كيف سيواجه ترامب نكسة نصبها لغيره؟
<!--<!--
السبت ٠٢ مايو ٢٠٢٠ - ٠٦:٣٩ بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً وضع أمن السعودية على المحك عندما طالب ولي عهدها بالرضوخ لخيار خفض الإنتاج النفطي أو تحمل تبعات خسارة الحماية الأمريكية لها، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
بل ذهب ترامب إلى أبعد من ذلك بحيث أبلغ بن سلمان من أنه لن يكون بوسعه منع أعضاء مجلس الشيوخ من تمرير مشروع قانون ينص على سحب القوات الأمريكية من السعودية وصولاً لإنهاء التحالف الإستراتيجي وتركها بدون حماية، فإلى أي حد يمكن أن يكون ترامب جاداً في تهديداته؟
ففي هذا المجال يرى محللون أنّ الركود الإقتصادي في الولايات المتحدة سيفشل محاولة ترامب بجعل ناخبيه بالتصويت له في الإنتخابات الرئاسية القادمة، ولهذا يحاول تحميل السعودية مسؤولية أضرار حرب الأسعار التي شنتها عبر فتح أنابيب نفطه وإغراق السوق الدولية بها وخفض سعر البرميل، ما أحدث ثغرة كبيرة جداً طالت الإقتصاد الأمريكي نتيجة تكاليف إنتاج النفط الصخري المكلف، الذي لا يستطيع أن ينافس سعر برميل النفط في حالته العادية فكيف إذا كان منخفضاً.
ويقول مراقبون بشؤون الشرق الأوسط أنّ ترامب هو من أراد حرب أسعار النفط هذه ووضع السعودية على المحك عبر ابتزازها وتفليسها واعتبروها استراتيجية لطالما يستخدمها دوماً.
وأوضحوا، أنّ ترامب بدأ أمام ناخبيه بأنه يلقي اللوم على السعودية في حين أنّ الأخيرة لا تقوم بأي خطوة بدون أن تأخذ رضى ترامب عليها، وأنّ ترامب استخدم حرب أسعار النفط هذه لإملاء مستودعاته من بترول رخيص ولضرب الأسواق الروسية، لكن اليوم مع ازمة كورونا وصبر الروس وغيرهم على أزمة حرب الأسعار الذين استطاعوا أن يستغلوا هذه الأزمة لإضعاف وتدمير صناعة النفط الصخري الأمريكي، الأمر الذي أدّى بترامب إلى أن يبحث عن ورقة ووجدها في تهديد السعودية لتبرئة نفسه خصوصاً أمام ناخبيه من مشكلة أزمة كورونا ومشكلة إفلاس الشركات الأمريكية النفطية.
وأضافوا، أنّ ترامب دفع ببلاده كي تصبح أكبر دولة منتجة للنفط في العالم وذلك بعد زيادة إنتاج النفط الصخري من 3 إلى 5 ملايين برميل، من أجل الضغط على دول كروسيا وألمانيا والسعودية وتركيا، وأيضاً لوقف مشروع خط الغاز من روسيا عبر البحر الأسود إلى أوروبا.
فيما رأى خبراء، أنّ ترامب كان يمني ناخبيه بأنهم سيحصلون على بنزيناً رخيصاً كي ينتخبوه، ولكن بالمقابل شركات الطاقة الأمريكية والتي تعد بالمئات بدأت تواجه نكسة الإفلاس نتيجة ما وصفت بحرب الأسعار بين السعودية وروسيا، ولفتوا إلى أنّ هذان البلدان ربما يستفيدان من هذا لأنه أيضاً لهما مصلحة في إضعاف وتدمير صناعة النفط الصخري الأمريكي.
كما أكدوا أن 13 عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي بدأوا فعلاً الإعداد لمشروع قانون من أنه إذا استمرت السعودية بهاذ الحجم من الإنتاج فإن الولايات المتحدة ستوقف دعمها العسكري وتسحب صواريخ الباتريوت من السعودية وستعيد في التحالف أو الاتفاقيات القائمة بين البلدين، وهو كما أشار إليه ترامب خلال تهديده لمحمد بن سلمان في المكالمة الهاتفية.
برأيكم:
هل رضخ محمد بن سلمان لرسالة ترامب؟
ما حقيقة تهديد ترامب لبن سلمان وهل هو فعلاً جاد بما قاله؟
هل ترامب لأنه لا يستطيع مواجهة روسيا يحمّل السعودية أن تدفع الثمن، أم ماذا؟
ساحة النقاش