نصيحة لبومبيو لا تختبر رجالاً العِرض والأرض لديهم سِيَّانِ
<!--<!--
السبت ١٨ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش
زعمت أمريكا قبل أيام أنّ زوارق عسكرية إيرانية اقتربت من سفن عسكرية أميركية في الخليج الفارسي، "واصفة الخطوة بأنها خطيرة واستفزازية"!!، بينما صرح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أنّ وزارته تناقش مع وزارة الدفاع، تعكفان على تقييم أفضل طريقة للرد!!.
رغم أن الشعب الإيراني وجميع شعوب العالم التي اكتوت بنار التدخل الأمريكي الوقح في شؤونها الداخلية، لا تثق بأي رواية أمريكية بشأن أي حادث أمني أو عسكري وحتى سياسي ، ما دام الراوي أمريكي قادم من وراء المحيطات كقوة إرهابية لفرض الإرهاب والإرعاب على الشعوب بهدف إخضاعها ونهب ثرواتها دون أدنى احترام لسيادة أو مياه إقليمية للدول وكأن العالم كله ضيعة أمريكية من حق أحفاد رعاة البقر الأمريكيين أن يصولوا ويجولوا فيها دون أي رادع.
المضحك المبكي هو أن تصف القوات الأمريكية الإرهابية القادمة من الجانب الآخر من العالم إلى منطقتنا منطقة الخليج الفارسي، تصف تواجد القطعات البحرية الإيرانية في الخليج الفارسي بأنه تواجد"خطير واستفزازي"!!، لمن؟ لحاملات طائراتها وسفنها الحربية وبوارجها التي تزدحم بها مياه الخليج الفارسي الذي لا يتجاوز عرضه عند مضيق هرمز سوى 40 كيلومترا، لتزرع الفوضى وعدم الاستقرار والتوتر، خدمة لمصالح الكيان الإسرائيلي والمصالح الأمريكية غير المشروعة وفي مقدمتها مصالح تجار الموت من أصحاب مصانع السلاح.
يبدو أنّ الأمريكيين يتصورون أنّ جميع دول المنطقة على شاكلة السعودية والبحرين ومن لفّ لفّهما، فلا استقلال ولا سيادة ولا كرامة وطنية ولا قرار سياسي، بل أرض منتهكة مستلبة مفتوحة على مصراعيها للأمريكي الذي يتفضل عليها بتدنيس أرضها ومياهها ويقيم القواعد العسكرية فيها على نفقة حكوماتها!!، متناسين أن هناك شعوبا تحتضن رجالا ينظرون إلى استقلالهم وسيادتهم وكرامتهم الوطنية كنظرتهم إلى شرفهم وناموسهم، فالأرض والعرض لديهم سيان، مثل هذه الشعوب هي التي ستضع أمام بومبيو، الذي يعكف الآن على دراسة أفضل طريقة للرد على تواجد القطعات البحرية الإيرانية في الخليج الفارسي، طريقة في غاية السهولة ملخصها أن يسحب سفنه الحربية من الخليج الفارسي بهدوء، وأن ويعيد عشرات الآلاف من قواته الإرهابية المنتشرة في المنطقة إلى بلاده التي تبعد عن الخليج الفارسي أكثر من 7 آلاف ميل، قبل أن تُطرد منها رغما عن أنفه.
ساحة النقاش