سقطت اوراق التوت.. شكرا ترامب

<!--<!--

“رأي اليوم” كمال أبو طلب - تورنتو – كندا

شكرا للرئيس الامريكي دونالد ترامب: خلال مدة ولايتك التي شارفت على نهايتها والتي لعبت بها مثل مهرج السيرك وكالساحر المحترف قد أظهرت لنا أخيرا العدو من الصديق.

شكرا ترامب لأنك جعلت اللعب فوق الطاوله وليس تحتها واحتفظت بورقه الجوكر ليسقط الأقزام واحدا تلو الآخر من حكام العرب فتنكشف سوئاتهم وتعريهم  تماما أمام شعوبهم.

شكرا ترامب..لأن المتاجرة بالشعب الفلسطيني من قبل النظام الرسمي العربي قد انكشفت حبائله فلسطينيا وعربيا ودوليا  فلم يعد حاكم مارق يتاجر بدماء الشعب الفلسطيني أو يدعي شرف حماية القضيه الفلسطينيه فقد ظهروا لشعوبهم بدون شرف وبدون كرامة وطنيه وبدون أخلاق ولمن لا يصدق هذا أنصحكم بأن تقرأوا كتاب الدم والنفط الذي صدر حديثا في الأسواق الأمريكيه لتدركوا ما أقول.

شكرا ترامب.. لأن كل خطواتك الرعناء قد طهرت الشعب الفلسطيني من كل الطفيليات الملتصقة على ظهره وتوقفت المتاجرة بإسمه منذ أكثر من سبعين عاما قد سقطت وأصبح يدرك أهمية قراره المستقل بعيدا عن المتاجرة وحرف البوصلة عن تحرير فلسطين.

شكرا جزيلا ترامب.. فبفضلك قد زالت الغشاوة عن العيون العربية الأصيلة لتعرف عدوها من صديقها ولتظهر أنظمة الحكم العربية بأبشع صورها وليزداد وعي الشعوب العربية لتدرك أنها ما كانت يوما تعيش في أوطان ولَم ترفع يوما إلّا رايات من صنيع المستعمرولَم تكن حرة إلّا ضمن حظائر صنعها المستعمر ووكلائه  الحكام العرب.

من صميم قلبي أهنىء الشعوب العربية على إنكشاف أنظمة الحكم  التي شكلها الإستعمار في نفس الوقت لتكون رديفا  قويا داعما للمشروع الصهيوني في المنطقه العربيه منذ أكثر من مائة عام.

هذه الأنطمة العربية  التي تماهت مع المشروع الأمريكي الصهيوني بالسيطرة على كل أرض وفضاء العرب من المحيط إلى الخليج.

أيها العرب الشرفاء  لقد آن الأوان  أن تدركوا  أنّ الدول التي وقعت اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني  هم إخوة لكم ولا يضرّهم أنّ الحاكم العربي قد  اتخذ قراره بالإنبطاح تحت أقدام الصهيونيه  فجميع هذه الشعوب تشترك معكم بالهم والمعاناة من الأنظمه المعيّنة  الجاثمة على  صدرها.

وفي هذا المقام إنني أوجه التحية إلى الشعب المصري العظيم الذي لم يطبّع مع الكيان الصهيوني منذ أكثر من أربعين عاما وكذلك الحال بالنسبه إلى الشعب الأردني الأبي  الذي رفض كل اتفاقيات الذل والعار من وادي عربة إلى كامب ديفيد بالرغم من ضنك العيش الذي يعاني منه ويبتزه كل عربان الخليج  بلقمة عيشه لكسر إرادته وإذلاله لأنه الرديف لشعب فلسطين.

وغني عن القول أنّ شعب فلسطين  قد عانى الذل والهوان بسبب اتفاقيات أوسلو المذله والتي أوقعت معظم قيادات منظمة التحرير إما خيانة أو غباء بفعل الإحتراف الصهيوني بكسب التنازلات حتى لم يتبقى للسلطه ما تتنازل عنه غير أن تحمل نفسها وتختفي.

أما وقد أصبحت اللعبة مكشوفه فلا ضير أن نوجّه أصابع الإتهام مباشرة إلى نظام الإمارات  الذي مارس أقذر أنواع السياسات ليس ضد شعب فلسطين فحسب وإنما ضد الشعب الصامد العظيم في اليمن هو ونظام إبن سلمان في أرض الحرمين، إننا نتطلّع إلى شعب بلاد الحرمين الأصيل  والشعوب المحبّة للسلام أن يتحركوا الآن لوقف هذه المهازل التي تدمر اليمن وليبيا والعراق والسودان وسوريا.

