هل لا تزال المقاطعة السلاح الأشد إيلاما لإسرائيل؟ عبد القادر ياسين: جهد المقل وأسلوب سلبي في الكفاح وعلى حكام الإمارات أن يجيبوا عن  سؤال: فيمَا كان تحالفكم مع إيران الشاه قديما ولمَا العداوة الآن! مصطفي الفقي: لا جدوى منها والدول العربية شبت عن الطوق والخليج ليس بحاجة إلى أوصياء عليه

<!--<!--

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:

أثارت موجة التطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني عددا من الأسئلة، منها: هل نجحت الدولة العبرية بمساعدة حلفائها من الحكّام العرب في نزع سلاح المقاطعة، وهو السلاح الذي كان- وقتا ما – أكثر إيلاما وأشد تنكيلا بإسرئيل؟ وما الخطوة التالية بعد أن تجاوزنا مرحلة التطبيع الى مرحلة التحالف، وهو الأمر الذي رحّب به قوم، واستنكره آخرون. وما هو رأي الشعوب العربية والإسلامية في المستجدات الأخيرة، وهل ستظل صامتة وإلى الأبد؟

 د. مصطفي الفقى سكرتير مبارك الأسبق للمعلومات قال: “رفع العرب سلاح المقاطعة الكاملة مع إسرائيل لعدة عقود وخصصت جامعة الدول العربية مكتبًا إقليميًا لهذا الغرض مقره فى العاصمة السورية دمشق، وتركزت فلسفة الخمسينيات والستينيات بل والسبعينيات أيضًا على أن المقاطعة الاقتصادية والسياسية هى أمضى الأسلحة لمواجهة سياسات إسرائيل العدوانية والاستيطانية والعنصرية، وأتذكر أن أستاذنا فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة فى ستينيات القرن الماضى الدكتور بطرس بطرس غالى كان يقول لنا: إنّ من أسباب استمرار جامعة الدول العربية هو قدرتها على الحيلولة دون صلح منفرد لإحدى الدول العربية مع إسرائيل، ولقد سألته يومها: وما هى الدولة الأقرب إلى مثل هذه الخطوة، أجاب دون تردد: ربما تكون لبنان بحكم موقعها الجغرافى ووضعها السياسى ودورها الاقتصادى الخدمى فى المنطقة، ثم مرت سنوات فإذا الخطوة تبدأ من أكبر دولة عربية بمبادرة ضخمة من رئيس مصر الراحل أنور السادات بعد نصر أكتوبر عام 1973 فكان سعيه لتوظيف نتائج تلك الحرب فى تحقيق السلام أمرًا لا بد منه، وعندما اكتشف أن ثمار السلام لا تتحقق وأن آلية التسوية السياسية تمضى ببطء كان قراره التاريخى زيارة القدس فى نوفمبر عام 1977، وهى خطوة أثارت جدلًا قوميًا وفتحت بابًا للخلافات العربية-العربية لعدة عقود واستعاد بها السادات أرض مصر دون أن يمس الحقوق الفلسطينية بأى التزام سلبى بل على العكس كان خطابه فى الكنيست من أقوى ما قيل دعمًا للقضية الفلسطينية، وكان من الطبيعى أن يتهمه العرب فى معظمهم بالخيانة، بل إنّ قطاعًا من المصريين تبنى الموقف نفسه وكانوا معارضين للسادات حتى أنّ نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية إسماعيل فهمى رفض الذهاب معه إلى القدس وآثر الالتزام بقناعاته التاريخية باعتباره دبلوماسيًا مصريًا مرموقًا يعرف أنّ القضية الفلسطينية هى قضية العرب الأولى وأن طريق السلام مع إسرائيل ليس سهلًا ولا مضمونًا”.

