تسوية ملف خاشقجي.. خطوة رئيسة لبدء اعلان التطبيع السعودي
<!--<!--
الثلاثاء ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٥:٤٥ بتوقيت غرينتش
يقال أنّ محكمة في الرياض أصدرت أحكاما نهائية في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي قضت بسجن 8 مدانين لفترات تراوح بين 7 سنوات و20 سنة، في أحكام وصفتها خبيرة في الأمم المتحدة وخطيبته بأنها "مهزلة"، بينما اعتبرتها أنقرة أدنى من التوقعات.
ليست مهزلة كما وصفتها خطيبة خاشقجي، أو دون التوقعات كما وصفتها تركيا، بل انها ضحك على الذقون ومسرحية ركيكة يريد مؤلفوها إقناع العالم بوداعة وبراءة منشار إبن سلمان "الذي لازال حتى يومنا يقطر دما"، من دم خاشقجي جراء الجريمة النكراء العالقة في ذهن كل عاقل على وجه الأرض ولن تستطيع كل حاكم ملوك السعودية السابقين واللاحقين من محوها، ولن تستطيع أحكام القضاء السعودي المملوك للعائلة المالكة من تبرئة أنياب سيدهم وأميرهم "الديكتاتور" من دم خاشقجي.
أخبار المحاكم السعودية تقول أن المحكمة الجزائية بالرياض أصدرت في هذا الأمر أحكاما بحق 8 أشخاص مدانين، واكتسبت الصفة القطعية؛ طبقاً للمادة (210) من نظام الإجراءات الجزائية، بعد إنهاء الحق الخاص بالتنازل الشرعي لذوي القتيل، والعالم كله يعرف جيدا أنّ ذوي أي قتيل لن يتنازلوا عن حقهم في أي جريمة تكون على مستوى أقل بأشواط من هذه الجريمة الدموية الوحشية خصوصا إذا كان مرتكبوها حمقى ليس لهم أي رقم أو اعتبار يذكر في حسابات مملكتهم وزعيمهم الذي أطاعوه وورطهم في مثل هذا العمل القبيح على مستوى الإنسانية.
يخاف الفضائح ولا يخاف الله..
من طبيعة الأمير "الديكتاتور" ارتكاب الجرائم وما يخالف الشرع والقوانين السماوية في الظل، وبمجرد افتضاح أمره يهرب بقوة إلى ظل آخر أكثر عتامة من سابقه، وهنا تلعب الأموال السحت دورها في محاولات شراء الذمم وتكميم الأفواه حتى على مستوى رئاسة الولايات المتحدة كما حصل مع ترامب الذي سعى وبشدة إلى إقصاء فكرة وأدلة استخباراته في ضلوع الأمير"الديكتاتور"بتنشير خاشقجي، وخير مثال حي آخر، حفلاته الماجنة التي افتضحت إحداها.. تلك التي أقامها في جزيرة فيلا بجزر المالديف حين توليه منصب وزير الدفاع وكلفته $ 50 مليون، تم استقدام عشرات العارضات والمغنين الغربيين والساقطين خلقيا وأخلاقيا، وقد أمر الأمير بإلغاء الحفل الماجن بعد أسبوع عقب انكشاف أمره وافتضاحه، رغم التعتيم المشدد ومنع الكاميرات والهواتف الجوالة من دخول الحفل الخليع. القاتل الحقيقي لن ينجو حتى لو اشترى بأموال السحت رؤساء دول العالم قاطبة.
تقول المحاكم السعودية أنه بصدور هذه الأحكام النهائية تنقضي معها الدعوى الجزائية بشقيها العام والخاص وفقاً للمادتين (22، 23) من نظام الإجراءات الجزائية، ما يعني قفل ملف خاشقجي الذي تم الغدر به في 2 أكتوبر 2018 في قنصلية بلاده بإسطنبول وتم تقطيع أوصاله وإذابتها أو حرقها على رواية أخرى، قفل الملف يعني تبرئة قانونية سعودية (وليست دولية أو إقليمية) لولي العهد من الجريمة التي لن ينجو منها مطلقا في محاكم الدنيا ومحاكم العدل الإلهي عاجلا أو آجلا، وقد أشارت أصابع الإتهام ولازالت تشير إلى المتهم الرئيس في هذه الجريمة المروعة ألا وهو الأمير السعودي الغر محمد بن سلمان الذي استطاع الهرب من التهمة ولو جزئيا بدعم من سيده الأمريكي دونالد ترامب.
الاحكام النهائية اعتراف بالجريمة وخطوة عاجلة للالتحاق بقطار التطبيع الاماراتي:
تنكرت مملكة آل سعود بادئ الأمر من هذه الجريمة ومن قتل والغدر بخاشقجي بعد أن تم استدراجه إلى تركيا، لكن الأدلة الجنائية التركية وبعض الأدلة الدولية أجبرت مملكة الإرهاب على الإعتراف بها، ثم جاءت المحاكم كاعتراف حقيقي بالقيام بها من قبل رجال الصف الأول المقربين من الأمير"الديكتاتور"، ولا مناص من هرب الأمير هنا إلّا بحماية دولية وقد وفرها له الرئيس الأميركي ترامب، لكن..ما الثمن الذي يتوجب على إبن سلمان دفعه لترامب مقابل تغطية الأخير لجريمته؟
للاجابة على هذا السؤال نتابع ما كشفه كتاب"الدم والنفط"وهو اختصار لرحلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى العرش، أصدره الصحفيان في صحيفة وول ستريت جورنال برادلي هوب وجاستن تشك، حيث أكد الأخير أنّ إبن سلمان أقام اتصالات قوية مع جاريد كوشنير مستشار ترامب وروّج لنفسه على أنّه نوع جديد من الأمراء وصرف عشرات ملايين الدولارات على شركات استشارية لتلميع صورته بأنه يقوم بإصلاحات مهمة ثم طوّر أدواته التجسسية على أمراء العائلة الحاكمة عبر مساعده سعود القحطاني وقبله بدر العساكر الذي كان بطل فضيحة اختراق حسابات تويتر خاصة بمعارضين وأمراء سعوديين.
كوشنر.. عرّاب الملف الصهيوني في البيت الابيض:
المعلوم أنّ كوشنر هو عرّاب الملف الصهيوني في البيت الأبيض، وهو مخطط ما تسمى بـ"صفقة القرن"، وهو من أملى على ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وهو اليوم المنفذ الحقيقي لملف التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيون. من هنا نكتشف أنّ التغطية الأميركية للديكتاتور السعودي على جريمته الدموية باغتيال خاشوقجي لا يقابلها أي ثمن غير التطبيع العلني مع الكيان الإسرائيلي، وذلك ما كشفته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، من أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يسعى إلى ترميم مكانته لدى الإدارة الأمريكية بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وهو ما منح “إسرائيل” الفرصة لتلعب دور الوسيط بين العالم العربي وأمريكا، وبعد إعلان السعودية فتح مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية التي ستطير من وإلى أبوظبي، بما فيها "الإسرائيلية" رغم عدم ذكرها صراحة، أوضحت الصحيفة، في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أن “السعودية حذرة، وثمن تطبيعها الرسمي مع إسرائيل سيكون مرتبطا بالثمن السياسي الذي ستحصل عليه الرياض من واشنطن”.
ساحة النقاش