أمريكا تتحول من الهجوم إلى الدفاع في مواجهة إيران ؟!
<!--<!--
الأربعاء ٢٩ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٥ بتوقيت غرينتش
نشر موقع "رأي اليوم" مقالا تطرق فيه إلى المناورات التي أجراها حرس الثورة الإسلامية في إيران تحت اسم الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه جنوب البلاد بمحافظة هرمزكان ومضيق هرمز والخليج الفارسي بمشاركة قوتي البحرية والجوفضائية في الحرس .
مقال "خالد الجيوسي" بدا بالتنويه إلى إعدادات الجيش الأمريكي، وقوّاته البحريّة تحديدًا، إثر المناورات التي أجرتها إيران، والتي تضمن استحضار نسخة من حاملة طائرات أمريكيّة “وهميّة” صنعتها، وقامت بمُهاجمتها، في مشهدٍ لافتٍ وتحد واضح للولايات المتحدة الأمريكيّة، وأسطولها البحري، الذي تُباهي به كقوّة عُظمى لا تُقهر. ورأى الكاتب أنّ الرسائل الإيرانيّة من هذه المناورات، كثيرة، أوّلها وفق مُعلّقين، أنّ البحريّة قادرةٌ على تنفيذ مثل تلك الهجمات في حال اندلاع مُواجهة مع أمريكا، والتهديدات الإيرانيّة، ليست فقط حبرًا على ورق، الأهم من ذلك توقيت التدريب، ومُحاكاة الهُجوم على الحاملة الأمريكيّة، في خضم توتّرات مع واشنطن، وانفراط عقد الاتفاق النووي معها.
وتطرق الجيوسي الى تصريح المتحدّثة باسم الأسطول الخامس الأمريكي المُتمركز في البحرين، عوالتي علقت فيه على المناورات الهجومية الايرانية، حيث قالت إنها لا تعلم ما تأمل إيران تحقيقه من صناعة هذا النموذج، أو القيمة التكتيكيّة من استخدام هذا النموذج، في تدريب أو سيناريو هُجومي.
وأعرب الجيوسي عن اعتقاده بأن المُتحدّثة ذاتها "ريبيكا ريباريتش، بدا أنها تُقر بشكلٍ أو بآخر بقدرة هذا الهُجوم “الوهمي” على تحقيق أهدافه، أو ما أسمته “القيمة التكتيكيّة”، حيث أكّدت ثقتها الثابتة بالمُقابل في قُدرة قوّاتنا البحريّة، الدفاع عن نفسها، ضد أي تهديد بحري. واللافت أنّ مهمّة هذه القوّات البحريّة الأمريكيّة عادةً الهُجوم للاحتلال، وإسقاط الأنظمة المُعادية لأمريكا، وقلّما تأخذ وضعيّة الدفاع، ضد أي “تهديد بحري” على حد وصف ريباريتش، والنظام الإيراني واحد من تلك الأنظمة المُعادية لها، والتي ترغب بإسقاطه، سلماً، أو حرباً.
وفي جانب آخر من مقاله يشر الكاتب إلى أنّ حاملة الطائرات الأمريكيّة أو الإيرانيّة الوهميّة، تُشبه إلى حدٍّ كبير، الحاملات الأمريكيّة من طراز “نيميتز”، والتي يستخدمها الأسطول الأمريكي عادةً لضبط أمن الملاحة، داخل الخليج(الفارسي)،وليس عابرًا وفق خبراء، أن تُحاكي البحريّة الإيرانيّة تدريباً يُهاجم مجسّم ذات الطراز (نيميتز)، بالتزامن مع دخول الأصليّة مياه الشرق الأوسط، آتيةً من المُحيط الهندي.
ويلفت الكاتب إلى أنّ كل هذا بطبيعة الحال، كشفته صور الأقمار الصناعيّة، ولم يتحدّث عنه علناً المسؤولون الإيرانيّون، لكن السلطات الإيرانيّة، تُدرك تماماً، أو تتعمّد إجراء المناورات تحت أعين أعدائها، وخُصومها، حيث هي، وحلفائها في المنطقة، توجّه لهم اتّهامات، بتهريب الأسلحة لحركات المُقاومة، وتنفيذ عمليّات نوعيّة، وسريّة، ضد أهداف أمريكيّة، وإسرائيليّة، ويعلم العالم بها بعد تنفيذها للمُفارقة.
ويختم الجيوسي مقاله قائلا: بالرّغم من أنّ الرّد الإيراني، على “تحرّش” مُقاتلة أمريكيّة، بطائرة مدنيّة إيرانيّة (ماهان) في الاجواء السورية، لم تتوضّح معالمه بعد، أو أنه سيجري في الأطر الدبلوماسيّة، كون الحادثة لم تسفر عن خسائر بشريّة، اعتبرت صحيفة “همشري” اليوميّة الإيرانيّة، إنّ الهدف من المُناورة والمُحاكاة الوهميّة، الرّد على حادثة الطائرة، وهو ما يطرح تساؤلات عن استعداد فعلي وحقيقي للانتقام اللاحق، في حال اندلاع المُواجهة، أو التوقّف عن استفزاز الإيرانيين.
ساحة النقاش