إننا نتطلع إلى  تفعيل المقاومه لهذه الأنظمة العميلة التي أضاعت ثروات  الشعوب العربية على مصالحها الشخصية ولَم تهتم بالتنمية البشريه لشعوبها ولَم ترفع من قدر شعوبها ولَم تبن دول يعتد بها ذات مؤسسات ودستور وحرية وديمقراطية بل بنت مزارع  وقصور لها ولأولادها سرعان ما تتهدم دولها مع أول انقلاب. والأمثلة على ذلك كثيرة.

المملكه العربيه السعودية  عاشت في رخاء بسبب النفط منذ اكتشاف النفط إلى أن أتى ترامب ودفعت له الجزية كاملة أكثر من أربعمائة مليار دولار جناها  ترامب  في دقيقه واحدة أسهل مما يجني فاتورة كهرباء من بيت في نيويورك على حد قوله.

هل يعقل أن تدفع السعودية المال  لترمب بيد ثم تذهب تقاتل باليمن طمعا بثرواته باليد الأخرى لماذا هذا الإعتداء السافر على الشعب اليمني الذي وصل الآن إلى حد المجاعة  كما ذكر اليوم مبعوث الأمم المتحدة ويحتاج إلى مساعدات  عاجلة من أجل الحفاظ على أرواح أبناءه.

نقولها بملىء الفم للسعودية والإمارات ولكل داعميهم ومشغّليهم كفى تقتيلا بالشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية، كفى تدخلا في ليبيا  ومصر والسودان من أجل صراعاتكم وأمجادكم الشخصية، كفى شيطنة لتركيا وإيران فهولاء جيران لنا منذ آلاف السنين ويجب أن نحافظ على جيراننا لا أن نحولهم الى أعداء لمصلحة من؟ نعادي إيران وتركيا  تحت شعارات خرقاء طائفية سنية أو شيعية أليس لحساب المشروع الصهيوني الأمريكي الذي يهدف للهيمنة على كل مقدرات الوطن العربي.

يجب أن ندرك أنّ إسرائيل هي العدو الوحيد ليس فقط للشعب الفلسطيني بل لكافة الشعوب العربية ولتركيا وإيران، منذ مائة عام لماذا لم تأخذوا بأسباب القوة أيها العرب الخليجيون ماذا فعلتم بالأموال التي ملئت جيوبكم بدل أن تستعملوها  لبناء أسباب القوة انفقتموها على ملذاتكم  ومصالحكم الشخصيه وهواكم والآن تطلبون الحماية من أمريكا وإسرائيل  وحماية مصيركم كما قال حاكم البحرين. هل تعتقدون أنّ إسرائيل سوف توفر لكم الحماية؟؟؟؟!!!!

خاب ظنكم وغشت عيونكم أليس فيكم رجل رشيد؟؟!! أنظروا حولكم إلى كل البلدان التي وقعت اتفاقيات العار مع إسرائيل  لقد تم تجويع الشعب المصري وتعيين حاكم  مسلط على رقاب المصريين فقط من أجل خدمة إسرائيل.

الشعب الأردني مربط باتفاقية وادي عربة المذلة وانفافية الغاز الفلسطيني المسروق  لتبيعه إسرائيل للأردن رغما عنه.

ألم تسمعوا نتنياهو اليوم في تصريحاته  واغتباطه بالاتفاقيات مع الإمارات والبحرين يَعِدُ كيّانه غير الشرعي  بمليارات الدولارات لسكان تل ابيب وليس لكم أيها الإماراتيون والبحرينيون بل لإسرائيل.

أخيرا: أقول لسلطة الشعب الفلسطيني من بعد هذه الإتفاقيات المذلة اليوم كل شيّء قد تغير  السلطه الفلسطينيه  تتحمل كل الآثام التي حصلت للشعوب العربية بسبب اتفاقية أوسلو لقد قدمت السلطة الفلسطينية المبرر لهذه الأنظمة لكي تتهور وتسقط في قاع التطبيع بلا حدود.

على السلطة الفلسطينية إن كانت شريفة أن تَحُلَ نفسها اليوم وتعتذر لشعب فلسطين وتسلم القيادة لجيل فلسطيني شاب نظيف وشجاع ليحمل راية المقاومة بلا حدود وبكافة  الأشكال ليرسم استرتيجية لتحرير كل فلسطين من البحر إلى النهر والشعب الفلسطيني قادر على ذلك ويكفي أن تروا صمود  غزة العزة لتدركوا إمكانيات شعب فلسطين غير المحدودة التي أرعبت نتنياهو وقطعان المستوطنين. وإن غدا لناظره قريب.