حاملة طائرات أمريكية تدخل الخليج الفارسي.. شكراً ترامب!
<!--<!--
السبت ١٩ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٤٣ بتوقيت غرينتش
صفعة جديدة وقوية وجهتها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا يوم أمس الجمعة لمحاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، لإعادة فرض كل العقوبات الأممية على إيران، وذلك عندما وجّهت هذه الدول رسالة إلى مجلس الأمن أكّدت فيها أنّ "أي قرار أو إجراء لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران سيكون بلا أي أثر قانوني".
الرسالة التي وجهها الثلاثي الأوروربي، والمعروف تاريخيا بأنّه من حلفاء أمريكا التقليديين، جاءت قبل يوم واحد فقط من الموعد الذي حدده بومبيو، وهو العشرين من أيلول سبتمبر، لإعادة فرض العقوبات على إيران، الأمر الذي سيجرد أمريكا من أي غطاء دولي وقانوني في مواجهتها مع إيران. الموقف الأوروبي الواضح والحازم جاء تعضيدا للموقفين الروسي والصيني، الرافضين لسياسة الاستفراد الأمريكي بالقرار الدولي، حيث اعتبرت روسيا نهج الإدارة الأمريكية المناهض لإيران بأنه عديم الجدوى، وأنّ إجراءات الحظر الأمريكية ضد طهران لن تؤتي ثمارها، بينما لم تنفك الصين عن التأكيد على أنّ محاولات أمريكا العقيمة لفرض الحظر على إيران تتعارض مع رغبة مجلس الأمن الدولي.
انصياع ترامب الكامل لصهره كوشنير، الذي يعتبر رجل"اسرائيل"القوي في إدارة عمه، هو الذي جعل ترامب يندفع بشكل أهوج ويقرر الإنسحاب من الاتفاق النووي حتى من دون أن يقرأه، اعتمادا على نفوذ أمريكا وهيمنتها على المحافل الدولية، واتكالا على الموقف الأوروبي والغربي المساند دوما للسياسة الأمريكية، وثقته بالعقوبات القصوى وتأثيرها على إيران والتي ستدفع طهران في الأخير للرضوخ لإرادة الثلاثي نتنياهو كوشنير ترامب.
مرت قرابة ثلاث سنوات على الفعل الأحمق لترامب، فلم تقف أوروبا إلى جانب أمريكا، ومازالت روسيا والصين على موقفهما الرافض من سياسة ترامب إزاء إيران، وأخذ العالم يشهد تمردا للمحافل الدولية على هيمنة أمريكا، التي لم تجد في مجلس الأمن الدولي من يقف إلى جانبها سوى الدومنيكان! فباتت تعاني من عزلة لم تمر بها منذ الحرب العالمية الثانية، وقبل كل هذا وذاك لم ترضخ إيران للحظر الأمريكي الظالم، وبقيت تقاوم الإرهاب الاقتصادي الأمريكي الذي كان ومازال يهدف إلى تجويع الشعب الإيراني عبر حرمانه حتى من الغذاء والدواء.
إنّ الموقف الأوروبي والموقفين الروسي والصيني وتمرد المحافل الدولية على هيمنة أمريكا، والعزلة البائسة والذليلة التي تعيشها الأخيرة، كلها تعود إلى سبب واحد، وهذا السبب يتلخص بالسياسة الإيرانية الحكيمة والمسؤولة والتي نجحت في إظهار الوجه القبيح لأمريكا في تعاملها مع الشعوب، واستخدامها للمحافل الدولية ونفوذها الاقتصادي والسياسي لشرعنة سياستها الأحادية الجانب، في تجاهل صارخ لمصالح دول وشعوب العالم.
لم يعد يفصل العالم عن تهديد بومبيو إلّا يوم واحد، فمن المقرر أن يضغط بومبيو على "الزناد" يوم غد الأحد، إلّا أننا نعتقد جازمين أنّ لا رصاصة ستنطلق من سلاحه الصدىء، فالعالم والسياسة الإيرانية الذكية جردته من أي سلاح، فلم يعد أمام بومبيو إلّا أن يمارس سيده ترامب هوايته المفضلة في الإنسحاب من الأمم المتحدة أو قطع التمويل الأمريكي عنها، أو الكشف عن وجه البلطجي بأبشع صوره، عبر التهديد بإرساله حاملة طائرت وبوارج حربية إلى الخليج الفارسي لتهديد العالم من "مغبة" التعامل مع إيران، ولكن فات ترامب وبومبيو أنّ هناك في إيران رجال يتدربون منذ عقود على كيفية قنص حاملات الطائرات الأمريكية "رمز" البلطجة الأمريكية، فشكرا لترامب على منحه هؤلاء الرجال فرصة تنفيذ عملية قنص حاملات طائراته وليست مجسماتها.
ساحة النقاش