<!--<!--
الأحد ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٠ - ١١:٣١ بتوقيت غرينتش
لبنان ساحة لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية في لحظة اشتباك كبرى لا ترحم، ولا مكان فيها إلّا للكبار، وكل الخوف أن يذهب لبنان فرق عملة في عجقة استحقاقات رئاسية أميركية ومشاغل فرنسية داخلية وتطبيع خليجي مع العدو الإسرائيلي.
العالم - مقالات وتحليلات*رضوان الذيب - الديار
وتوترات كبرى بين تركيا واليونان والإتحاد الاوروبي مفتوحة على كل الإحتمالات مع إبرام اليونان لصفقات شراء أسلحة بمليارات الدولارات، إلى تحضيرات لحرب مصرية تركية ساحتها ليبيا، إلى الخلافات حول سد النهضة وجفاف مصر إلى سوريا وفشل كل مبادرات الحلول وبداية خلاف تركي روسي ظهر في الإجتماعات الأخيرة تمثل بانسحاب الروس من الدوريات مع تركيا على طريق حلب اللاذقية وطلب روسي واضح من الأتراك بتخفيف نقاط المراقبة في إدلب ورفض أنقرة لهذا المطلب .
إضافة إلى مراوحة اجتماعات لجنة الدستور في جنيف وعودة التوتر العسكري إلى إدلب، بالإضافة إلى الاستحقاق الكبير في تموز عام 2021 مع انتهاء الولاية الرئاسية للرئيس بشار الأسد وإجراء انتخابات رئاسية تضغط أميركا وأوروبا كي تكون تحت إشراف دولي ومشاركة النازحين السوريين في الاستحقاق لاعتقاد أميركا وأوروبا أنّ النازحين سيقترعون ضد الرئيس الأسد.
وحسب ما تسرب فإنّ الروس أكدوا للسوريين بأنّ الأحاديث عن حكم انتقالي ومرحلة انتقالية تسبق الإنتخابات الرئاسية غير صحيح ولم يطرح مطلقا، ومن الممكن أن تذهب الأمور إلى إجراء تعديل دستوري والإستفتاء عليه خلال شهر آذار، وانتخابات لمجلس الشعب في أيّار، وحكومة جديدة وانتخابات رئاسية في تموز مع ترشح الرئيس الأسد لولاية جديدة، وكل ذلك يندرج حسب القرار الدولي 2254، لكن السوريين كانوا حاسمين لجهة التمسك بالدستور وعدم القبول بأي أمر خارج النص الدستوري، وهذا سيفتح الوضع السوري على كباش روسي أميركي بكل ما توفر لهما في سوريا.
هذه الاستحقاقات السورية سيكون لها تداعيات على لبنان ولا يمكن أن يواجه لبنان هذا الحدث في مثل هذا الإهتراء، ومن يضمن أن لا يكون الكباش على الساخن وليس على البارد، كما أنّ ذلك يفرص على إيران وروسيا والصين تحصين دمشق، وبدأ الروس عمليا في هذا الإجراء بعد زيارة أكبر وفد إلى دمشق منذ 2012 منذ أسبوعين وعقدوا اتفاقيات، وأبلغ الروس القيادة السورية أنهم يحضّرون لعقد مؤتمر دولي للدعم من الأصدقاء، بالإضافة إلى تزويد الجيش السوري بأحدث الأسلحة وصاروخ «هرميس» القادر على تدمير10 دبابات في وقت واحد، ويصل مدى الصاروخ إلى 100 كلم، وهذه الصواريخ قادرة على وقف أي هجوم تركي، وتزامن ذلك مع إعادة تحديث سلاح الجو بطائرات«ميغ 29»، والصواريخ باتت في عهدة الجيش السوري.
وسألت مصادر سياسية، تخيلوا حصول مثل هذه الأحداث في سوريا، وفي لبنان حكومة من دون حزب الله ويتحكم بسلطة القرار فؤاد السنيورة وغيره، وعندها كيف سيتعامل لبنان وما هو موقفه؟ ومن يظبط البوصلة؟ ولذلك لا يمكن تشكيل الحكومة اللبنانية دون أخذ هذه التطورات في الإعتبار مع شعار عزل لبنان أو تحييده عن محيطه؟ وهل يمكن أن يكون بريئاً مما يجري من استهداف للثنائي الشيعي ومحاولات إقصائه عن سلطة القرار مع هكذا تطورات؟ ولماذا الآن؟ حتى أنّ البعض في الداخل ذهب في تحريضه وحربه ضد حزب الله أبعد ما يريده ترامب وغيره؟ وربما يكون وليد جنبلاط هو الاستثناء من كل هذا الجنون كونه المدرك لتركيبة البلد وخطورة عزل أي طائفة.
وترد المصادر السياسية على الذين يهولون بالخراب والفوضى والإنهيار بأنهم حالمون وطالما القوة الأساسية في البلد، أي حزب الله، ترفض الإنجرار للفوضى وتخريب البلد، فإنّ محاولات الآخرين والحالمين ستفشل، وحزب الله قادر على منع انزلاق الأمور إلى الفوضى، فيما تهديدات الآخرين ليس لها أي صدى، وإذا كان البعض يعتقد أنه بالإستقواء بالخارج يتحقق الإنقلاب الداخلي فهو واهم جدا، وعليه إعادة حساباته وقراءة التطورات جيدا، وهذا التماهي الداخلي في الحرب على حزب الله مع الخارج ستكون له تداعيات أولها تمسك حزب الله وأمل بمواقفهما مهما كان حجم العقوبات والضغوطات التي بدأت منذ اللحظة الأولى لانطلاق الحزب، وكذلك منذ اليوم الأول لثورة الإمام الخميني (س) وكلها لم تمنع من أن تصبح طهران اللّاعب الأول على مساحة العالم.
وتؤكد المصادر، أنّ طريق تأليف الحكومة بات واضحاً ومعروفاً، والمأزق لبناني شامل، ولا فراغ بوجود حكومة حسان دياب والذين ينعون البلد عليهم أن يسألوا من أوحى للرئيس دياب بتأجيل زيارة المرفأ لكشف ما يحتويه العنبر 12؟ من سحب هذا البند عن جدول أعمال مجلس الدفاع الأعلى؟ من أخفى التقارير؟ أين أصبح استدعاء الوزراء السابقين للاشغال؟ أين ستنتهي التحقيقات؟ لماذا لم يسلم الفرنسيون والأميركيون صور الأقمار الاصطناعية بحجة أنها كانت مصوبة باتجاه دول أخرى؟ وغيرها وغيرها من مئات الأسئلة، وكل هذا الغموض مقصود للاستثمار ضد حزب الله، فهل هكذا يريد البعض بناء الدولة؟ والسؤال يبقى، لماذا كل هذه الحرب على حزب الله، وبالتالي على نصف الشعب اللبناني وأكثر؟ والجواب يبقى عند الأميركيين وحدهم، أما من في الداخل فليسوا إلّا فقاقيع صابون.
ساحة النقاش