انقلاب الطاولة وانتهاء الحصار..كيف سينتصر محور المقاومة في مواجهة الحرب الاقتصادية؟
<!--<!--
السبت ٠٤ يوليو ٢٠٢٠ - ١٠:٥٩ بتوقيت غرينتش
مع تصاعد الحظر الأميركي على إيران وتمديد العقوبات الأوروبية على سورية وتطبيق قانون قيصر لمحاصرة وتجويع دول الممانعة وخاصة سورية ولبنان في ظل حرب اقتصادية أميركية أوربية شاملة ضد محور المقاومة، كيف ستبدو نهاية هذه الحرب ولصالح من؟
العالم - مقالات * غيث علاو
رغم ضراوة العقوبات واشتدادها وتوسيع قائمة العقوبات الأميركية من خلال قانون قيصر الذي تم تطبيقه مؤخرا إلاّ أنّ دول محور المقاومة تمتلك إمكانيات ومقومات استراتيجية لا تمتلكها أي قوة أو تحالف في المنطقة
فمحور المقاومة بكل امتداده بدءاً من إيران فالعراق واليمن فسورية ولبنان وفلسطين المحتلة يمتلك قيادة حكيمة صلبة قادرة على مواجهة أعتى الظروف واتخاذ التدابير بحكمة ورعاية مصالح شعوبها وهذا ما لا يمتلكه أحد في المنطقة
ناهيك عن قدرة التحمل والصبر الإستراتيجي الذي تمتلكه شعوب المحور والذي لا يمكن تصور مدى فاعليته وخاصة من خلال ثقة هذه الشعوب بقيادتها وإيمانها المطلق بأحقية قضاياها وهو ما تعول عليه قوى الإستكبار أمالها وتحلم في تجويع الشعوب لإجبارها على الخروج لإسقاط حكوماتها وطلب مساعدة أمريكا وبالتالي تحقق الحلم الصهيوأميركي وتحويل حكومات المنطقة لتوابع لسياسة قوى الإستكبار
كذلك قوة توازن الضغط التي يمتلكها المحور على مستوى المنطقة بأقل تقدير وبكافة الأوراق عسكريا وسياسيا واقتصاديا والتي إذا ما دُفع لاستخدامها فسيولد ضغطا كبيرا معادلا للضغوط الإقتصادية وسينقلب السحر على الساحر وسيتحول الحصار لنقطة قوة لمحور المقاومة كما كان حصار إيران على مدى أربعة قرون الدافع الإستراتيجي لرفع قدراتها العسكرية وحملها نحو التقدم العلمي وتحقيقها انجازات مهمة في كافة الأصعدة
فاقتصاديا إيران التي تمثل قيادة محور المقاومة تمتلك خبرة طويلة في تجاوز العقوبات والإلتفاف على الحظر منذ أربعة عقود وهذا يعني أنها لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تسمح لأمريكا وحلفائها بخنق سورية ولبنان وستقف إلى جانبهم وربما تعطيهم الخبرة والوسيلة لتجاوز العقوبات والإنتصار عليها وعلى نهج إيران وبمساعدة الحلفاء ستصمد سورية ولبنان
أما عسكريا فالضغط الشديد ربما يولد انفجارا وفتح جبهات جديدة لتخفيف الضغط وحينها سنشهد هرولة دول الإستكبار والشر لتهدئة الوضع وتجنب فتح حرب شاملة من الممكن أن تضع نهاية للوجود الأميركي في المنطقة وتنهي حقبة الضغوط الإقتصادية وسياسة تجويع الشعوب وهذا ما شهده الجميع عندما هرولت أميركا لطلب الوساطات لدى إيران بعد اغتيالها الشهيدين المهندس وسليماني حيث بدت ترتجف خوفا من رد مزلزل لمحور المقاومة
إنّ حصار محور المقاومة وإجباره على استخدام كل هذه الإمكانيات والأوراق سيخلق نهاية مخيبة لتلك الضغوطات الإقتصادية في الأفق القريب وسينذر بانتصار كبير لمحور المقاومة سيقلب الطاولة ويعيد المنطقة والعالم إلى زمن المتغيرات، المتغيرات ليست التي تصنعها أميركا و"إسرائيل" بل التي تصنعها شعوب المنطقة والعالم بإرادتها وعزمها على تقرير مصيرها وتمسكها بسيادة أرضها وموقفها
ساحة النقاش