بعد أن طالب بإبطاء وتيرة فحوص كورونا - البيت الأبيض: ترامب يمزح .. ترامب: أنا لا أمزح
<!--<!--
الأربعاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٠ - ٠١:٠٧ بتوقيت غرينتش
أدخل الرئيس الامريكي دونالد ترامب البيت الابيض والنظام الصحي والشعب الامريكي في دوامة جديدة من الفوضى، بعد ان أثار جدلا واسعا بإعلانه مساء السبت الماضي أنه طلب من مسؤولي الملف الصحي إبطاء وتيرة إجراء الفحوص لأن زيادتها تعني الكشف عن مزيد من الإصابات، وهو تصريح اعتبره الكثيرون مزاح من جانب ترامب، في ظل تزايد عدد الاصابات بفيروس كورونا في أمريكا، الأمر الذي يتطلب الإسراع في وتيرة الفحص عن الإصابة بالفيروس.
البيت الابيض أكد في وقت لاحق أن ما قاله ترامب كان على سبيل المزاح، إلّا أنّ ترامب عاد وأكد يوم الثلاثاء الماضي ما قاله من قبل وأضاف "أنا لا أمازح"، وكرر قوله أنّ إجراء مزيد من الفحوص يكشف مزيدا من الإصابات!!، واللاّفت أنّ ترامب أطلق هذه التصريحات خلال تجمع انتخابي أثار بدوره جدلا لتنظيمه في تولسا في أوكلاهوما بحضور آلاف الأشخاص على الرغم من أن الوباء يسجل وتيرة تصاعدية بالإصابات في الولاية.
خبير الأمراض المعدية الأميركي أنطونيو فوتشي وأعضاء آخرون في خلية مكافحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة، حاولوا التأثير على ترامب من أجل دفعه للتراجع عن أقواله غير العلمية وغير الصحيحة، عبر الزعم من أنّ ترامب لم يطلب يوما إبطاء وتيرة إجراء فحوص الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، بل على العكس من ذلك، كما قال فوتشي، سنزيد وتيرة إجراء الفحوص في ظل القلق البالغ إزاء تزايد الإصابات بالفيروس في عدد من الولايات الأميركية.
تصريحات ترامب استفزت العديد من مسؤولي الملف الصحي في إدارة ترامب، فبالإضافة إلى فوتشي، أجاب ثلاثة من كبار مسؤولي الملف الصحي وهم مدير مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها روبرت ريدفيلد، ومساعد وزير الصحة الأميركي بريت جيرور، ورئيس وكالة الغذاء والدواء ستيفن هان، بـ”كلا” ومن دون أي تردد، ردا على سؤال وجهه إليهم عضو في لجنة برلمانية حول ما إذا طلب الرئيس إبطاء وتيرة إجراء فحوص كشف الإصابة بفيروس كورونا.
ليس هذا فقط بل أنّ فوتشي انتقد ترامب ضمنا، بسبب تنظيمه تجمعات إنتخابية من دون مراعات البرتوكولات الصحية، وقال "يجب ألا تشاركوا في تجمعات حاشدة"، وانتقده ضمنا أيضا عندما طالب أن يضعوا كمامات خلال التظاهرات والاجتماعات، بعد أن رفض ترامب ووضع كمامه على وجهه.
إذا كانت هذه هي عقلية ترامب وحدود تفكيره في التعامل مع فيروس كورونا، حيث تناقض سلوكياته وتصريحاته أكثر القضايا الصحية بديهية، كما لا يترك مجالا للخبراء الصحيين في التعامل مع الوباء بطريقة علمية، ترى كيف سيكون الحال لو وافقت إيران، على سبيل المثال، التفاوض معه على قضية معقدة ومتشابكة مثل البرنامج النووي الإيراني السلمي؟!!.
ساحة النقاش