أميركا وسياسة العصا والجزرة.. جوّع كلبك يتبعك..
<!--<!--
الخميس ١٧ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٦:١١ بتوقيت غرينتش
يقال أنّ ما صرح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وجود ست دول واقفة في طابور التطبيع المذل مع الكيان الإسرائيلي، أكده مستشاره"الصهيوأميركي"جاريد كوشنر وأوضح أنّ السعودية هي من بين تلك الدول الست التي قصدها ترامب في خطابه.
قال كوشنر إنّ المملكةَ السعودية شهدت تغييرات كثيرة خلال السنوات الثلاث الماضية، وأنّ الرئيس ترامب عمل على مقربة من الملك سلمان، مشيرا إلى أنّ الكيان المحتل يشترك مع السعودية في المواقف تجاه إيران.
ليس من جديد في ما صرح به ترامب ولا كوشنر فالتطبيع الحقيقي (السري) تم من زمن بعيد بين هؤلاء الحكام والكيان الإسرائيلي" وبضغط اميركي، الجديد فقط هو تحويله إلى إعلان رسمي لاستثماره في الإنتخابات الأميركية والإسرائيلية، ليدخل بعد ذلك في أرشيف الولايات المتحدة المضمخ بدماء البشر المؤرشف لسلسة اعتداءاتها بحق شعوب العالم.
قطاع طرق وقراصنة..
دور الولايات المتحدة منذ نشوئها يبتني سياسة الإستحواذ والنهب والسلب بقوة السلاح أو يتوسل بما يسمى بسياسة "آخر الكي" ومنه (التجويع) كما نشاهده ونعيشه اليوم على أرض الواقع، في إجبار حكام محميات خليجية على إعلان التطبيع مع العدو الصهيوني الذين اعترفوا به منذ سنين وأجبروا اليوم على إظهاره للعلن.
التجويع لا يعني فقط الغذائي بل يشمل السياسي والدبلوماسي والسيادي، فالمادة الغذائية الحيوية لكثير من حكام هذه الكانتونات الخليجية وعلى رأسها السعودية هي كرسي الحكم الذي يمارسون من خلاله الدكتاتورية وتكميم أفواه شعوبهم والأهم الحفاظ على مصالح أميركا وبريطانيا وأيضا "إسرائيل"، وذلك ما تهدد به أميركا اليوم الحكام الذين يجلسون على بالونات هوائية فارغة اسمها كرسي الحكم لا شرعية لها ولا سندا شعبيا وجماهيريا وأنّ انفجارها في أية لحظة رهن رضا أسيادهم عنهم، ورهن مدى سخط شعوبهم عليهم، وهم يعلمون ذلك جيدا، وليس من خيار لهم سوى اتباع أوامر مروضيهم.. وكما يقول المثل الدارج (جوع كلبك يتبعك)..
أرشيف معمد بالدماء
ابتداء من قتل ملايين الهنود الحمر أصحاب الأرض الأصليين للأميركيتين الذين قاوموا زحف واحتلال الأميركيين الأوروبيين منذ وطأت قدم كريستوفر كولومبس على أراضي القارة الأميركية عام 1492م، حيث بدأت الحروب بين المحتلين الأوروبيين والمقاومين من السكان الأصليين والتي أنهى خلالها المحتلون عصر المواطنين الأصليين الذين كانوا يعيشون في البراري مع بدايات القرن العشرين ليكون مجموع قتلى الهنود الحمر أكثر من 100 مليون إنسان، وقد تراكمت خلالها جثث أصحاب الأرض وجرت أنهار من الدم، إلى استخدام القنبلتين النوويتين في هيرزشيما وناكازاكي اليابانيتين (1945) ومقتل (140 ألف شخص في هيروشيما، و80 ألفا في ناغازاكي)، الى الحرب على فيتنام (1961- 1975) التي أعطت مليوني قتيل و3 ملايين جريح وما يناهز الـ12 مليون لاجئ، إلى احتلال أفعانستان ثم العراق، مسلسل دموي مارسته الولايات المتحدة لم يكن احتلال فلسطين من قبل الصهاينة إلّا جزء من سياستهم العمياء المبنية على الشطب على الإنسان وعلى كل من يخرج عن طوقها ورعاية مصالحها.
هل انتهت اميركا من تطبيع كل العرب والمسلمين؟
طبيعي لم تنته اللعبة بعد.. وتطبيع كم حثالة من حثالات الأعراب لن ينهي قضية فلسطين، ولن يثبّت أقدام المحتل الغاصب ويجعلها ختما شرعيا مبصوما إلى ما لا نهاية. إنّ ختم هؤلاء البعر المتخلف وبعيرهم الكبير الذي أشار إليه كوشنر على أنه المعني من قبل ترامب للإعتراف بالكيان المغتصب، لا يمثلون سوى أنفسهم، لا يمثلون أحدا من الشعوب العربية الرافضة أساسا لوجود الإحتلالين الصهيوني والأميركي لكل المنطقة، ومصير هؤلاء قريبا إلى مزابل التاريخ.
النهج الأميركي المبني على ترسيخ الظلم والوقوف مع الظلمة نهج سياسي بائد قديم لن يدوم إلى ما لانهاية مع تحرر الشعوب وانعتاقها من بوتقة الاحتلال والإرهاب والحديد والنار تلك السياسات التي انتهجها هؤلاء الحكام المطبعون، وشعوبنا أهل لذلك وأقوى من كل هؤلاء الطغاة الذين تفرعنوا وباتت أيامهم معدودة، وعلى حد قول رئيس وزراء باكستان عمران خان، إنه "لا جدوى من الإعتراف "بإسرائيل" أو التطبيع معها لأن أصحاب القضية يرفضون ذلك"، وأصحاب القضية والشعوب الحرة في المنطقة لن يتخلوا عن قضيتهم الأولى حتى لو سالت أنهار من الدماء.
ساحة النقاش