من تركيا إلى كندا.. ابن سلمان يتابع مسلسل التقطيع
<!--<!--
الأحد ٢١ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:٠٨ بتوقيت غرينتش
يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير ان "السفيه قادر على ارتكاب كل شيء"، فكيف اذا كان السفيه على رأس هرم السلطة في دولة "بوليسية" ودكتاتورية لا تعترف برأي معاكس أو وجهة نظر مختلفة عنها، وما اكثرهم.
تكرار الاخطاء والجرائم، تنم عن شخصية مستكبرة، لا ترى حق للآخر بالتعبير او قد تصل الامور الى عدم الاعتراف بحق الحياة لبعض معارضي هذه الشخصيات.
الناشط السياسي والحقوقي والمعارض السعودي المعروف عمر بن عبد العزيز، المقيم في كندا، كشف عن معلومات تقدمت بها الشرطة الكندية باحتمال تهديد وصفته بالخطير على حياته، وطالبته بتوخي الحذر والحيطة؛ اما مصدر هذا التهديد حسب الشرطة الكندية فهو السلطات السعودية التي تسعى خلفه، وتضعه هدفا لها، بسبب آرائه المعارضة لسياسة المملكة وحكامها، لا سيما ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
المخطط السعودي الذي ينتظر المعارض عمر بن عبد العزيز، ربما لا يزال مجهولا، خصوصا وان الاخير قال أكد أنه يجهل طبيعة التهديد الذي ينتظره، ويجهل ما اذا كان مخططا للاغتيال او الاختطاف، لاسيما وان محام الناشط السعودي أوضح أن السلطات الكندية اتصلت مرات عدة سابقا وحذرت من تهديدات على حياة الناشط عبدالعزيز، لكنه أكد أن "هذه المرة مختلفة"، وأن "التحذير كان رسميا وتم نقله بحس من السرعة ونصائح باتخاذ الحذر، وبدا يحمل مصداقية وقويا".
سيناريو التهديد هذا يعيد الى الاذهان القضية الاشهر التي لا يزال محمد بن سلمان يعاني من تبعاتها الى اليوم، وهي اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018، وما حمله معه تلويح اميركي لولي العهد بالوقوف خلف الجريمة، بعد أن وجدت "المخابرات الأمريكية" أن محمد بن سلمان مسؤول بدرجة متوسطة إلى عالية عن الاغتيال، اضافة الى الانتقاد الدولي للسلطات السعودية، والتنديد والشجب من قبل المنظمات الحقوقية في العالم للمارسات السعودية.
كل هذا الانتقاد والتنديد بالجريمة السعودية وتحميل قمة هرم السلطة السعودية مسؤوليتها، لم تردع الرياض واميرها "الفتي" عن ارتكاب حماقات جديدة على ما يبدو، كما ان العقلية السعودية لا تتحمل وجود شخص أو اشخاص "قد تسول لهم أنفسهم بالوقوف في وجه ارادتها ومعارضة قراراتها"، ولا تعرف حدودا لغطرستها، فالمعارض عبدالعزيز ليس الوحيد الذي ربما يطاله بطش ابن سلمان في كندا، فهناك أيضا سعد الجبري الذي يعتبره كثيرون "الصندوق الاسود" للسلطات السعودية، كونه شغل منصبا بارزا في المخابرات السعودية والذراع اليمنى لولي العهد السابق محمد بن نايف.
التهديد الاكبر ربما قد يطال عوائل المعارضين السعوديين التي لا تزال داخل حدود المملكة، الامر الذي حدث فعلا مع اصدقاء ومقربين من عمر عام 2018 بعد الكشف عنم تجسس للسلطات السعودي على هاتفه الخاص، ما مكّن السلطات من تتبع اصدقائه في الداخل واعتقالهم. كما اعتقل الأمن السعودي ابن وابنة الجبري، اللذان اختفيا في آذار/ مارس ولم يسمع عنهم اي خبر حتى الان. فعلى ا يبدو بأن حكام بلاد الحرمين لم يقرأوا الآية الكريمة، " وَ لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرَی"، لكن العقلية البوليسية لابن سلمان تتيح له التطاول على المبادئ الانسانية والاسلامية لتحقيق مآربه الخاصة، فاعتبار المقربين من المعارضين طعما للايقاع بهم، امرا مباحا لدى ولي الامر السعودي.
ساحة النقاش