهاجرين منذ تاسيسها، أن يطعن بوطنية مواطنة أمريكية مهاجرة مثله، لمجرد أنها جاءت من الصومال؟، من الواضح أنّ العنصرية لا تنحصر بترامب أو بمن هم على شاكلته، فهذا المرض الإنساني والاجتماعي الخطير يعاني منه قطاعات واسعة من الشعب الأمريكي، وإلّا لما كان بإمكان رجل معتوه وعنصري بهذا الشكل الفاضح أن يصل إلى البيت الأبيض.
ساحة النقاش