ما هدف الاضطرابات المتجددة في لبنان؟
<!--<!--
الخبر: في حين أنّ قاطبة الشعب اللبناني يتطلع إلى البت في ملف انفجار مرفأ بيروت، الكشف عن المقصرين ومحاكمتهم، فإنّ التظاهرات التي شابتها أعمال عنف في بيروت أمس، تكشف عن أنّ البعض يسعى وبشكل ممنهج إلى حرف التحقيقات عن مسارها الأصلي وترهيب المسؤولين لعدم متابعة هذا الملف اللبناني والإقليمي والدولي الحساس.
الإعراب:
- رغم أنّ الأغلبية يطالبون بإجراء تحقيق داخلي فيما يخص ملف انفجار مرفأ بيروت ، نرى أنّ البعض يبذل ما بوسعه لـ"تدويل" هذا الملف. المعارضون لتدويل الملف يستدلون بأنه في حال تحقق هذا الأمر، فإن إمكانية تهرب المقصرين والمتورطين في هذا الحادث ستزداد في ظل الدعم الأجنبي غير المستبعد. المتمسكون بهذا الرأي يقدمون أمثلة كثيرة على ملفات لبنانية مماثلة طوت هذه المسيرة. الفشل في ضوء شراء الزمن وبالطبع إهدار الفرص هي نتيجة تدويل هذه الملفات.
- التحركات الممنهجة للمتظاهرين أمس والتي كانت ترمي إلى زعزعة أمن العاصمة بيروت، واستهداف مباني الوزارات المختلفة، وأحيانا النجاح في اقتحامها، فضلا عن تخريب الممتلكات العامة، كشفت عن أنّ هؤلاء يسعون من خلال نشر الفوضى إلى تبديل مكان المتورطين الحقيقيين بدءا من المهملين في حادثة الانفجار وانتهاء بالمسؤولين المباشرين في هذه الكارثة، بالاخرين. التحركات المريبة والإهانات المتكررة لبعض الشخصيات وبالتالي الاستهداف الممننهج للأماكن التي يمكن أن تحتوي على وثائق من شأنها تحديد هوية المتورطين والمسؤولين في الانفجار، والسعي لتدميرها، يمكن تفسيرها في هذا الإطار.
- من ناحية أخرى يمكن اعتبار تظاهرات البارحة والسلوك العنيف للمتظاهرين، بأنها قطعة من مخطط الاضطرابات المبيت الذي اندلع منذ عدة أشهر في بيروت، وتواصل بالتأكيد على شعارات مثل نزع سلاح حزب الله والنأي بالنفس من قبل لبنان، وهو الآن يكتمل من خلال تدويل ملف الانفجار لينتهي بااسقاط الحكومة. هذا في حين أنّ الأمر الوحيد المؤكد حتى الآن والذي يمكن استنباطه من انفجار بيروت هو، إن كان الانفجار قد تم داخليا، فإنّ حساب الكثير من المسؤولين السابقين والحاليين عن إدارة المرفأ سيكون عسيرا.
ساحة النقاش