وتابع الفقي في مقاله بالأهرام بعنوان “في جدوى المقاطعة”: “الآن جاء الوقت بعد مماحكات وملامسات بين إسرائيل ودول عربية أخرى أرضها غير محتلة، فمصر والأردن لهما عذر قوى وهو أن أجزاء من أرضهما كانت محتلة ومن حقهما السعى حربًا وسلامًا لتحريرها واستعادة ترابها، ولكن دولة مثل موريتانيا وبعض دول الخليج العربى وربما السودان أيضًا بدأت تنظر فى الأمر بشكل مختلف وترى أن سلاح المقاطعة ليس هو السلاح الأكثر تأثيرًا، فضلًا عن أنه يمثل مادة للدعاية الإسرائيلية حول سلبية العرب ورفضهم الحوار المباشر والتعامل مع قضيتهم وكأنهم خارج دائرة العصر خصوصًا أن المقاطعة الدبلوماسية تعبر عن نمط متراجع فى العلاقات الدولية المعاصرة، فلقد كان ذلك أسلوبًا متبعًا منذ عدة عقود ولكن حالة الانفتاح العالمى وتطور وسائل الاتصال وتقدم تكنولوجيا المعلومات قضت كلها على هذا النمط التقليدى من التفكير، فالمهم حاليًا هو التمسك بالثوابت والنظر إلى جوهر القضية دون أن يكون ذلك على حساب سيادة الدول ودورها القومي”. وأبدى الفقي عددا من الملاحظات هي:

“أولًا: إنّ الدولة ــ أى دولة ــ هى كيان ذو سيادة يستطيع أن يتخذ من القرارات ما يراه متلائمًا مع البيئة السياسية المحيطة والمناخ الدولى العام بشرط ألّا يخرق التزامًا قوميًا قطعه على نفسه بمنطق التاريخ والجغرافيا، كما أنّه يتعين على الدولة التى تقوم بعملية اختراق سياسى ودبلوماسى أن تضع فى اعتبارها حماية أصحاب القضية وحقوقهم المشروعة والوضع فى أرضهم المحتلة، ولا أظن أن بلدًا عربيًا واحدًا سوف يخل بهذه الثوابت أو يتنكر لها.

ثانيًا: إن إسرائيل قد قطعت شوطًا طويلًا فى مجالات التطبيع الدولى خصوصًا على المستويين الإفريقى والإسلامى بل وقامت باختراق واضح لعدد من عواصم القارة السمراء بصورة علنية كما تحقق لها قدر كبير من التطبيع لم يكن متاحًا منذ عدة عقود، ولذلك فإن حجم الصدمة لا يصل فى حدّته إلى درجة تلك الصدمة التى أحدثتها اتفاقيات كامب ديفيد فى وقتها والحملة الضارية التى تعرض لها الرئيس الراحل السادات والقطيعة التى جرت بين العواصم العربية والقاهرة بدعوى أن ما جرى هو تصفية للقضية الفلسطينية وانتهاك للمسلمات وعبث بالثوابت، ولكن أثبتت التجربة بعد ذلك أن التطبيع لا يعنى التساهل فى مفردات القضية أو التفريط فى ثوابتها بل هو أمر قد يكون سببًا فى تسهيل التعامل وتيسير أسباب التواصل التى قد تؤدى إلى تفاهم أفضل وتقرب يومًا تتحقق فيه العدالة للشعب الفلسطينى المناضل وتساعد على استرداد أرضه وضمان حقوقه، خصوصًا أن الشرعية الدولية لم تستطع حتى الآن ردع إسرائيل أو تحريكها عن مواقفها المعادية للشعب الذى اغتصبت أرضه وانتهكت مقدساته.

ثالثا: قد يقول قائل: إنّ لعاب الدولة العبرية يسيل منذ قرن كامل على ثروات الخليج العربى والرغبة فى دخولهم فى شراكة إنشائية واستثمارية ونقدية مع تلك الدول التى منحها الله فيضا من نعمته يتمثل فى البترول العربي، وهنا أتساءل:

 هل نتصور أن الخليج يحتاج إلى أوصياء عليه؟! أو أنه لا يدرك أكثر من غيره مصالحه الوطنية وسيادته السياسية وكرامته القومية؟! إنّ الدول العربية كلها قد شبت عن الطوق ولا تحتاج إلى نصائح تعليمية أو إرشادات معروفة سلفًا، وليدرك الجميع أنّ دول الخليج التى تتعامل مع العالم كله بتقنية ووعى وفهم وبندية كاملة لن يعوزها الأمر ذاته فيما يتصل بالعلاقات مع إسرائيل، بل وأضيف إلى ذلك أنّ الأمور لن تتحول بين يوم وليلة فسوف تحتاج إلى تدرج فى الوقت والإجراءات حتى يتسنى اختبار النيات واستكشاف الطريق والحذر أمر لا ينقص الشخصية الخليجية بل إنّ الخليجيين معروفون بذلك أكثر من غيرهم من أبناء أمتهم العربية”. واختتم الفقي قائلا:

