أعداء ترامب.."الديمقراطيون"و "وكلاء إيرن!! "
<!--<!--
الأربعاء ٠٨ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٤:٠٢ بتوقيت غرينتش
هناك قاسم مشترك في خطاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب ورفاقه من المتطرفين واليمين المتصهين من أعضاء إدارته، وهذا القاسم المشترك يتمثل في عبارتين تتكرر في اليوم الواحد عشرات المرات في خطابات ترامب ورهطه، وهاتان العبارتان هما "الديمقرطيون" و "وكلاء ايران".
أما سبب تكرار ترامب لهاتين العبارتين فهو لإخفاء فشله وفضائحه على المستويين الداخلي والخارجي، فعلى المستوى الداخلي كل انتقاد يوجه إليه حتى من قبل أشخاص يعملون داخل إدارته، يرى فيه مؤامرة سياسية تستهدفه من قبل الحزب الديمقراطي، أما على المستوى الخارجي فكل مقاومة شعبية في الشرق الأوسط ضد الهيمنة الأمريكية، يرى فيها ترمب أنها من صنع "وكلاء إيران!!".
أحدث مثال على "عدو ترامب" الداخلي هو اتهامه يوم أمس الثلاثاء المفتشة العامة لوزارة الصحة بإعداد "ملف زائف" عن نقص موارد مكافحة فيروس كورونا بالمستشفيات الأمريكية، وأنّ لدى المفتشة العامة، حسب ترامب، دوافع سياسية، و"الدوافع السياسية" التي يقصدها ترامب عادة هي تلك التي يقف وراءها الديمقراطيون من أجل الإساءة إليه!!.
إتهام ترامب للمفتشة العامة لم يتضمن أي دليل عل اتهامه أو شكوكه، بينما كل نتائج تقريرها جاءت لتؤكد ما يقوله حكام الولايات ورؤساء البلديات ومسؤولو الصحة منذ أسابيع بأن المستشفيات في جميع أنحاء البلاد ليس لديها القدرة الكافية على التعامل مع زيادة عدد مرضى فيرس كورونا، حتى أنّ حكام الولايات اضطروا للظهور على شاشت التلفاز لمخاطبة الرأي العام الأمريكي والعالمي حول هشاشة النظام الصحي الأمريكي وعجزه عن مواجهة وباء كورونا.
وأحدث مثال على "عدو ترامب" الخارجي، هو اتهامه هو ورفيق دربه بالثرثرة وزير خارجيته مايك بومبيو، من يطلقان عليهم "وكلاء إيران" في العراق بإفشال مخططات أمريكا في العراق، والمقصود من "وكلاء إيران" وفقا للقاموس الترامبي هو العراق برمته، من حكومة وبرلمان وشعب، الذين أعلنوا بمختلف الوسائل المتاحة، رفضهم للوجود الأمريكي والقواعد الأمريكية في العراق، وكان آخر مظاهر هذا الرفض، خروج الملايين من العراقيين احتجاجا على جريمة اغتيال القائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، ورفضا للوجود الأمريكي غير الشرعي في العراق، بينما مازال ترامب وبومبيو يدفنان رأسيهما في الرمال أمام كل هذا الرفض الحكومي والبرلماني والشعبي الواسع والمنقطع النظير في تاريخ العراق الحديث، وهما يجتران وبغباء فاضح عبارة "وكلاء إيران" من دون أدنى احترام، على الأقل، لعقليهما، وليس لعقول الآخرين من الذين خبروا كذبهما وعجزهما وفشلهما!!.
ساحة النقاش