'صندوق الأسرار الفار' يؤرّق ابن سلمان..أين المنشار؟!
<!--<!--
الأربعاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٩:٥٧ بتوقيت غرينتش
تعود قضية رجل المخابرات السعودي الفار سعد الجبري إلى الواجهة مع دعوة عائلته الحكومة والمشرعين في أميركا وكندا إلى الضغط من أجل الإفراج عن نجليها المعتقلين في السعودية، بهدف الضغط على والدهما الذي يحمل وثائق تهم ولي العهد السعودي الذي يحاول الوصول إليها قبل تسريبها.
الرجل الذي كان أحد كبار مسؤولي الاستخبارات السعودية السابقين يحمل بحوزته وبحسب تقارير إعلامية غربية وبحكم مدة عمله الطويلة ومنصبه الحساس مجموعة من الأسرار التي تؤرّق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على المستوى الداخلي والخارجي، وخاصة في ما يتعلق بأنشطة أفراد العائلة الحاكمة وعلى وجه الخصوص محمد بن سلمان ووالده الملك.
ولعل المشكلة الأكبر لسعد الجبري هو أنه كان حليفا وصديقا قويا للأمير محمد بن نايف الذي يقبع تحت الإقامة الإجبارية والذي يشكل حتى الآن الهاجس الأكبر لمحمد بن سلمان من حؤول وصوله إلى الحكم، حيث أن القطيعة بين محمد بن سلمان وسعد الجبير جاءت بعد حضور الأخير -بأوامر من ولي العهد السابق محمد بن نايف- لقاء مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية حينها جون برينان، ولقاء آخر في لندن مع وزير الخارجية البريطاني حينها فيليب هاموند، كما يرجع أيضا إلى تحذير الأخير بشدة من حرب اليمن.
ويرى المراقبون أن حملة الضغوط على الجبري دخلت مرحلة جديدة بعد اعتقال ابنه عمر وابنته وانقطع الاتصال بهم منذ لك الوقت، مرجعين تلك الحملة إلى أن الجبير لديه معلومات تتعلق بالفساد والجريمة للأسرة الحاكمة، حيث أنّ مسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكة قال "إن ملفات الجبير تحتوي على معلومات عن كل التصرفات غير اللائقة، ابتداءا بالأعمال الإجرامية انتهاءا بأعمال في غاية الإحراج"، وهذا ما يبرر ربما الأرق الشديد لوجود مثل هذا الشخص خارج سلطة وسعيه للإعادته إلى المملكة.
وهذا ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يمارس محمد بن سلمان فيها هذه الضغوط على معارضيه حيث أن تبعات قضية خاشقجي ما تزال مفتوحة بالنسبة للرأي العام وحقوق الإنسان وخصوصا الطريقة التي قتل فيها في قنصلية بلاده باسطنبول، حيث يرى مراقبون أن الفضيحة التي تبعت قضية مقتل خاشقجي قلمت أظافر محمد بن سلمان في طريقة تعاطيه مع معارضيه، وإلّا لكان مصير معظم معارضيه هو كمصير خاشقجي الذي يقال أن فريق القتل الذي أرسل من السعودية لقتل الكاتب السعودي استخدم المنشار لتقطيع جثته.
ساحة النقاش