“إننى أقول هذه الكلمات مخلصًا لأمتى ولقضيتها الأولى القضية الفلسطينية ومجردًا من أى توجه سياسى ومؤمنًا إيمانًا كاملًا بأن لغة التخوين والتفسير التآمرى للأحداث هى أمور عفا عليها الزمن فقد أصبحت الدنيا قرية كونية صغيرة لا يختفى فيها خبر ولا تضيع منها معلومة كما لا تنسى الشعوب حقوقها ولا تفرط فى ثوابتها، فتلك هى حكمة التاريخ وفلسفة الجغرافيا وطبيعة البشر” . يمكن أن تكون المقاطعة جهد المقل ما دمنا أعرضنا عن الحرب، وإن كنا لا نزال عربا وقضية فلسطين قضية عربية في جوهرها. وأضاف ياسين أن الصهيونية كما نعلم هدفها ليس هدفها فلسطين وحدها، وإنما تعتبر فلسطين رأس جسر لتقفز الى ما حولها. وقال ياسين إنّ جهد المقل أن نقاطع وهو أسلوب سلبي في الكفاح الى أن يأخذ الله بيدنا  لنحارب.

ووصف ياسين سلاح المقاطعة بأنه معيق لإسرائيل ومزعج لها،  مشيرا إلى أنه السلاح المقدور عليه. الدعوة للانفتاح مع إسرائيل تجاوزت كل الخطوط. وتساءل  ياسين: الآن تعقد الإمارات تحالفا مع إسرائيل، فما السر  عندما كانت إيران يقودها الشاه، كانت حليفتهم، وعندما جاء أناس معادون للأمريكان وإسرائيل، صارت عدوتهم، وتذكروا أن إيران شيعة! وتابع ياسين متسائلا: “هل هناك دولة متقدمة في الغرب تحارب أخرى لأن هذه أرثوذكسية وتلك بروتستانتية أو كاثوليكية؟” وأردف: “هذا الأمر تم تجاوزه ، وإن دل على شيء الآن فإنما يدل على التخلف”. ونبّه ياسين أن مؤتمر هرتزل الصهيوني الذي يعقد سنويا دأب منذ عام 1914 على الدعوة الى تركيز الجهود الصهيونية من أجل تعميق الهوة بين السنة والسنة مستغلا تخلف الحكام العرب.

3 تعليقات

عمر المختارToday at 12:13 pm (2 hours ago)

لا نريد إلّا النجاح لجميع الدول العربية..المشكلة عند النظر في وضع الدول العربية المطبّعة لا نرى ظروفها تحسنت بعد اتفاقيات السلام بل على العكس ساءت، لا يوجد لدى إسرائيل ما تقدمه لهذه الدول..إسرائيل لا تشتري من العرب هي فقط تبيعهم..هم يريدون الأموال والخدمات الأمنية المجانية..مصر اعترفت بحق إسرائيل بالوجود وبالتالي باحتلال فلسطين(48+67)..مقابل انسحاب إسرائيل من سيناء..بمعنى أنّها كافأت إسرائيل على جريمة احتلال سيناء..والآن بعد 40 سنة من كامب ديفيد لا نرى مصر في وضع أفضل، بل أسوأ من الناحية الاقتصاية والأمنية، كذلك الأمور بالنسبة للأردن والسلطة الفلسطينية..لماذا تعتقد الإمارات أنها ستكون أفضل…هل للموضوع علاقة بضعف مستقبل النفط والسياحة والإستثمار خاصة بعد الكورونا…لا يوجد لدى إسرائيل ما تقدمه إلى الإمارات ستأخذ منها ولن تعطيها شيء…

ريماToday at 11:28 am (3 hours ago)

