<!--<!--
الأربعاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش
في تصريح يعكس حالة الإحباط واليأس التي يعيشها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إثر التداعيات الكارثية لأدائه الفاشل في مكافحة وباء كورونا الذي أودى بحياة عشرات الآلاف كما أصاب ما يقارب المليون أمريكي، وأصاب صناعة النفط الأمريكي في مقتل، أعلن ترامب على تويتر أنّه أمر القوات البحرية الأميركية بتدمير أي زوارق إيرانية إذا ما تحرشت بالسفن الأميركية في البحر!.
إيران التي وضعت اليوم قمرا اصطناعيا عسكريا في مدار حول الارض، ودكت قبل ذلك أكبر قاعدة عسكرية لأمريكا في العراق بعشرات الصواريخ، كما أسقطت طائرة غلوبال هوك الأمريكية العملاقة على ارتفاع 20 ألف متر فور انتهاكها المياه الإقليمية لإيران، تعرف جيدا لماذا يهرج ترامب على تويتر هذا التهريج السخيف ولماذا يهرب إلى الامام، وكانت تتمنى أن يأمر ترامب البائس قواته في البحر بالعودة إلى أمريكا بعد أن نُكبت بفيروس كورونا، بدلا من أمرها بالتعرض للزوارق الإيرانية.
إذا كان ترامب حقا صاحب قوة وحنكة، كما يحاول الظهور على تويتر، كان عليه أن يوظّف قوته وحنكته لإنقاذ جنوده المرعوبين من كورونا في عرض البحر، وأن يستخدم هذه القوة والحنكة في توفير ما تحتاجه مستشفياته التي يلبس ممرضوها اكياس القمامة، وأن يعمل على إقناع حكام الولايات الذين يسخرون منه ومن تصريحاته بشأن كيفية التعامل مع وباء كورونا، بل أخذوا بالتمرد على أوامره الكارثية.
إن سياسة إيجاد عدو خارجي للتغطية على الفشل وإسكات الأصوات المعارضة وخلط الأوراق لإيجاد مهرب من الحالة المزرية التي تعيشها أمريكا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، هي سياسة بالية ولم تعد تجدي نفعا بعد أن مارستها الأنظمة الدكتاتورية، فكانت نتائجها أكبر ضررا من نتائج الأسباب التي دعت اليها.
إيران تتفهم استياء وغضب وإحباط ترامب من النجاج العلمي والتقني الذي حققته إيران اليوم والمتمثل بوضع قمر "نور" الاصطناعي على ارتفاع 425 كيلومترا في مدار حول الارض، وهو الذي وعد نتنياهو وابن سلمان وعصابة المتطرفين والعنصريين في أمريكا قبل أكثر من ثلاث سنوات بتركيع إيران ودفعها للاستسلام!، ولكن في المقابل لا تتوقع إيران أن يصل جنون ترامب إلى الحد الذي يدفعه للتعرض للقوات المسلحة الإيرانية في الخليج الفارسي، للتغطية على فشله وموت حلمه بولاية ثانية، فأي حركة جنونية ستكلف ترامب وأمريكا والمنطقة أثمانا لا تخطر بعقل ترامب الصغير.
أخيرا، العالم كل يدرك وخاصة جنرالات أمريكا وعقلائها، أنّ إيران ليست بالبلد الذي يمكن تهديده عسكريا للحصول على مكاسب سياسية، حتى لو كان هذا التهديد صادر من أمريكا نفسها، قد يكون بإمكان ترامب أن يسجل نقطة أمام منافسه الديمقراطي بايدن إذا ما نجح في رفع أسعار النفط بضعة دولارات ليوم أو يومين عبر خلق توتر أمني في الخليج الفارسي، ولكن سيخسر الإنتخابات منذ تلك اللحظة، وسيُحمل أمريكا أثمانا باهظة من سمعتها ومكانتها و"هيبتها"، عندما يعود آلاف الجنود الأمريكيين بصورة أفقية إلى بلادهم.
ساحة النقاش