الأیام القاسية تنتظر من، أمريكاأم سوريا؟
<!--<!--
السبت ١١ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٥:١٢ بتوقيت غرينتش
الخبر:
أعلن ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في سوري مايك روبسون أن توفير الخبز في سوريا تحول إلى تحد كبير.
الإعراب:
- النقطة الأولى البارزة في هذا التصريح هي أن العقوبات الأمريكية المعروفة بـ"قانون قيصر" وخلافا للمزاعم الأمريكية شملت قطاعي الغذاء والدواء أيضا كما هو حال سائر القطاعات الاخرى .
- من منظار آخر فإن العقوبات على سوريا التي دخلت عامها التاسع، واكتملت بالعقوبات الأخيرة، لم تحقق ما كانت تأمله أمريكا، ولا شك أنّ تخطي هذا الحصار الإقتصادي من قبل الشعب السوري ليس بأصعب من تخطي أعوام الأزمة والحرب المفروضة عليه، الشعب الذي يؤكد على استراتيجية "الصمود" بدلا من العودة إلى مربع العنف والحرب.
- في الواقع إنّ تكميل العقوبات الأمريكية على الشعب السوري من خلال "قانون قيصر" هو اعتراف واضح من قبل أمريكا بفشل الحرب المفروضة على الشعب السوري منذ حوالي تسع سنوات.
- الضغوط الأمريكية الأخيرة المفروضة على الشعب السوري في قطاعي الغذاء والدواء تأتي في حين أنّ الغالبية العظمى من الأراضي الزراعية في سوريا تخضع لسيطرة القوى والتنظيمات الإرهابية المعارضة للحكومة. وهذا يعني أنّ أمريكا ومنذ عدة أعوام كانت تكهنت بفشلها في الحرب السورية وكانت تتآمر لمثل هذه الأيام، وتضع خططا للتضييق على الشعب السوري في لقمة عيشه لتكمل سلسلة حصارها الجائر وبتعبير آخر تطلق "الرصاصة الأخيرة" لإرغامم الشعب السوري على التساوم بشان مقاومته الوطنية.
- في حين حاولت أمريكا من خلال إغلاق الحدود والإخلال في التبادلات المصرفية، خفض سعر الليرة في مقابل الدولار وفق مخطط هادف، حرمان الشعب السوري من أولوياته المعيشية، وبالتالي إرغامه على الإنتفاضة بوجه حكومته، ولكن الذي يؤمن بعدم جدوائية هذه الإجراءات أكثر من أي جهة أخرى هو الشعب السوري وحكومة هذا البلد وبالتالي حلفاء سوريا. الزيارة التي قام بها قائد الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري إلى سوريا من جهة، والدعم الصريح والقوي الذي أبداه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لسوريا حكومة وشعبا، إلى جانب الأخذ بنظر الإعتبار أنّ روسيا هي أكبر منتج للقمح في العالم، تثير تساؤلات جادة حيال جدوائية الحسابات الأمريكية لإركاع سوريا بعد تسعة أعوام من الحرب وإثارة الفتنة.
- ختاما ينبغي القول الأيام القاسية التي ستتمخض عنها الساحة ليست بانتظار الشعب والحكومة السورية بل هي تتربص بترامب وأمريكا. فأمريكا مقبلة على الإنتخابات الرئاسية بعد عدة أشهر، في حين أنّ سلة سياسة ترامب الخارجية خالية من أي إنجاز لاسيما فيما يتعلق بمحور المقاومة. يبدو أنّ قصة أمريكا مع سوريا هي أشبه بالعداء الذي يركض ويركض ولا يجني شيئا سوى تمزق حذائه.
ساحة النقاش