من الذي كان يبتسم عندما إحترقت بيروت؟!
<!--<!--
الأربعاء ٠٥ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٨:٢٦ بتوقيت غرينتش
لم يزل دخان انفجار مرفأ بيروت يتصاعد إلى السماء، ولم تتمكن حتى فرق الإطفاء والإغاثة من الإقتراب من المرفأ، فإذا بذات الشخصيات المعروفة بذيليتها لأمريكا والكيان الإسرائيلي والسعودية وخط الإنبطاح العربي، تنبري في الحديث عن الإنفجار وأسبابه وأهدافه.
العالم – قضية اليوم *منيب السائح
إذا ما تجاهلنا خطاب الضيوف الدائمين على الفضائيات الممولة خليجيا، والمعروفة بخطابها الطائفي والتطبيعي المقزز، وحقد هؤلاء الضيوف المُستثار بالدولار النفطي، على المقاومة، وتناولنا الموضوع من باب التحليل العام، على أمل أن تصل الأجهزة اللبنانية المختصة بالكشف عن ملابسات الكارثة بكل تفاصيلها، فمن المنطقي أن ننتظر نتائج التحقيقات وألّا نتناول الموضوع كما تناولته الأصوات المُستثارة دولاريا وطائفيا، إلّا أننا من أجل ألّا نترك الساحة لهذه الأصوات المشؤومة أن تنعق بهذا الشكل المخزي على خراب لبنان، سندور حول الموضوع من دون الدخول في تفاصيله، لنتعرف على من كان يبتسم عندما احترقت بيروت.
أولا وقبل كل شيء ليس هناك من دليل لحد الآن بأنّ الحادث كان متعمدا، كما ليس هناك من دليل على أنّ الحدث كان عرضيا، فإذا افترضنا كما "أكّدت أصوات الفتنة بالضرس القاطع" على أنّه متعمد، تُرى من هو المستفيد من وقوع هكذا انفجار في هذه الظروف في لبنان؟.
إذا وضعنا الإنفجار في إطار المشهد اللبناني العام، حيث يستخدم التحالف الأمريكي الصهيوني العربي الرجعي وأذنابه في داخل لبنان منذ مجيء ترامب، كل أسلحته المحرمة من أجل نزع سلاح المقاومة، فلم تعد الحرب الأهلية والطائفية وتجويع لبنان وإشعال الفتن فيه، خطوطا حمراء بالنسبة لأمريكا والسعودية في عهدي ترامب وابن سلمان، لذلك يأتي الإنفجار في إطار الحصار الذي تفرضه أمريكا على سوريا ولبنان، عبر استهداف أكبر رمز للاقتصاد اللبناني ونسفه عن بكرة أبيه، كما يأتي في إطار المحاولات التي يبذلها هذا التحالف لإسقاط حكومة السيد حسان دياب، عبر ممارسة المزيد من الضغوط على الشارعين المؤيد والرافض لحكومة دياب بهدف إسقاطها والإتيان بحكومة على مقاييس تحالف الشؤم، وقبل كل هذا وذاك جاء الإنفجار كطوق نجاة للكيان الإسرائيلي الذي بات يستنزف عسكريا وسياسيا ونفسيا واجتماعيا منذ أن ارتكب جريمته بقتل الشهيد على محسن في غارة على دمشق، حيث كان ينتظر في كل لحظة رد حزب الله، الذي قد يتأخر بسبب الكارثة التي نزلت بلبنان، وهي ما دعت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أيضا إلى تأجيل خطابه الذي كان من المقرر أن يلقيه اليوم الأربعاء، والذي كان من المؤكد أن يتناول فيه الرد على الكيان الإسرائيلي.
اللّافت أنّه وبالرغم من أنّ التحقيقات الأولية التي أشارت إلى أنّ الحادث كان عرضيا ووقع بسبب الإهمال وسوء الإدارة، حيث تم تخزين مواد متفجرة بكميات كبيرة في أحد عنابر الميناء ومنذ سنوات، وأنّ الإنفجار وقع إما بسبب تماس كهرباء أو جراء عمليات اللحام التي كانت تجري بالقرب من العنبر، إلّا أنّ، الطابور المكشوف للتحالف الثلاثي المشؤوم في داخل لبنان وخارجه، ربط وبطريقة غبية ومضحكة، بين الإنفجار ومحكمة رفيق الحريري التي ستنطق بالحكم يوم الجمعة القادمة، بمعنى أنّ حزب الله أراد أن يشغل الداخل اللبناني عن الحكم الذي سيصدر عن المحكمة!!.
الغريب أنّ هؤلاء المأجورين والمرتزقة والعملاء والجهلة، نسوا أو تناسوا، أنه كيف يمكن لحزب الله أن يدمر اقتصاد لبنان وهو من أكثر الحريصين على هذا الاقتصاد ودعمة ومؤازرته للوقوف في وجه الضغوط الاقتصادية الأمريكية والسعودية؟، كيف يمكن لحزب الله أن يساهم في إسقاط حكومة حسان دياب، بينما الرجل متهم من قبل التحالف الأمريكي الإسرائيلي السعودي بأنه "رئيس حكومة حزب الله"؟، كيف يمكن لحزب الله أن يقدم خدمة مجانية للتحالف الأمريكي الإسرائيلي والسعودي، عبر تأليب الشارع اللبناني ضد الحزب، وعبر إنزال ضربة قوية بالاقتصاد اللبناني؟.
أخيرا، رغم أنّ الجميع بانتظار التحقيقات، إلّا أنّ الخط العام الذي يسير عليه الإعلام الموالي للتحالف الأمريكي الإسرائيلي السعودي، وخطابات مرتزقتهم، تعيد إلى الأذهان، الأجواء التي سادت لبنان بعد جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، والتي انتهت بخروج القوات السورية من لبنان، وتغلغل السعودية والكيان الإسرائيلي وأمريكا بشكل لافت في المشهد اللبناني، وممارسة شتى الضغوط على المقاومة الإسلامية، ولكن بفارق واحد، أنّ الإنسان اللبناني أصبح أكثر إدراكا لما يجري من حوله من مؤامرات، لنشر الفتنة بين ربوعه، كما تم نشرها في سوريا وليبيا واليمن والعراق و..، وخير دليل على ذلك، مشهد المواطن اللبناني الشجاع الذي ظهر عبر شاشة "الحدث" السعودية، التي كانت تقوم بمهمتها الوحيدة في تأليب اللبنانيين على بعضهم البعض واستهداف المقاومة خدمة لـ"إسرائيل" وأمريكا، حيث فاجأ هذا المواطن، والذي بدا أنّه من أبناء الطائفة السنية الكريمة، بدعوته القناة السعودية إلى الكف عن بث الفتن والفرقة بين اللبنانيين، وقال "نحن اللبنانيين والفلسطينيين، سنة وشيعة، سنبقى يدا واحدة، ولن تناولوا منا، ماذا تريدون منا.. الموت لآل سعود".
ساحة النقاش