ترامب يذبح "نعاجه" من أجل البقاء
<!--<!--
السبت ١٢ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٥٣ بتوقيت غرينتش
قديما كنا نستغرب من العلاقة الوثيقة القائمة بين الانظمة الغربية وعلى رأسها أمريكا، التي تدعي الديمقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الانسان وحرية التعبير وحكم المؤسسات، مع أنظمة أسرية وقبلية متخلفة تعيش خارج التاريخ وتقطع رؤوس مواطنيها بالسيف، ولا تعترف بشيء إسمه دستور أو انتخابات، ولا تملك المرأة في ظلها بأي حقوق حتى في حدودها الدنيا، فما تحت الأرض وما فوقها هي لرأس القبيلة، إلّا أنّ هذا الاستغراب تلاشى، بعد أن شاهدنا كيف ساقت أمريكا زعماء تلك القبائل كالنعاج لذبحها من أجل أن يبقى ترامب في البيت الأبيض لأربع سنوات أخرى.
الغرب وعلى رأسه أمريكا يعلم أنّ من يتحكمون بالشعوب في الدول العربية وخاصة في الأنظمة الرجعية والمتخلفة والعميلة في الخليج الفارسي، لن يبقى لهم أثر في حال وجدت هناك آلية حتى لو كانت ساذجة للتعبير عن رأيهم، لذلك دعم ودافع عن تلك الأنظمة بكل ما يملك من قوة ضد شعوبها.
الدعم الأمريكي للأنظمة الخليجية كان قبل ترامب مصحوبا بشيء من التبريرات، مثل الدفاع عنها في مقابل "التدخلات والتهديدات الخارجية"، كما كان موقف أمريكا، "الرافعة دوما لواء الديمقرطية والحرية"!، من التظاهرات السلمية للشعب البحريني الذي خرج مطالبا بالديمقراطية والحرية، حيث وقفت بكل ما تملك من قوة إلى جانب نظام حمد بن عيسى الطائفي والإستبدادي والمتخلف، ودعمته وشجعته على قمع الشعب بالحديد والنار، وسمحت أيضا للسعودية والإمارات بغزو البحرين والتنكيل بالشعب البحريني.
الدعم الأمريكي للأنظمة الخليجية المتخلفة والمستبدة، تجاوز في عهد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب كل حدود المعقول، فلم تعد أمريكا مجبرة لتقديم تبريرات طويلة عريضة "عن التهديدات التي تتعرض لها تلك الأنظمة من الخارج"، فترامب اعترف للصحفي الأمريكي بوب وودورد، أنه انقذ ابن سلمان وتمكن من إقناع الكونغرس بأن يتركوه وشأنه، بعد تورطه في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بطريقة بشعة، في مقابل 400 مليار دولار تسلمها من ابن سلمان.
اليوم جاء دور الراعي الأمريكي للتضحية بالنعاج التي "سهر على راحتها" و "سمنها" لسنوات طوال، لتكون ثمنا لبقائه في البيت الابيض أربع سنوات أخرى، فالراعي ترامب لا يملك ما يقدمه من أجل البقاء في السلطة، سوى "نعاجه السمان" فقرر ذبحها عبر دفعها إلى "حظيرة التطبيع" فانساقت دون أدنى إعتراض وهي تطأطىء رأسها مشغولة ب "الإجترار".
رغم أنّ الخيانة والعمالة لا تحتاج لعذر، إلّا أنّ "نعجة إبن زايد" ارتضت الدخول إلى حظيرة التطبيع بذريعة وقف الضم، إلّا أننا لا نعلم ما هي ذريعة "نعجة إبن عيسى" التي دخلت بسببها حظيرة التطبيع، ولكن الذي نعلمه أنها لا تملك من أمرها شيئا، وعليها أن تتحرك تحت ضربات عصا ترامب، وهي عصا لن تكون بأكبر من عصا الشعب البحريني التي سينهال بها على رأس "نعجة إبن عيسى" يوما، ومثل هذا اليوم ليس ببعيد.
ساحة النقاش