ترامب، بومبيو، هوك.. دمى نتنياهو الرخيصة
<!--<!--
قديما كنا نسمع أنّ أمريكا تُدار من قبل الصهاينة، وكنا نعتبر مثل هذا الكلام نابع من نظرية المؤامرة التي نلجأ إليها كلما اعيتنا الحيلة، ولكن مع صعود نجم شخص مهرج أبله مثل دونالد ترامب وفوزه بالإنتخابات الرئاسية الأمريكية وهزيمته لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، يبدو أنه زاد من كفة القائلين بأن الصهيونية هي التي تدير أمريكا وليس العكس.
من غير الممكن أن يصل شخص بمواصفات ترامب إلى رئاسة أمريكا لو لم تكن هناك إرادة أرادت وصوله من أجل تحقيق أهداف ما، فالشعب الأمريكي لا يمكن أن يكون بهذا المستوى من السذاجة ليختار شخصا معتوها مثل ترامب، وهذه الحقيقة بدأت تتكشف باعتراف بعض الشخصيات الإسرائيلية التي كشفت عن أنّ الكيان الإسرائيلي كان وراء فوزه وهزيمة منافسته كلينتون.
اللاّفت أيضا أنّ جميع الإجراءات والقرارات التي اتخذها ترامب على الصعيد الدولي والتي زادت من عزلة أمريكا، مثل الخروج من الإتفاق النووي والإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وضم الجولان والضفة الغربية إلى الكيان الإسرائيلي وحتى صفقة القرن التي ضربت بعرض الحائط بحل الدولتين، وجرائم المجنون ترامب كفرض حظر تجويعي على الشعب الايراني عبر تصفير صادرات إيران النفطية، كانت جميعها تنفيذا لوصايا نتنياهو، وهو ما اعترف به الأخير في أكثر من مناسبة.
كلنا يتذكر كيف أهان نتنياهو الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عندما زار واشنطن ولم يلتق به وذهب مباشرة إلى الكونغرس الأمريكي والقى كلمة هناك منتقدا الرئيس الأمريكي بينما جميع أعضاء الكونغرس كانوا يصفقون له وهم وقوف، فإذا لم تكن هذه دلائل تشير إلى هيمنة الصهيونية على القرار الأمريكي فإلى ماذا تشير؟!.
الدمية ترامب، أحاط نفسه بدمى أرخص منه بكثير ومنهم وزير الخارجية مايك بومبيو ومساعده براين هوك، هاتان الدميتان جندتا كل إمكانيات الخارجية الأمريكية لخدمة نتنياهو شخصيا وآخر هذه الخدمات المخزية، كان تهديد بومبيو للمحكمة الجنائية الدولية من مغبة التحقيق مع الكيان الإسرائيلي في ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، وهو تهديد جاء بطلب من نتنياهو خلال زيارة بومبيو الأخيرة للأراضي الفلسطينية المحتلة، كما كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية!!.
اللافت أنّ بيان وزارة الخارجية الأمريكية أعلن وبشكل سافر أنه "في حال مضت المحكمة قدماً في التحقيق مع إسرائيل فسوف تتحمل العواقب"، هل يمكن أن يتخذ وزير خارجية الكيان الإسرائيلي موقفا أشد من هذا الموقف لو كانت هي الجهة التي أصدرت البيان؟!.
دمى نتنياهو لم تجعل من القوة الأمريكية كلب حراسة للكيان الإسرائيلي وشخص نتنياهو في منطقة الشرق الأوسط فحسب، فهذه الحراسة امتدت إلى أعالي المحيطات في العالم لرصد كل حركة يستشف منها دمى نتنياهو بأنها صادرة من جهات معادية للكيان الإسرائيلي، حيث أعلنت هذه الدمى أنها"رصدت!!" ناقلة نفط إيرانية تحمل شحنة بنزين إلى فنزويلا المحاصرة من قبل دمى نتنياهو بسبب مواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية والتي تواجه فيروس كورونا، حيث أعلنت الدمى أنها تدرس الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد قيام إيران بإرسال شحنة وقود إلى فنزويلا التي تعاني من أزمة افتعلتها أمريكا، وتشير الأنباء إلى أنّ الدمى أصدرت أوامر بإبحار أربع سفن حربية وطائرة بوينج بي8- بوسيدون إلى منطقة الكاريبي، الأمر الذي دفع إيران إلى تحذير أمريكا من مغبة القيام بافعال القراصنة وخلق حالة من انعدام الأمن في الممرات المائية الدولية، فهذه الأفعال ستكون مجازفة خطيرة ولن تمر بالتأكيد دون تداعيات، وإيران إن قالت فعلت.
أفعال وممارسات هذه الدمى الصهيونية الرخيصة، دفعت جميع المشككين بنظرية المؤامرة إلى اليقين بها، لاسيما بعد أن تمكنت الصهيونية العالمية من الإبقاء على ترامب في منصبه رغم الكم الهائل من الفضائح المالية والسياسية والأخلاقية وحتى العقلية التي تطارده، والتي عادة ما يخرج منها بسهولة وهو أكثر غرورا وصلفا وفسادا، فليس هناك من قوة في أمريكا يمكن أن تلعب بدمى الصهيونية إلاّ الصهيونية ذاتها.
ساحة النقاش