مصطفى الفقي قال في يوم من الأيام أنّ مصر لا يحكمها أحد بلا موافقة إسرائيل والولايات المتحدة. يدافع عن رفع المقاطعة لكونها أسلوبا متخلفا في الوقت الذي تضع فيه الولايات المتحدة عقوبات على أكثر من ثلث دول العالم وأهمها روسيا والصين وإيران وكوبا. السادات لم يوقع صلحا بل استسلاما لإرادة الغرب وإسرائيل ولم تحصل مصر نتيجة هذا الصلح على أي مزايا لم تكن عندها، بل حالها أسوأ. هل تعلمون أنّ اقتصاد مصر يوم تولى السادات الحكم كان أكبر من اقتصاد كوريا الجنوبية؟ ثم أتى الرئيس المؤمن والخصخصة ووعد المصريين باللوز والعسل بعد أن تخرج مصر من حالة الحرب مع إسرائيل. كان ذلك من أربعين عاما. والأردن استسلم بالكامل لصلح إسرائيل فمذا جنى؟ الأراضي التي كانت بعهدته ظلت محتلة والقدس التي يتنازع حكام الغفلة على ولايتها بأيدي صهيون لا يدخلها طير إلّا بإذنه، والأردن غداة توقيع اتفاق السلام في وادي عربة كانت ديونه لا تتجاوز خمسة مليارات دينار فإذا بها الآن أربعين مليار والحبل على الجرار. لو قام أحد الحكام بالتطبيع، فليفعل، ولكن بالطريق الصحيح. أي ليكون ثمن لهذا الطتبيع وليس مجانا، بل أنّ السودان مطالب التعويض عن الباخرة كول التي ضربت في اليمن. لو كنت حاكم السودان لطالبت بشطب كل ديون السدوان بالإضافة إلى منحة سنوية لا تقل عن مليار دولار، يعني العار والعيب حاصل فليكن له ثمن. إسرائيل تقبض دائما ثمن سلامها مع العرب. تطالب بثمن لقاء تزويد الإمارات بطائرات إف 35 وستحصل عليه، كما طالبت بثمن عندما تزودت السعودية بطائرات أواكس الرادارية وحصلت عليه. طالبت بثمن جراء أوسلو الخيانية وكامب دايفيد ووادي عربة، وستطالب بثمن من الإمارات والسعودية والفقي الذي نزل عليه التقى والورع ينبأنا بان المقاطعة شأن متخلف عفى عليه الزمن. أذكر يوم كانت كوكا كولا وسيارات فورد وماركس أند سننسر على قوائم المقاطعة وكيف تم رفعها بدون أي ثمن على الإطلاق بينما إسرائيل لا تفعل أمرا بلا ثمن. حكام خونة متعاونين تابعين لأمريكا ولإسرائيل وليس لنا اعتراض، ولكن مجانا؟؟؟؟؟؟ فهذه كثيرة كبيرة. الأيام دول.

ابراهيمي علي الجزائرToday at 10:34 am (4 hours ago)

مع احترامي للسيد مصطفى الفقي إلّا انني أود أن أعلمه وهو لا شك يعلم أن إسرائيل تنازلت عن سيناء لمصر مقابل تنازل مصر عن قطاع غزة، هذا القطاع الذي كان تحت الإدارة المصرية أمانة، هل حررت مصر سيناءها بانتصارها في حرب؟ إنّها تتبجح بانتصارها في حرب الـ73 ولكنها نجحت في عبور قناة السويس فقط لكن ماذا حصل بعد ذلك: بدأت مصر تستيث وتطلب العون من دول العالم واعترفت بإسرائيل وأعطتها حرية الملاحة في مياهها الإقليمية وووو. الخلاصة أنّ مصر لم تحرر سيناء بقوتها بل بالتنازل عن قطاع غزة. ثانياً: أن تعترف أية دولة بما فيها الدول العربية فهذه حرية شخصية، ولكن أقول ولكن: أي إسرائيل هذه التي تعترفون بها؟ فلسطين هي أرض فلسطينية(ارجع إلى هيرودوت المؤرخ اليوناني عاش ق5 ق.م.) جنوب سوريا أرض فلسطين والشعب الفلسطيني وبما يلمح مجرد تلميح إلى وجود اسم اسرائيل. إذن الإعتراف بإسرائيل يعني الإعتراف بأنّ أرض فلسطين إسرائيلية وهذا مخالف للتوراة نفسها والتاريخ البشري العام، لكن هؤلاء المطبّعون لهم مكاسب ذاتية من التطبيع، على الأقل سيحتفظون بكراسي الحكم ما دامت أمريكا وإسرائيل راضيتان عنه. وستضمن دول الخليج بقاء الحكم في أسرهم وعائلاتهم وهذا مخالف للديمقراطية التي يتبناها الغرب.