عون:"لبنان يتجه نحو جهنم".. البعض يريد ذلك
<!--<!--
الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٣:٥٦ بتوقيت غرينتش
لا يمكن المرور على كلام رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون حول الوضع في لبنان وكلمته بأن لبنان يتجه نحو"جهنم"إذا لم تحل أزمة تشكيل الحكومة، دون الوقوف عندها مطولا. فالرئيس اللبناني حين يخرج بهكذا تصريح هذا يعني أنّ الوضع لم يعد يحتمل أي تأخير أو بالأحرى تعطيل وعرقلة والدفع باتجاه "جهنم".
العالم - قضية اليوم - حسين الموسوي
طبعا المشكلة في لبنان لا تتعلق حصرا بكارثة انفجار مرفأ بيروت، كما أنّ الحل لا يرتبط حصرا بمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. القضية تعود إلى عقود من الأزمات وتحتاج إلى تعاون وجهود استثنائية للخروج منها. لكن الواضح من مسار النشاط السياسي في الأشهر الأخيرة هو أنّ هناك من لا يريد الحل، أو يريد الحل على مقاس مصالحه السياسية الخاصة، وبالتالي لا مانع لديه من أخذ البلد إلى الهاوية إذا لم تتحقق مصالحه هذه.
البعض يحاول حصر مشكلة تشكيل الحكومة بوزارة المالية وإصرار رئيس البرلمان نبيه بري على أن تكون لوزير من طرف"الثنائي الشيعي"أي حزب الله وحركة أمل. لكن تصوير المشكلة بهذا الشكل نوع من الغباء والاستغباء للشعب اللبناني.
التحركات السياسية في الملف اللبناني (سواء من الاطراف الداخلية او الخارجية) تشير بقوة الى مساعي لتمرير مخطط ينتج واقعا سياسيا مختلفا، والمختلف فيه استبعاد "الثنائي الشيعي" ومعه تيار رئيس الجمهورية إذا اقتضى الأمر، ولما لا ضرب هذا الثلاثي من خلال العمل على إنهيار التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله. هذا الاستبعاد يستهدف أيضا وبطبيعة الحال قوى أخرى في محور المقاومة. فمنذ البداية كان هناك أطراف تعارض مبادرة ماكرون وصوبت عليها بعد عودة الرئيس الفرنسي إلى بلاده، وعملت لضربها متلطية بعنوان التعاون لإنجاح تشكيل الحكومة. والحديث هنا عما بات يعرف"بنادي رؤساء الحكومة"والذي يضم أسماء متهمة باختلاسات بعشرات المليارات.
هذا النادي اختزل كل المشاورات لتشكيل الحكومة واستبعد القوى السياسية الرئيسية لاسيما تلك التي تشكل أكثرية في البرلمان وأبرزها كتلة التيار الوطني وكتلتا حركة أمل وحزب الله. من هنا يمكن الإنطلاق في فهم السيناريو الذي يرسم للبنان وهو ترسيخ واقع جديد يستبعد هذه القوى تحت التهديد والوعيد بالعقوبات والضغط الاقتصادي والخسائر التي مني بها لبنان نتيجة انفجار المرفأ. في ظل كل ذلك بات لزاما أن تذهب الأمور في اتجاه إنقاذ البلد عبر وضع صيغة جديدة وفي هذا السياق لا بد من الاتي:
اولا: تعاون كل القوى السياسية لانتاج الحكومة الجديدة، وهذا يستدعي إخراج عملية التشكيل من أيدي أعضاء نادي رؤساء الحكومة، خاصة وأن معظمهم لا يمتلكون أي شرعية قانونية للمشاركة في التشكيل ولا يحظون بأي شرعية شعبية أو تأييد لدى الشارع اللبناني. ويجب أن تعود عملية التأليف إلى السياق القانوني بعيدا عن استقواء هذه الأطراف بالقوى الدولية.
ثانيا: البدء بعملية معالجة الوضع الاقتصادي الذي ينذر بكارثة قد تطول تبعاتها لسنوات طويلة. وفي هذا السياق لا بد من البدء بمحاربة الفساد واستعادة الليرة اللبنانية قيمتها ما يساهم في اعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني وبالتالي عودة الاستثمارات
ثالثا: البدء بالعمل على وضع صيغة سياسية جديدة تشمل معالجة الأزمات التي يعاني منها لبنان منذ عقود. وهنا لا بد من التأكيد على تضمين الصيغة هذه حق لبنان بمقاومة الإحتلال ورفض التطبيع مع الاحتلال، والمطلب الأخير ضروري لأن تمرير التطبيع ولو تحت الطاولة كان ضمن المشروع الذي يعمل عليه عبر بعض القوى والواقع السياسي الذي حاولت تمريره وفرضه على المجتمع اللبناني
كلام الرئيس اللبناني حول توجه لبنان نحو جهنم لم يأت من العدم. وليس من باب زيادة التشاؤم لكن في لبنان هناك من يريد أخذ لبنان إلى الهاوية وإيصاله إلى جهنم، حتى لو كان ذلك عبر الفتنة والحرب الأهلية والانهيار الاقتصادي. لكن ما يتوقعه كل لبناني اليوم هو أن يقوم من حمى لبنان عسكريا وميدانيا بحمايته سياسيا واقتصاديا.. وهذا يشمل كل القوى المؤمنة بوحدة لبنان وتنوعه.
ساحة النقاش